
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
استنصـر الـدينُ بكـمْ فاقـدمُوا
فـــإنّه إن تُســـلموه يُســـْلَمُ
لا تُسـلموا الإسـلامَ يـا إخواننا
وأســـرجوا لنصــرِه وألجمــوا
لاذتْ بكـــم أنـــدلسٌ ناشـــدةً
برحــم الــدين ونعــمَ الرحـمُ
واســترحمتكمْ فارحموهــا إنـه
لا يرحــمُ الرحمـنُ مـن لا يَرحَـم
مــا هـي إلا قطعـةٌ مـن أرضـكم
وأهلُهــا منكــم وأنتـم منهـم
لكنهـــا حُـــدّت بكــلِ كــافرٍ
فــالبحرُ مـن حـدودِها والعجـمُ
لهفــاً علــى أنـدلُسٍ مـن جَنَّـةٍ
دارتْ بهــا مــنَ العـدا جهنـمُ
اســتخلصَ الكفـارُ منهـا مُـدناً
لكــلِّ ذي ديــن عليهــا نــدمُ
قرطبــةُ هـي الـتي تبكـي لهـا
مكــةُ حزنــاً والصــفا وزمـزم
وحمّــص وهـي اُخـت بغـداد ومـا
أيامُهــا إلا الصــبا والحلــم
استخلصــوها موضــعاً فموضــعاً
واقتـدروا واحتكمـوا وانتقموا
وقتّلـــوا ومثّلـــوا وأســّروا
وأثكلــوا وأيتمــوا وأيّمــوا
أيـام كـانَ الخـوفُ من أعوانهم
والجــوعُ والفتنـةُ وهـي أعظـمُ
حـتى إذا لـم يبـق مـن حياتها
إلا ذمـــاءٌ تـــدّعيه الـــذِممُ
دعوا العهودَ واعتدوا وما دروا
بأنّهــــا بحبلكـــم تعتصـــم
ظنّـوا وكـانَ الظـنُّ منهم كاذباً
أنَ ليــسَ للّــه جنــود تقــدُمُ
مـا صـدقوا أن وراءَ البحـر مَنْ
يَغْضـــبُ للإســلام حيــنَ يظلــم
ولا دروا أن لــــديكم حرمـــةً
يحفظُهـــا شـــبابُكم والهــرمُ
لـو عَرفـوا قبـائل العـدوة ما
عَـدَوا علـى جيرانهـم واحترموا
اليـومَ يـدري كـلُّ شـيطانٍ بهـا
أن قـد رمتهـم بالشـعاع الأنجمُ
تقــــدّمتْ نجـــومُهم طليعـــةً
مــن نحــوكم أخطـاهم التقـدمُ
فانتصـفوا للـدينِ مـن أعـدائه
واقــترعُوا عليهــم واقتسـموا
وامتلأتْ أيــديهم مــن الســبا
وأحســــبتهم يَعَــــمٌ ونعَـــمُ
يـا أهـل هـذيْ الأرض مـا أخركم
عنْهـم وأنتـمْ فـي الأمـور أحزمُ
تســابق النــاسُ إلــى مـواطنٍ
الأجــرُ فيهــا وافـرُ والمغنـمُ
فغــزوا الكفــارَ فـي ديـارهمْ
وعَزَمُــوا أن يهزمــوا فهزمـوا
فمِــنْ ســيوفِ فـي رؤوسٍ تنحنـي
ومــن رمــاحٍ فــي ذرى تحطّــمُ
وقـامتِ الحـربُ علـى سـاقٍ فمـا
زلّــتْ لأهـل الصـدّق منهُـم قـدمُ
بـاعوا مـن اللّه الكريم أنفساً
كريمــةً ففــاض منهــا الحكـمُ
دعــاهُم اللــهُ إلــى رحمتِــه
فــاجتمعوا ببــابه وازدحمـوا
ميِّتهــم قــد قَــرَّ فـي رحمتـه
وحيّهــم بيــن يــديهم يخــدمُ
يَضــربُ بالســيفِ فيُرضــي ربَّـه
وفـي رضـا الـربِّ النعيمُ الأدوم
أخرجــه مــن بيتــه إيمــانُه
وحبُّــه فــي فعــلِ مــا يُقـدّم
مـــا همُّـــه إلا قتــالُ أمــةٍ
يُكــبر عيســى قــولهم ومريـم
