
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــى مـتى تجْنـي وتسـتعدي
يـا سـيئَ التّـدبيرِ والعهـدِ
فحاسـبِ النّفـسَ على ما كلّ ما
تـأتيه مـن جـورٍ علـى عمْـد
ولا تُغــاثثْ بعتــابي علــى
إغضــاءِ وافٍ صــالح الــوُدِّ
واتـرُكْ برأيـي دسْتَنا قائماً
واجعلْـهُ بالشـّطرنْجِ لا النّـردِ
ففصـُّك المعلولُ في اللّعن لي
يحـــرّم القمـــرَ بلا بُـــدّ
وســالفُ الصــُحبة لا تنســهُ
ولا تثـــوّرْ بــالأذى حِقــدي
ولا تجــدّدْ بعتــابي مــن ال
إوان مــا سـكّنتَ مـن وجْـدي
دعني أُصادي النّفسَ عن غيظِها
منــك بشـكرِ البِـرِّ والرِّفـدِ
إنّ الأذى والمـنّ قد صيّرا ال
لِبــاس منــه خلَــق البُـردِ
وعــاد واللــهِ عُقوقـاً بـه
تأكُــلُ يــا ســيّدنا كِبْـدي
وا عجبــاً مــن فطِــنٍ كيّــسٍ
إيمــانُه يــأوي الـى زُهـدِ
أبعْـدَ عشـرين خلـت وانقضـت
بيــن العراقَيـن الـى نجْـدِ
مـا غيّـرتْ بغـدادُ في هذه ال
مــدّةِ ســوءَ الخُلُـقِ الجعْـدِ
والشـّوكُ والثّلـجُ علـى حالةٍ
يشــوبُ حـرّ الـوخْزِ بـالبردِ
وأنـت تنهـى الناس عن غيبةٍ
فــي مثلِهــا تـأمُرُ بـالرّدِّ
إمـا بتخويـفٍ مـن النـارِ أو
بنــوعِ تشـويقٍ الـى الخُلـدِ
وبعــدَ ذا تفعــلُ بـي هكـذا
زِنْهـار مـن سالوسـِك السـّرْدِ
وهـذه العجمـةُ مـن عندِك اقْ
تبسـتها مـا هـي مـن عنـدي
أنـا وأغراضـي علـى تركي ال
جــدالَ بيـن العكـسِ والطّـردِ
إرجِـعْ الـى اللـه ودعْني ولا
تـرْمِ بسـهمِ الطّيـشِ مـن بُعْدِ
مــنْ قطـعَ الوصـلَ بلا مـوجبٍ
ذاك الـــذي يصــلُحُ للصــّدِّ
هبْنـي كشـيءٍ لم يكن أو كمن
وســّدَه الحفّــارُ فـي اللّحـدِ
وفّقنــا اللــهُ وإيّـاكَ يـا
مـــولايَ للخيـــرِ وللرُّشــْدِ
لا تُصـلحِ الفاسـدَ منّـي بمـا
يخــرُجُ مــن خـردٍ الـى شـدِّ
ودَرْدِسـَرْ يـا نور عيني مكُن
لضـــيّقِ الأنفــاسِ بالــدّرْدِ
ولا تنغّــصْ مــن دِنـانٍ خلـت
لبخــتيَ الأســودِ بالــدّرْدي
تُريـد منّـي بعـدَ ويـلٍ جـرى
سـعياً الـى الخدمـة بالقصدِ
هيهــاتَ يأجوجُـك فـي باطـل
بــاللّحْسِ للمُحْكَــمِ مـن سـَدّي
أنـت تُـداجيني كـذا سـاخراً
أنــا الـذي أخنَـقُ بالزُبـدِ
وخـاطري بالقـدْح فـي كـل حر
راق ســــحيق واريَ الزّنـــدِ
إبليـسُ فـي كـل بلاء بـه اس
تغــوى بنــي آدمَ مـن جنـدي
أنـا الـذي أمـزِجُ خلّـي إذا
مــا شـئتُ للمُمْـرَضِ بالشـُهْدِ
إيـــارَجي أخلِـــطُ أخلاطَــه
مُغالطــاً للخصــمِ بالفَنْــدِ
طِــبٌ عراقــيٌ علـى صـورة ال
تحقيـــق لا برْخَشــةُ الهنــدِ
علــيّ مَـن يُقـدمُ أن يجـتري
بصـولة المـولى علـى العبدِ
عنــدي وفـاءُ الكلـب لكنّـه
مركّــبٌ مــن قســوةِ الأســْدِ
أغاضـبُ الفيـلَ علـى أننـي
عنــد الرِّضـا أرقُـصُ للقـردِ
مـا لغـزالِ السـِّرْبِ حـظٌ إذا
مــا عـزّه المكـروهُ بالفهْـدِ
وشـفةُ الشـّهم قبيـحٌ بها ال
لَثْــمُ لنعـلِ الفـرَسِ الـورْدِ
يـا نفْثـةَ المصـدور مني قِفي
دونَ المنــاواةِ مــن الحــدِّ
فاسلَمْ وسالمْني فهزْلي هو ال
ســـُمّ إذا أعــربَ عــن جِــدِّ
