
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آثرتهــا حيــن نـادتني علـى وطنـي
دار صـفا حسـنها فـي السـر والعلـن
تلـك الـديار الـتي لا زال يكشـف لي
طيف الكرى في الدجا عن وجهها الحسن
أرض مباركـــة الأنــوار شــاملة ال
أفيـــاء طيبــة الأرجــاء والــدمن
فيهـــا ريـــاض وجنـــات خلالهمــا
تجــري العيـون بمـاء غيـر ذي أسـن
تخــاله فــي أوانـي التـبر مطـردا
مثــل اللجيــن صــفا للعيـن والأذن
وحاكــة القطــر تكسـو لونهـا حللا
مــن ســندس عبقــري غيــر ممتهــن
وصــاغة الطيــر تشـدو فوقهـا جملا
مـن أضـرب الجـوهرين السـجع واللحن
مـن كـل ورقـاء تتلـو مـن صـحيفتها
أخــرى تراجعهــا فــي منطــق لسـن
كأنمـــا وجنــات الــروض وردهــا
دم جـرى مـن أضـاحي الثـدي والبـدن
كأنمــا افــتر مـن نـور ومـن زهـر
أمثـال ضـرب مـن التـبريز لـم يصـن
وصــارما اخضــر مـن أوراق أغصـنها
مثـل الزبرجـد منظومـا علـى الغصـن
وآض مــا ادهَـمَّ مـن سـاحات أربعهـا
راد الضحى كالليالي البيض في الزمن
حقــائق تعجــب النظــار مــن عجـب
شــكت نــواظرهم منهــن فــي قــرن
مفتنـة فـي الشـذا والـذوق أنعمهـا
والحجــم والشـكل والألـوان والزيـن
خــط القرنفــل أســطارا بهـن حكـت
سـرائر العيـس فـي البيـداء بالظعن
وألبســت كــل تـاج كـان قبـل علـى
كسـرى شهنشـاه أو سـيف ابـن ذي يزن
فلــم تـدع مـن قريـب غيـر مغتبـط
بهــا ولا مــن بعيــد غيــر مفتتـن
دار فريــد حصــاها إن مــررت بــه
نــاداك مســك ثراهـا قـف لتنشـقني
تســري الصـبا بنسـيم مـن قرنفلهـا
كأنهـــا للأنـــوف الــروح للبــدن
يشـفي عليـل الهـوى مـن وقـت ساعته
ويحمــل المسـك فـي الأردان والثبـن
مـن كـل قصـر يـراه الطـرف أرفع من
رضـوى وأبـدع فـي التصـوير مـن وثن
رحــب النـدى طويـل البـاع صـاحبه
كــاس بكــل ثنــا عـار مـن الهجـن
لــم يحكـه لبنـي العبـاس مـن أطـم
كلا ولا لبنـــي مـــروان مــن فــدن
لقــد حــوت زنجبـار الفضـل وامتلأت
نـورا حكـى النـار ليلا فـي ذرى حضن
خيــر القـرى باتفـاق لا نظيـر لهـا
لا فـي العـراق ولا فـي الشام واليمن
يــا أيهــا المتمنــي خيـر ناحيـة
وقــد تحيــر بيــن الحـوض والعطـن
إركــب لهـا صـافنات الفلـك مسـرجة
فالريـح تغنيـك عـن سـوط وعـن رسـن
ولا تخــف صــولة الأمــواج ثـم ولـو
كــانت غـوارب مـوج البحـر كـالقنن
واستسـهل الصـعب كـي تحظـى بكل منى
فربمــــا حفــــت الآلاء بــــالمحن
مــا أضـيع العمـران أصـبحت تصـحبه
ســـبهللا فــارغ الأشــغال والمهــن
فجــوهر النفــس غــال قـدر قيمتـه
عنــد الكريـم رخيـص عنـد كـل دنـي
