
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعـدي علـيَّ هـواه خصـمُ جفونه
مــالي بــه قبـلٌ ولا بفنـونه
إن لـم تُجرنـي منه رحمةُ قلبه
مـن ذا يجيـرُ عليه ملكُ يمينه
صـابٍ مـنَ الأتـراك أصبى مهجتي
فعبـدت نـور الحسن فوق جبينه
مُتمكّـنٌ فـي الحسـنِ نـوَّن صدغه
فتـبيّن التمكيـنُ فـي تنـوينه
تنسـابُ عقـربُ صـدغه فـي جنّـة
لـم يجن منها الصبُّ غير منونه
ولــوى ضـفيرته فـولّى مُـدبرا
فعـل الكليم ارتاع من تبيينه
قـد أطمعتنـي فيـه رقـةُ خـدّه
لـو أمكنتنـي فيـه رقـة دينه
ورجـوتُ ليـنَ قوامِه لو لم يكْن
كالرمـحُ شـدة طعنـه فـي لينه
شاكي السلاح وما الذي في جفنه
أعـدى علـيَّ مـن الـذي بجفونه
نـاديتُه لمـا نـدت لـي سـينه
وشـعرتُ مـن لفـظ السلام بسينه
رحمـاك فـي دنـفٍ غـدا وحياتُه
وممـــاتُه وحراكُــه كســكونه
إن لـم تمـنَّ علـيَّ منـة راحـمٍ
فمنـاه أن يلقـاه ريـبُ منونه
ولـذا أبيـت سـوى سـمات عدوه
فأمـانه مـن ذاك ظهـر أمـونه
سـننيخها فـي بـاب أروع ماجدٍ
فيـرى محـلّ الفضـلِ حـق يقينه
حيث المعارف والعوارف والعُلا
فــي حـدّ مجـد جـامع لفنـونه
بدرٌ وفي الحسن بن أحمد التقت
نُجُـبُ مـررن على العطا بركونه
تبغـي مناهـا فـي مناها عنده
وتطـوفُ بالحاجـات عنـد حُجونه
فـرعٌ مـن الأصـل اليمـاني طيّبٌ
ورثَ البيـانَ وزادَ فـي تبيينه
يُبـدي البشاشـة في أسرّة وجهه
طـوراً ويحمـي العزَّ في عِرنينه
بسـطت شمائله الزمان كمثل ما
بسـطَ الغنـاءُ نفوسـنا بلحونه
يُثنــي عليـه كـلُّ فعـل سـائرٍ
كالمسـكِ اذ تُثنـي على دارينه
مالك بن عبد الرحمن بن علي، أبو الحكم، المعروف بابن المُرَحَّل: أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولى القضاء بجهات غرناطة وغيرها. وكان من الكتّاب، وغلب عليه الشعر حتى نُعت بشاعر المغرب. من كتبه (الموطأة - خ) أرجوزة نظم بها (فصيح ثعلب) وشرحها محمد بن الطيب في مجلدين ضخمين، و (ديوان شعر) و (الوسيلة الكبرى - خ) نظم، و (التبيين والتبصير في نظم كتاب التيسير) عارض به الشاطبية، و (الواضحة) نظم في الفرائض، وكتاب (دوبيت - خ) و (العروض - خ) و (أرجوزة في النحو - خ) وغير ذلك.قال الوزير لسان الدين ابن الخطيب في ترجمته في الإحاطة:مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج بن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج المنزل بوادي الحجارة بمدينة الفرج المنسوبة إليه الآن. قال ابن عبد الملك، كذا كتب لي بخطه بسبتة، وهو مصمودي ثم شصادى مولى بني مخزوم، مالقي، سكن سبتة طويلاً ثم مدينة فاس، ثم عاد إلى سبيتة مرة أخرى، وبآخرة فاس، يكنى أبا الحكم وأبا المجد، والأولى أشهر، ويعرف بابن المرحل، وصفٌ جرى على جده على بن عبد الرحمن لما رحل من شنتمرية حين إسلامها للروم عام خمسة وستين وخمسمائةقال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، شاعر رقيق مطبوع، متقدم، سريع البديهة، رشيق الأغراض، ذاكر للأدب واللغة. تحرف مدة بصناعة التوثيق ببلده، وولى القضاء مرات بجهات غرناطة وغيرها. وكان حسن الكتابة إذا كتب، والشعر أغلب عليه. ....