تشــرك بــاللّه وتــدعو معــه
خلقـــاً يصــحُّ جســمُه ويســقم
وتــــدّعي أن لــــه صـــاحبةً
وابنــاً ولا صــاحبةُ ولا ابنــم
لـم يُثنـهْ عـن عزمِـه أهـلُ ولا
مــالُ ولا خــوفُ نعيــم يُعــدم
كيــفَ وعــدن تحــتَ ظـلِ سـيفه
والحــورُ عــن يمينــه تُســلّم
واللــهُ راضٍ عنـه والخلـقُ لـه
يـدعونَ مهمـا كبّـروا وأحرمـوا
إخواننـا مـاذا القعـود بعدهم
أفــي ضــمانِ اللّــه مــايُتهم
هـــلْ هــيَ إلا جنــةٌ مضــمونةٌ
أو عـــودةُ صـــاحبُها مُكـــرّم
حـدّوا السـلاحَ وانفروا وسارعوا
إلــى الـذي مـن ربّكـم وعُـدتم
إن أمـامَ البحـر مـن إخـوانكم
خلقـــاً لهــم تلفّــت إليكــم
ونحـــوكم عيـــونُهم نـــاظرةٌ
لا تطعــمُ النــومَ وكيـفَ تطعـمُ
والـرومُ قـد همّـت بهمْ وما لهمْ
ســـواكُم رداً فـــأين الهمــم
كلُّهـــم ينظــرُ فــي أطفــالِه
ودمعُــه مــن الحــذار يســجم
أيــنَ المفــرُّ لا مفــرّ إنمــا
هــو الغيــاثُ أو إســار أودم
يــا ربِّ وفقنـا وألهمنـا لمـا
فيـهِ لنـا الخيـرُ فأنتَ المُلهمُ
يــا ربِّ أصـلحْ حالَنـا وبالنـا
أنــتَ بمـا فيـه الصـلاحُ أعلـمُ
يـا ربِّ وانصـرنا علـى أعدائنا
يــا ربِّ واعصـمنا فـأنت تعصـم
يـا ربّنـا مـا داؤنـا شيءُ سوى
ذنوبنــا فــارحمْ فـأنت ترحـمُ
مالك بن عبد الرحمن بن علي، أبو الحكم، المعروف بابن المُرَحَّل: أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولى القضاء بجهات غرناطة وغيرها. وكان من الكتّاب، وغلب عليه الشعر حتى نُعت بشاعر المغرب. من كتبه (الموطأة - خ) أرجوزة نظم بها (فصيح ثعلب) وشرحها محمد بن الطيب في مجلدين ضخمين، و (ديوان شعر) و (الوسيلة الكبرى - خ) نظم، و (التبيين والتبصير في نظم كتاب التيسير) عارض به الشاطبية، و (الواضحة) نظم في الفرائض، وكتاب (دوبيت - خ) و (العروض - خ) و (أرجوزة في النحو - خ) وغير ذلك.قال الوزير لسان الدين ابن الخطيب في ترجمته في الإحاطة:مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج بن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج المنزل بوادي الحجارة بمدينة الفرج المنسوبة إليه الآن. قال ابن عبد الملك، كذا كتب لي بخطه بسبتة، وهو مصمودي ثم شصادى مولى بني مخزوم، مالقي، سكن سبتة طويلاً ثم مدينة فاس، ثم عاد إلى سبيتة مرة أخرى، وبآخرة فاس، يكنى أبا الحكم وأبا المجد، والأولى أشهر، ويعرف بابن المرحل، وصفٌ جرى على جده على بن عبد الرحمن لما رحل من شنتمرية حين إسلامها للروم عام خمسة وستين وخمسمائةقال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، شاعر رقيق مطبوع، متقدم، سريع البديهة، رشيق الأغراض، ذاكر للأدب واللغة. تحرف مدة بصناعة التوثيق ببلده، وولى القضاء مرات بجهات غرناطة وغيرها. وكان حسن الكتابة إذا كتب، والشعر أغلب عليه. ....