
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أي نــــجوى مـــخضلة الـــنعماء
رددتـهـــا حـــناجر الـــصحراء
ســمعتها قريـش فـا نتفضـت غضـبى
وضـجــــت مــــشبوبة الأهـــواء
ومـــشت فــي حمــى الضــلال إلـى
الــكعبة مــشي الطريدة البلهاء
وارتــــمت خــــشعة عـــلى اللات
والعـزى وهـزت ركنيهما بالدعاء
وبـــدت تــنحر الــقرابين نحـرا
فـــي هـــوى كـــل دميـة صـماء
وانــثنت تضـرب الرمـال اختيـالا
بـخــــطى جـاهــــلية عـــمياء
عـــربدي يـا قريـش وانغمسـي مـا
شــئت فــي حمـأة المنى النكراء
لــن تزيلـي مـا خطـه اللـه للأرض
ومـــا صــاغه لــها مــن هنـاء
شــاء أن يــنبت النبوة في القفر
ويـــلقي بــالوحي مــن ســيناء
فــسلي الربـع ما لغربة عبد الله
تـــطوى جـــراحها فــي العـزاء
مــا لأقــيال هاشـم يخلـع البشـر
عـلــــيها مـطـــارف الـــخيلاء
انــظريها حــول الــيتيم فراشـا
هـــزجا حـــول دافـــق الــلالاء
وأبــو طـالب علـى مذبـح الأصـنام
يـــزجي لـــه ضــحايا الــفداء
هــو ذا أحمـد فيـا منكب الغبراء
زاحـــــم مـنـــاكب الـــجوزاء
بــسم الــطفل للحيـاة وفي جنبيه
ســـــر الـوديـــعة الـــعصماء
هــــب مـــن مـــهده ودب غريــبَ
الــدار فــي ظــل خيمـة دكنـاء
تـــتبارى حــليمةٌ خــلفه تــعدو
وفـــي ثـــغرها افــترار رضـاء
عــرفت فيـه طلعـة اليمـن والخير
إذا أجـدبـــت ربـــى الــبيداء
وتـــجلى لـــها الــفراق فاغضـت
فـــي ذهــول وأجــهشت بالبكـاء
عــــاد لـلـــربع أيـــن آمــنةٌ
والحـب والشـوق فـي مجال اللقاء
مـا ارتـوت منـه مقلـة طالما شقت
عـلـــيه سـتـــائر الـظـــلماء
يــا اعـتداد الأيتام باليتم كفكف
بـعـــده كـــل دمـــعة خــرساء
أحـــمد شـــب يــا قريـش فـتيهي
فـي الغوايـات واسرحي في الشقاء
وانفضـي الكـف مـن فـتى مـا تردى
بــــرداء الأجــــداد والآبـــاء
أنـــت ســـميته الأميــن وضــمخت
بـذكـــراه نــــدوة الـشــعراء
فـــدعي عــمه فــما كـان يغريـه
بـــما فــي يــديك مــن إغـراء
جـاءه متعـب الخطـى شـارد الآمـال
مـابـيــــن خـيـــبة ورجــــاء
قـال هـون عنـك الأسـى يـابن عبـد
اللـه واحـقن لـنا كـريم الدماء
لا تـــسفه دنـــيا قــريش تبـوئك
مــــن الـمــلك ذروة الــعلياء
فــبكى أحمـد ومـا كـان مـن يبكي
ولـكـنـــها دمــــوع الإبــــاء
فـلـــوى جـــيده وســار وئــيدا
ثــابت الــعزم مــثقل الأعــباء
وأتـــى طــوده الــموشح بـالنور
وأغـــفى فـــي ظــل غـار حـراء
وبـــجفنية مـــن جــلال أمــانيه
طـيــــوف عـلــــوية الإســـراء
وإذا هـــاتف يـــصيح بــه اقـرأ
فـيـــدوي الـــوجود بـــالأصداء
وإذا فـــي خـــشوعه ذلــك الأمـي
يـتـلـــو رسـالـــة الإيـحـــاء
وإذا الأرض والـســــماء شــــفاه
تـتـــغنى بـســـيد الأنـبـــياء
جــــمعت شـــملها قريــش وســلت
لـــلأذى كـــل صـــعدة ســـمراء
وأرادت أن تنقـذ البغـي مـن أحمد
فــــي جـنـــح لـيـــلة لــيلاء
ودرى ســــرها الــــرهيب عـــلي
فــاشتهى لــو يكـون كبش الفداء
قــال يــا خـاتم النـبيين أمست
مـكــــة دار طـغـــمة ســـفهاء
أنــا بــاق هــنا ولــست أبـالي
مــا ألاقــي من كيدها في البقاء
ســـيروني علــى فراشــك والسـيف
أمـامـــي وكــل دنــيا ورائــي
حـــسبي اللــه فـــي دروب رضـاه
أن يــــرى فـــيّ أول الــشهداء
فـتــلقاه أحــمد بــاسم الــثغر
عــليما بــما انطـوى في الخفاء
أمـــر الـــوحي ان يـــحث خطـاه
فــي الــدجى لــلمدينة الزهراء
وســرى واقــتفى سـراه أبـو بكـر
وغـــابا عــن أعــين الــرقباء
وأقــاما فـي الغار والملأ العلوي
يـرنـــو إلـيـــهما بـالــرعاء
وقـــفت دونـــه قـــريش حيــارى
وتـــنزهت جـــريحة الـــكبرياء
وانــثنت والريـاح تجـار والرمـل
نـــثير فــي الأوجــة الــربداء
هــللي يــا ربــا المدينة واهمي
بـســــخي الأظــــلال والأنـــداء
واقـذفــيها اللـه أكـبــر حــتى
يـــنتشي كـــل كـــوكب و ضــاء
واجمعـي الأوفيـاء إن رسـول اللـه
آت لـصـحـــــبة الأوفــيـــــاء
وأطــلّ النـبي فيضـا مـن الرحمـة
يـــروي الــظماء تــلو الــظماء
هو عمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الاضطهاد الفرنسي ، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية . ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم 0 حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )، وله مسرحية شعرية اسمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي ) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية. عمل سفيرا لبلاده سوريا في عدة دول ( الارجنتين والبرازيل وتشيلي والسعودية ) وتوفي عام 1990م وقد جمعت قصائده في مجموعة كاملة تحمل اسمه.