هبة الله بن الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي. أبو القاسم بن القطان المتوثي، واشتهر بابن الفضل، وذكره ابن خلكان مرات فقال: المعرف بالقطان، شاعر كبير، من شعراء quotخريدة القصرquot غلب عليه الهجاء، فأكثر منه، واشتهر بذلك، ونال بهجائه من الوزراء والأشراف، فكان ممن هجاهم الوزير ابن طراد الزينبي، وكان يعرف الطب والكحالة، فاستخدم مفرداتهما في شعره.وهو الذي لقب الحيص بيص بلقبه هذا، وهو واضع البحر العروضي الذي يعرف الآن بمجزوء الدوبيت، والذي كان البهاء زهير يزعم أنه واضعه، انظر ذلك في صفحة قصيدته الأولى. (ويبدو أن ديوانه جمع بعد موته بمدة لأن العماد وصفه بقوله:وله شعر كثير، لم يدوّن، اما الإمام الذهبي فقال: وديوان مشهور)التقاه العماد الأصفهاني صاحب الخريدة غير مرة قال: (رأيته شيخاً مسناً، مطبوعاً، حاضرَ النّادرة. توفي ببغداد في شهور ثمان وخمسين وخمس مئة. وله شعر كثير، لم يدوّن، والغالب عليه الهجاء والمجون، وما خلا من ذلك لا يكون له طُلاوة. هجا الأكابر، ولم يغادر أحداً من أهل زمانه. ورأيته كثيراً يُنشد الوزير ابن هبيرة، ويمدحه، ويجتديه. وقال يوماً: إرحَمْ يتيماً في سنّي).وأصلها من متّوث وهي كما يقول السمعاني: (بليدة بين قرقوب وكور الأهواز) وفي معجم البلدان (متوث قلعة حصينة بين الأهواز وواسط)وكان ابن الفضل من شيوخ السمعاني ولم يترجم له في مادة المتوثي، ولا ذكره في التحبير، وقد يكون ترجم له في المذيل على تاريخ بغداد لأن الذهبي نقل عنه قوله في في ترجمة أبيه الفضل بن عبد العزيز قال: (قال السمعاني: هو والد شيخنا هبة الله الشاعر. كان من أولاد المحدثين، وكان بقية بيته ...إلخ)ترجم له ابن خلكان قال:ابن قطان البغداديأبو القاسم هبة الله بن الفضل بن القطان بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بنأحمد ابن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم، المعروف بابن قطان الشاعر المشهورالبغدادي، وقد سبق شيء من شعره وطرف من خبره في ترجمة حيص بيص في حرفالسين، وفي ترجمة ابن السوادي في أواخر حرف العين.وكان أبو القاسم المذكور قد سمع الحديث من جماعة من المشايخ، وسمع عليه وكان غايةفي الخلاعة والمجون، كثير المزاح والمداعبات، مغرى بالولوع بالمتعجرفين والهجاء لهم، وله فيذلك نوادر ووقائع وحكايات ظريفة، وله ديوان شعر. وقد ذكره أبو سعد السمعاني فيكتاب quot الذيل quot فقال: شاعر مجود، مليح الشعر رقيق الطبع، إلا أن الغالب عليه الهجاء،وهو ممن يتقى لسانه، ثلاب، ثم قال: كتبت عنه حديثين لا غير، وعلقت عنه مقطعات منشعره. (ثم ترجم لأبيه) ثم قال: (وذكر العماد الكاتب الأصبهاني في كتاب quot الخريدة quot أبا القاسم المذكور فقال: وكان مجمعاًعلى ظرفه ولطفه، وله ديوان شعر أكثره جيد، وعبث فيه بجماعة من الأعيان وثلبهم، ولميسلم منه أحد لا الخليفة ولا غيره، وأخبرني بعض المشايخ أنه رآه وقال: كنت يومئذٍ صبياًفلم آخذ عنه شيئاً لكنني رأيته قاعداً على طرف دكان عطار ببغداد، والناس يقولون:هذا ابن الفضل الهجاء.وترجم له الصفدي في الوافي قال:هبة الله بن الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم أبو القاسم المَتُّوثيّ القطان الشاعر من أولاد المحدّثين، كان الغالب على شعره الهجاء، وثلب الناس وهجا الأكابر والأعيان، وكان الناس يتقون لسانَه، سمع الحديث في صِباه من والده ومن أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النِّعالي والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن أيوب العُكبري وغيرهم، وعُمّر وسمع من الحفاظ والأئمة، وكان عسِراً في الرواية سيّىء الأخلاق كريهَ الملقَى عَبوساً مُبغَّضاً، روى عنه ابن الأخضر وأبو الفتوح بن الحُصري وثابت بن مُشرَّفٍ الأزجي، وُلد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وكان حاضر الجواب ويعرف الطبّ والكحل، وهو الذي شهّر الحيص بَيص بهذا اللقب (ثم أورد مختارات من شعره)