
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آلهة الشعر أفيضوا من سناكم لمحات
على فؤاد حجبت عنه الغيوم النيرات
فضل تائها عن الكون يناجي الآلهات
قد عصفت موج الرياح بالجبال الراسيات
وأقلعت عن راسها تلك الشموس المشرقات
وهي الامارة وتاج الملك في المرتفعات
وأظلم الكون البهيج وتوارت الحياة
وانتشر الغيم ونامت الجبال كاسفات
ففزعت لربها وهي تموت حسرات
وشكت الأمر إليه بلسان العبرات
فغضب الأطلس واحتد بفعل العاصفات
وهو ذو الحمى المنيع وأمير الشهقات
قد نظمت له الحماية ذئاب الفلوات
واحتضن الذئب أخاه يا لها من معجزات
فقام سيد الحمى بحجب نور الكائنات
ويقبض الشمس بكفيه ويكسو الجبهات
وعدها إهانة للتاج من يد الجناة
فسار كالمنتقم الجبار يقطع الفلات
على الرياح وقضى بأن تعود للشتات
وامتد في سلسلة تمنعه من الغزاة
وجاءت الريح تنوش وتعيد الخطوات
فهز راسا شامخا يقطع عنها الحركات
فلثمت أقدامه وردت المختلسات
وظهرت بين الغيوم لمعات التضحيات
وانقشع الغيم وعادت العيون مبصرات
وأشرق الكون البهيج واستنارت الحياة
وإن هذا مثل يعطيك بعض النظرات
انتشرت فوق الذرى الشم الجيوش الظافرات
تنوء بأعبائها على الجبال الراسيات
وهي تفيض بالحماس وتعد التضحيات
للوطن الغالي المفدى بدماء المهجات
تهدف لاستقلالنا ولإبادة الطغاة
يا نسمة التحرير هبي في البلاد عاصفات
الشعب أصبح يئن تحت عبء النكبات
قد قصفت به الرعود في الليالي الحالكات
وزلزلت عزته وحكمت يد الطغاة
فظهرت فوق الحمى الأسراب بالمحركات
ففرقت سرب النسور والأسود الرابضات
وقطن الجند البغيض بمعاقل الأباة
باسم الحماية وحفظ الأمن تحتل الغزاة
أرض الفخار فتصير عندهم مستعمرات
فأظلمت تلك البقاع الطاهرات المشرقات
وانتشرت طلائع الجيش على المرتفعات
مثل الذباب تتهافت على المستنقعات
تروي الظما وتقمع الجوع بأكل الحشرات
وتنشر العدوى وتغدو وتروح راقصات
ظلم الشعوب للشعوب سنن متبعات
في الكون لكن الجزاء يتناول الطغاة
كما تدين يا فتى أنت تدان في الحياة
جند الحماية البغيضة فآه للحماة
تحمي الدمار بالدمار وتزيد السلطات
على الشعوب الواقعات تحت حكم النكبات
وا أسفا واحسرتا على العروش النازلات
ترزح تحت النار والحديد والمصفحات
وتنتهي أنفاسها بين مخالب البزاة
فيا ترى ما تحدث الأيام من تقلبات
إن بلاد المغرب الأقصى بلاد الغيرات
منحدر الشمس ومطلع شموس التضحيات
فمنذ كان وهو معقل الأباة والغزاة
فلم يحق دمه في الأرض منذ سنوات
وسيفه المخضوب لم يخف عن رأس الجناة
من عهد الاحتلال والمغرب قطر الغزوات
قد فرضت له الحماية كفرض الواجبات
وجاءت النكبة للعرش بأم النكبات
فزلزلت عزته وسلبت منه السمات
ونزل العرش لها منحدرا للصدمات
فأقلع الشهم الغيور عن زخارف الحياة
ونبه الملك وقال بصريح اللهجات
بأن سلطان الحماية سليب السلطات
لم يرضه الله ولن أرضاه في الممتلكات
فبقي العهد الحفيظي حفيظ الذكريات
ونفي الشهم إلى باريس مدة الحياة
ومنذ ذاك والكفاح يتخطى الواجهات
والشعب يظهر الفدى ويتحدى التضحيات
فنهضت فاس الأبية لخوض الغمرات
وأعلنت على الجهاد في سبيل الحريات
لأجل الاستقلال في الحكم وإقصاء الطغاة
فدعت الأغيار والأسد الغضاب الثائرات
في السوس والأطلس والريف وكافة الجهات
ولبثت ربع قرن تستدر النجدات
وبعد ما أخمدها الطغيان بالمؤامرات
مع الرؤوس الماكرات والنفوس الغادرات
نامت على الجمر وقامت الحروب الباردات
فسل جبال الأطلس الشم عن المقاومات
وسل مغاور الحمى عن الحروب بالمنشآت
في الثكنات والثغور والحصون المانعات
سل فتكات البربر الحمر الغواني المنكرات
سل زين المناوي المشهور عند الأزمات
سل شبله حمو الذي ما انفك يولي الحملات
على العدى ويفصل الجيش ويفنى الوحدات
وسل أخاه الليث حامي السوس والمنحدرات
فهبة الله أجل بطل المقاومات
قد أشرفا على النضال في أناة وثبات
وجمعا السوس الخضم ليخوض الغمرات
سل التلال والجبال والصحارى المشرقات