وأما ابن خلاد فقصر به، إذ قال، كانت نشأته بمالقة بلده، وقرارة مولده في ناسها ووسط أجناسها، لم يتميز بحسب، ولم بتقدم في ميدان نسب، وإنما أنهضه أدبه وشعره، وعوضه بالظهور من الخمول نظمه ونثره، فطلع في جبين زمانه غرة منيرة، ونصع في سلك فصحاء أوانه درة خطيرة، وحاز من جيله رتبة التقديم، وامتاز في رعيله بإدراك كل معنى وسيم.قال لسان الدين: والإنصاف فيه منا ثبت لي في بعض التقييدات وهو، الشيخ المسن المعمر الفقيه، شاعر المغرب، وأديب صقعه، وحامل الراية، المعلم بالشهرة، المثل في الإكثار، الجامع بين سهولة الفظ، وسلاسة المعنى، وإفادة التوليد، وإحكام الاختراع، وانقياد القريحة، واسترسال الطبع، والنفاذ في الأغرض. استعان على ذلك بالعلم بالمقاصد اللسانية، لغة وبياناً وعربية وعروضاً، وحفظاً واضطلاعاً، إلى نفوذ الذهن، وشدة الإدراك، وقوة العارضة، والتبريز في ميدان اللوذعية، والقحة والمجانة، والمؤيد ذلك بخفة الروح، وذكاء الطبع، وحرارة النادرة، وحلاوة الدعابة، يقوم على الأغربة والأخبار، ويشارك في الفقه، ويتقدم في حفظ اللغة، ويقوم على الفرايض. وتولى القضاء. وكتب عن الأمراء، وخدم واسترفد، وكان مقصوداً من رواة العلم والشعر، وطلاب الملح، وملتمسي الفوايد، لسعة الذرع وانفساح المعرفة، وعلو السن، وطيب المجالسة، مهيباً مخطوب السلامة، مرهوباً على الأعراض، في شدقه شفرته وناره، فلا يتعرض إليه أحد بنقد، أو أشار إلى قناته بغمز، إلا وناط به آبدة، تركته في المثلات، ولذلك بخس وزنه، واقتحم حماه، وساءت بمحاسنه القالة، رحمه الله وتجاوز عنه.)قال: أما تواليفه فهي كثيرة متعددة، منها شعره، والذي دوّن منه أنواع.فمنه مختاره، وسماه بالجولات.ومنه، الصدور والمطالع.وله العشريات والنبويات على حروف المعجم، والتزام افتتاح بيوتها بحرف الروى، وسماها، الوسيلة الكبرى المرجو نفعها في الدنيا والأخرى.وعشرياته الزهدية.وأرجوزته المسماة سلك المنخل لمالك بن المرحل نظم فيها منخل أبي القاسم بن المغربي،والقصيدة الطويلة المسماة بالواضحة،والأرجوزة المسماة اللؤلؤ المرجانوالموطأة لمالك.والأرجوزة في العروض.وكتابه في كان مإذا، المسمى بالرمي بالحصا،إلى ما يسق إحصاره، من الأغراض النبيلة، والمقاصد الأدبية.قال وكانت وفاته في التاسع عشر لرجب عام تسعة وتسعين وستماية، ودفن بمقبرة فاس، وأمر أن يكتب على قبره:زر غريبا بقبره نازحـا مـاله وليتركــوه موســداً بيـن تـرب وجنـدلولتقـل عند قبره بلســان التـدلليرحـم اللـه عبدهمالـك بـن المرحل