
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــو الحــب داء للنفــوس محبــب
وإن كــان كــل العاشــقين يعـذب
وإن كــان لا يرثــي لصــب مــدله
بـراه الهـوى فهـو الأسـير المعذب
وإن كـان يصـلي الصـب جمـر صبابة
ويــــوغله فيهــــا ولا يتعتـــب
هــو الحــب داء لا دواء لـه سـوى
وصـال كمـا شـاء الحـبيب المعـذب
هـو الحـب فـي كـل الأنـام مسـيار
فمـن شـاء يرضـيه ومـن شـاء يغضب
هـو الحـب ملـك فـي النفـوس محكم
فمــا هـو قـاض كلنـا فيـه نرغـب
هــو الحـب أنـواع كـثير مريـدها
وكــل امـرئ منـا لـه فيـه مـذهب
وإن الـذي أختـار لـي فيـه مذهبا
لمنزلــة عليـا لهـا الحـر يـذهب
هـي الـذكر بالحسـنى ومـدح مـآثر
أخلــدها مــن بعـد مـوتي وأذهـب
وإن كنــت لا أرضــى بمـدح ممـاذق
وإطــراء أحبـاب وإن لـي تقربـوا
سـوى مـدح نفسـي لـي بنفسـي لأنها
بمحصـــولها أدري ومـــا تتطلــب
لأنهــــم إن يمـــدحوني ثبطـــوا
عــزائم منــي أقتفيهــا فــأطلب
وفـي سـبل العليـاء أكـدح جاهـدا
وأســعى حثيثــا للمعــالي وأدأب
أقــوم بنفســي للمكــارم بانيـا
تشـــرفني نفســـي الأبيــة لا الأب
ورب فــتى وطـى علـى الـذل نفسـه
ليـــدرك أوطــارا لهــا يتقــرب
فيــا بـدر لا أرضـاك خلا وإن تكـن
تؤنســــني ليلا فســــوف تغـــرب
وكـم يعتريـك الكسف آنا وربما اح
تجبــت فلــم تطلــع وآنـا تغيـب
علــى أننـي قـد أرتضـيك تنـازلا
صــديقا علــى أن لا يكــون تجنـب
وإلا فـــدعني والليــالي فإنهــا
تـــدربني إن الليـــالي تـــدرب
فقــد علمتنــي الحادثـات تحرسـا
علــى أننــي منهــا مضـري مـدرب
ولســت ببــاغ بعـدها لـي معلمـا
وحســبي بهـا شـيخا لخلقـي تهـذب
فأيـــامي الملأى فـــوائد جمـــة
لهـا الفضـل حـتى لـو علـي تغلـب
فكــم منحتنـي فرصـة لـم أخلهـا
تمــر ولـم أعـرف بهـا مـا يرغـب
وألقــت علــيّ فــي دروس عديـدة
تعــالي فيهــا مــا يسـر ويعجـب
ومـذ كان هذا الدهر وهو يعلم إلا
نــام تكــاليف الحيــاة ويهــذب
وكــم قـام فيهـم واعظـا بفصـاحة
وكـم قـام فـوق منـبر الكون يخطب
يعلمهـــم بالـــدرس درس حــوادث
وبــالأحرف الكــبرى يخــط ويكتـب
يعلمهــم كيــف الحيـاة وسـيرها
وكيـف كمـال النفـس يـؤتى ويطلـب
ولكنهـم لـم يفهمـوا مـن خطـابه
سـوى أنهـم يغذوا ويكسوا ويشربوا
ولم يفهموا معنى الخطاب الذي به
يحــادثهم فــي كــل يـوم فيطنـب
ومـن كـان منهـم كـاملا عنـد ظنـه
أغــار علــى قــوم يعيـث ويغصـب
لأنهـــم لمـــا يتمــوا دروســهم
ولـو أنهـم قـد تممـوا ما تهذبوا
وكلهــم يمضــي ومــا إن تكـاملت
معـارفهم بـل يتركوهـا ويـذهبوا
يخلــونه وهــو الممــض لفكــره
يقـول فيفضـي فـي المقـال ويغـرب
ويمضــون ناســين النصـائح جملـة
وراضــين عقـبى حالـة ليـس تعجـب
فيـا هـل تـرى أنـي أتـم دراسـتي
لهـا أو أخلـي الـدهر يهذي ويصخب
وهــل أنــا إلا واحـد مـن خليقـة
أصـير لما صاروا وأسبي كما سبوا
وتعتـاقني فـي السـير عرقلة بها
يخــور جميــع الســائرين وينصـب
أرى المـوت للدهر العدو ويعيث في
تلاميــذه عيثــا فيــردي ويــذهب