وأما ابن خلاد فقصر به، إذ قال، كانت نشأته بمالقة بلده، وقرارة مولده في ناسها ووسط أجناسها، لم يتميز بحسب، ولم بتقدم في ميدان نسب، وإنما أنهضه أدبه وشعره، وعوضه بالظهور من الخمول نظمه ونثره، فطلع في جبين زمانه غرة منيرة، ونصع في سلك فصحاء أوانه درة خطيرة، وحاز من جيله رتبة التقديم، وامتاز في رعيله بإدراك كل معنى وسيم.قال لسان الدين: والإنصاف فيه منا ثبت لي في بعض التقييدات وهو، الشيخ المسن المعمر الفقيه، شاعر المغرب، وأديب صقعه، وحامل الراية، المعلم بالشهرة، المثل في الإكثار، الجامع بين سهولة الفظ، وسلاسة المعنى، وإفادة التوليد، وإحكام الاختراع، وانقياد القريحة، واسترسال الطبع، والنفاذ في الأغرض. استعان على ذلك بالعلم بالمقاصد اللسانية، لغة وبياناً وعربية وعروضاً، وحفظاً واضطلاعاً، إلى نفوذ الذهن، وشدة الإدراك، وقوة العارضة، والتبريز في ميدان اللوذعية، والقحة والمجانة، والمؤيد ذلك بخفة الروح، وذكاء الطبع، وحرارة النادرة، وحلاوة الدعابة، يقوم على الأغربة والأخبار، ويشارك في الفقه، ويتقدم في حفظ اللغة، ويقوم على الفرايض. وتولى القضاء. وكتب عن الأمراء، وخدم واسترفد، وكان مقصوداً من رواة العلم والشعر، وطلاب الملح، وملتمسي الفوايد، لسعة الذرع وانفساح المعرفة، وعلو السن، وطيب المجالسة، مهيباً مخطوب السلامة، مرهوباً على الأعراض، في شدقه شفرته وناره، فلا يتعرض إليه أحد بنقد، أو أشار إلى قناته بغمز، إلا وناط به آبدة، تركته في المثلات، ولذلك بخس وزنه، واقتحم حماه، وساءت بمحاسنه القالة، رحمه الله وتجاوز عنه.)قال: أما تواليفه فهي كثيرة متعددة، منها شعره، والذي دوّن منه أنواع.فمنه مختاره، وسماه بالجولات.ومنه، الصدور والمطالع.وله العشريات والنبويات على حروف المعجم، والتزام افتتاح بيوتها بحرف الروى، وسماها، الوسيلة الكبرى المرجو نفعها في الدنيا والأخرى.وعشرياته الزهدية.وأرجوزته المسماة سلك المنخل لمالك بن المرحل نظم فيها منخل أبي القاسم بن المغربي،والقصيدة الطويلة المسماة بالواضحة،والأرجوزة المسماة اللؤلؤ المرجانوالموطأة لمالك.والأرجوزة في العروض.وكتابه في كان مإذا، المسمى بالرمي بالحصا،إلى ما يسق إحصاره، من الأغراض النبيلة، والمقاصد الأدبية.قال وكانت وفاته في التاسع عشر لرجب عام تسعة وتسعين وستماية، ودفن بمقبرة فاس، وأمر أن يكتب على قبره:زر غريبا بقبره نازحـا مـاله وليتركــوه موســداً بيـن تـرب وجنـدلولتقـل عند قبره بلســان التـدلليرحـم اللـه عبدهمالـك بـن المرحل