والمشـتري الأمـة الحسـناء مـن شـغف
يستصـغر البـدرة النجلاء فـي الثمـن
مدينــة حصــنت بــالبحر فهـو لهـا
سـور يحيـط بهـا قبـل الحصـون بنـي
كأنهـا البـدر والبحـر السـماء وفي
بروجهـــا ترتمــي ســيارة الســفن
لـو أمكنـت سـائر البلـدان رؤيتهـا
خــرت لهــا ســجدا للـوجه والـذقن
ولــو رأى اليمــن المحمـي صـورتها
لاحمــرَّ مــن خجــل واصـفرَّ مـن حـزن
أعــز مـن أحمـر الكـبريت ثـم ومـن
بيــض الأنـوق مسـاوي أفقهـا الهتـن
وإن تفــق وهــي بعـض الأرض جملتهـا
فالسـمن فـي فضـله جـزء مـن اللبـن
كــادت تــرى بمكــان دونــه زحــل
منـذ ابـن أحمـد منهـا كـان في وطن
فــاق الكــرام حمـود نجـل أحمـدهم
ففــاقت الأرض فــي الأمصـار والمـدن
كلاهمــا فــاق حــتى صـار ليـس لـه
ثــان بمــا عنــه تسـتجلي ولا بمـن
فهـو السـوار الـذي قـد زان معصمها
وهـي العـروس الـتي لـولاه لـم تـزن
الصـائن العـرض فـي بذل الندى كرما
إن المكـــارم للأعـــراض كـــالجنن
الشـامل المنـن ابـن الشـامل المنن
ابن الشامل المنن ابن الشامل المنن
أبــدى التـبرع فـي الإحسـان نافلـة
بعــد اصـطناع فـروض اللـه والسـنن
يبنـي المحامـد بـالمعروف منـه كما
يبنــي المســاجد بــالآجر واللبــن
تلقـاه يـوم النـدى يهـتز مـن طـرب
كســيغه للعــدى يهــتز مــن ضــعن
فــي الــوجه غرتـه كالشـمس سـاذجة
يقصــر الطــرف عـن تحقيقهـا وينـي
يســـري فترشــده والبــدر ممتحــق
والنجــم محتجــب والبـدر لـم يبـن
فـي الشـرق والغـرب مـن أخباره أرج
مــا نورهــا قـط فـي أفـق بمكتمـن
لـم يـرم عـن قـوس ظـن صـادق غرضـا
إلا وأصـــمته منــه أســهم الظنــن
مـا الحـارث ابـن عمار والمهلهل من
بكــر وتغلــب أجلــى منــه للمحـن
ولا الأيـــادي قيـــس نجــل ســاعدة
أعلـى وسـحبان كعـب منـه فـي اللسن
وليــس حــاتم طــي منـه أسـمح مـن
أعطــى ولا خالـد مـن بالسـخاء عنـي
حــاز الخصــال الـتي كـانت مفرقـة
مـن قبـل فـي فئتـي عـدنان واليمـن
مــولاي مــن للســاني أن يعـبر عـن
مــا فـي جنـاني مـن حمـد فيسـعدني
قـد قـدس اللـه مـا آتـاه مـن شـرف
بــالأنجم الزهــر فـي الأفلاك مقـترن
مـا لـي أرى دارك الحسـناء قد وصفت
لكننــي لــم أنـل مـن ذلـك الفنـن
والشــعر ذو درجــات كــان أسـبقها
إلــى المــدى بمكـان بالرضـى قمـن
فخــذ مــن النظــم آيــات مفصــلة
يجلــى بهــا صـدأ الأذهـان والفطـن
ســـحر دقائقهـــا خمــر رقائقهــا
در حقائقهــــا للنـــاظر الـــذهن
قـد رضـتها مـن ربـاط الفكـر جامحة
حــتى غــدت ذللا مــن أكـرم الحصـن
لا زالــت الأرض مـن ذكـراك قـد ملئت
مســكا يعطــر أفقيهـا مـدى الزمـن