
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمعـتْ وأسـرارُ الـدُجى لـم تُنشـَرِ
نــارٌ كحاشــية الــرّداء الأحمــرِ
فعلمــت أنّ وراءَه مــن عــامرٍ
غيْــرانَ يفـرَح بالنّزيـلِ المُقتِـرِ
يـا أخـت موقِـدِها ومـا من مَوقِدٍ
فــوقَ الثّنيّــةِ والكـثيبِ الأعفـرِ
لســواي عنــدي مـن سـوامِكُم قِـرىً
وقِــراي قُبلــة نــاظرٍ أو مَحجِـرِ
فـارعَيْ رعـاك اللـه مُسـعفةً بـه
ضـيفاً مـتى مـا يُـرْعَ يومـاً يشكُرِ
وافـى يؤمّـكِ راكبـاً جُنْـحَ الدُجى
متقلّــداً ضــوءَ الصـباحِ المُسـفِرِ
فالحُســن للحســناء نــوءٌ مُقلـعٌ
لا تُحمَــدُ الأنـواءُ مـا لـم تُمطِـرِ
أنــا ذو علمْــتِ بلاغــةً ونباهـةً
بيـن الأنـامِ فخـرتُ أو لـم أفخَـرِ
لا تُعــرَفُ الفحشـاءُ فـي بيـتي ولا
تـدنو الـدّنايا مـن جلالـة عُنصُري
صــارمتُ إذ صــارمتُ ألأمَ معشــرٍ
ووصــلتُ حيـنَ وصـلتُ أكـرمَ معشـرِ
نـاسٌ إذا الـدّاعي دعـا لمُلمّـة
لبّــاه منهــم كــلّ أغلـب مُخـدِر
غضــبانُ نصــّل بالســّماكِ قنـاتَه
عــزاً وأنعــلَ طِرفَــه بالمشـتري
فلتعلــمِ الأمــراءُ أنّــي بعـدَها
جــارٌ لمولانــا الأميــرِ الأكــبرِ
للمنقِــذيّ أبــي العسـاكرِ والـذي
هــو وحــدَه مـن نفسـه فـي عسـكرِ
مــن ذاتُــه مــن جـوهرٍ ويمينُـه
مــن كــوثرٍ ونســيمُه مـن عنـبرِ
مـن لا يَنـي يستصـغر النُعمـى إذا
أعطاكَهــا عفـواً وإن لـم تصـغُرِ
مــن لا تــراه العيـنُ إلا خائضـاً
فـي عِثْيَـرٍ أو صـادراً عـن عِـثيَرِ
بــأسٌ لمســتعر الضــِّرامِ وهمّـةٌ
عليــاءُ أنســت همّــة الإسـكندرِ
ويــدٌ لهــا فــي كـل أرضٍ منـةٌ
إثْـرَ الحيـا فـي كـلّ عـامٍ أغـبرِ
أمـا الزمـانُ فقـد عنـت أملاكُـه
طُـــرّاً لمَلْـــكٍ لا يُضــامُ بشــيزَرِ
غَمْـرُ الرِّدا جزْلُ العَطا غدِقُ النّدى
ضافي التُقى، صافي العلى والمفخرِ
قــد خفّـتِ الـدنيا عليـه لعُظمـه
حــتى لكــادَ يُقلّهــا بالخِنصــَرِ
وأراه صــائبُ رأيِــه فـي يـومه
مـا كـان فـي غـدهِ الذي لم يقدرِ
الأمير مجد العرب مُصطفى الدولة أبو فراس علي بن محمد بن غالب العامري: من كبار شعراء عصره، ترجم له العماد في الخريدة، والتقاه عدة مرات، منها في أصفهان عام 537، وعام 543 و544 ومنها في الموصل لما عمل العماد كاتبا عند آل زنكي، ونقل عنه تراجم جماعة من شعراء الشام، والموصل (1)قال وآخر عهدي به سنة (570هـ) ووصف ديوانه بأنه ديوان ضخم املاه على الإمام، فخر الدّين نجيب الإسلام، محمد بن مسعود القسّام وترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق، قال: (شاعر بغدادي. قدم دمشق، وسمع بها. وأنشد من شعره في سنة تسع وأربعين وخمس مئة) ثم أورد قطعتين من شعره.وتصحفت سنة وفاته على الباباني فقال فيذيل كشف الظنون (ديوان أبي فراس علي بن محمد بن غالب العامري المعروف بمجد العرب المتوفى بالموصلسنة 753 ثلاث وخمسين وسبعمائة. شرحه بهاء الدين عبد اللطيف بن عبد الباقيالبعلبكي الحنفي القاضي المعروف بالبهائي المتوفى سنة 1082 اثنتينوثمانين وألف)وترجم له الصفدي في الوافي قال: (علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامريّ المعروف بمجد العرب. شاعر جال ما بينالعراق والشام، ومدح الملوك والأكابر، ولبس أخيراً لُبْسَ الأتراك. وتوفي بالموصل سنة ثلاثوسبعين وخمس مائة. ومن شعره ...إلخ)(1) ومن ذلك قولهفي ترجمة الوزير أبي الغنائم حبشي بن محمد (وسمعت مجد العرب العامري يترحم عليه، وإذا جرى ذكره تحدر دمع عينيه، ويقول: ما رأيت في الدنيا أجود منه يداً، وأعم منه ندىً، وأحسن منه رأياً، وأشمل منه عطايا، وأشعر منه بالشعر، وأعرف منه بالقيمة لأهله والسعر. وله ديوان، كأنه بستان).وقوله في ترجمة امراء بني منقذ: (قال مجد العرب العامري بأصفهان في سنة نيفٍ وأربعين وهو يثني عليهم ، ويثني عنان مجده إليهم : أقمت في جنابهم مدة ، واتخذتهم في الخطوب جنة ، وللأمور عدة ، ولم ألق في جوارهم جوراً ولا شدة . وممدوحه منهم ، الأمير عماد الدولة أبو العساكر سلطان بن علي بن مقلد بن منقذ)