عن الدماء الموصلات والجيوش المفصلات
وسل كتائب الرمال عن كتائب المشاة
وسل ليوث ابن ورين الثائرات الغاضبات
سل سيدي حو البطل السوسي حامي الثكنات
وسل مجاري سبو ووادي ورغى القانيات
الجاريات بالدماء الحاملات للرفاة
وسل حروب الريف تنبيك بكل المكرمات
سل الخطيب فارس المضمار قاضي القضاة
سل العصامي الأبى عن مكايد الطغاة
من عظمت همته عن كثرة المساومات
لم يرض أن يهضم الريف بالمؤامرات
أو يطأ الترب الحرام مستبيح الحرمات
فهب هبة هزبر روعته اللفحات
لم يرض أن تمس أرضه يد التغيرات
فقام يدعو الناس للفدا وصد الهجمات
وجمع الأغيار في القبائل المجاورات
وقال في صراحة وحكمة وموعظات
الريف ريفكم إذا ما قمتم بالواجبات
يا قوم ماذا تبتغون بعده من ملمات
قد حبب الله الجهاد للنفوس المومنات
فدونكم بني ومالى ودمائي قربات
يا قوم هبوا وارفعوا أكفكم بالدعوات
انعقد اللواء واصطفت جيوش الحملات
وطلعت أشباله تسوس في المقدمات
ونظموا جيشا يفيض عددا ونسمات
فيه البطولة تسير وتنير التضحيات
فيه الكفاح الصادق البر لنيل الحريات
فيه الجلال والمهابة وصدق العزمات
فيه الشباب والكهول والنساء الريفيات
يسلن بالألحان والأنغام ماء المهجات
يبذلن للريف أعز ما لهن في الحياة
فرضي الريف عليهن وقامت صلوات
فهللوا وكبروا وانطلقوا للغزوات
لن تخذل الإسلام هذه الجيوش الظافرات
فنشر الريف بنوده فسالت وحدات
وقصف الريف رعوده فخرت صاعقات
على العدى تسحقهم سحقا وتهوى الثكنات
فأرهب الأعداء في مختلف المعسكرات
وجرد السيف المبارك بكف المعجزات
محمد عبد الكريم بطل المقاومات
منازل الأعداء في الريف وشتى الواجهات
من ملأ التاريخ مجدا وعلا ومكرمات
وأكسب البلاد صيتا بلبل المجتمعات
هز عواصم أوربا والقرى المجاورات
واخترق السبع الشداد والطباق المغلقات
وبقيت أصداؤه ترن في المنتديات
لم ينم الغرب لها وأكثر التحفظات
من عمل قد يمنع الغزو عن المستعمرات
في الشرق والغرب وكانت آنذاك حركات
تناوئ المستعمرين وتنازل الغزاة
أوقدها حربا ضروسا لإبادة الطغاة
دارت رحاها بالعدى نزلت كالصاعقات
تنسفهم نسفا وتوليهم أحر الضربات
أتت على الاسبان فاضطر إلى المسالمات
وطأطأ الرأس أمام شفرات المذبحات
فنفس الغرب عليه بحمى العصبيات
فخشي الصليب أن يفنى وتبقى الصومعات
ويسترد البطل المغوار روعة الحياة
للأندلس وتعاد ذكريات غاليات
فجندوا جنودهم بالسر والعلانيات
وألزموا الاسبان أن يهرع للمحالفات
مع الفرنسين وكانت بينهم منافسات
على حدود بلدة الصون وأرض المكرمات
وقد تنازل له عن سائر المنحدرات
وأسفا على بلاد قسمت كالتركات
والإنجليز يلعب الشطرنج بين القافلات
وبطل النضال لا ترهبه التكتلات
فظل صامدا أمام القوم يولي الحملات
عليهم بالرزء والثكل وحصد النسمات
يركب جنح الليل في السهل وفي المنعرجات
ليضمن الفوز ويحمل على المعسكرات
فروع الأعداء واشتدت عليهم أزمات
واضطرهم إلى اتخاذ كثرة المجاملات
والاعتراف بحقوق الريف في المقدمات
فعرف اللصوص ما هو جزاء السرقات
وعرف الأحرار كيف يبذلون التضحيات
وأرسل الوفد إلى جنيف في المنظمات
فاتخذ انهج السياسة وبذل المشاورات
وآملا بأن ينال منهم المصادفات
على التحرر والانتماء بالجمهوريات
فلم يجب لشيء في تلك النوادي الماكرات
وحينما شعر بالضعف وشل الحركات
وطلب النجدة من بعض العروش المسلمات
ولم يجب بغير عون الله في المكاتبات
وافترقت جموعه بكثرة المؤامرات
أسلم نفسه وأهله إلى المعسكرات
وأخذوه بطلا حرا كريم النزعات
وحملوه مبعدا إلى الجزر النائيات
وبقيت أعماله مثل الشموس المشرقات
من بعد ما أدى لشعبه عظيم الخدمات
تفيض بالأنوار في كل النواحي والجهات
حاملة إلى العوالم صدى المقاومات
تعلن أن الله في عون مريدي الحريات
قد اصطفى أخاه للفوز بنيل المكرمات
موسى وهارون تآزرا لخوض الغمرات
فصنعا متحدين سر هذي المعجزات
ضمهما المنفى معا كالقبر إذ ضم الرفات
على الوفاء للبلاد في الحياة والممات