
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وليــل كـان الصـبح فـي أخريـاته
حشاشــة نصــل ضــم أفرنـده غمـدُ
تســربلته والـذئب يقظـان هـاجع
بعين ابن ليل ما لها بالكرى عهدُ
اثيـر القطـا الكـدري عن جثماته
وتــالفني فيـه الثعـالب والربـد
وأطلــس ملـء العيـن يحمـل زوره
وأضــلاعه مــن تحتهـن شـوى نهـد
لــه ذنــب مثــل الرشــاء يجـره
ومتــن كمتـن القـوس أعـوج منـأد
طـواه الطـوى حـتى أسـتمر مريـره
فلـم يبقَ الا الروح والعظم والجلد
يقضــقض عصـلا فـي أسـرتها الـردى
كقضقضــة المقـرور أرعـده الـبرد
سـما لـي وبي من شدة الجوع ما به
ببيـداء لـم تعـرف بهـا عيشة رغد
كلانـــا بـــه ذئب يحــدث نفســه
بصــاحبه والجــد يتعســه الجــد
عــوى ثـم أقعـى فـارتحزت فهجتـه
فاقبـل منـه الـبرق يتبعه الرعد
فــاوجرته خرقــاء تحســب ريشـها
علــى كـوكب ينقـض والليـل مسـود
فمـــا أزداد الا جــرأة وصــرمة
وأيقنـت إن الأمـر منـه هـو الجـد
فاتبعتهــا أخــرى فـاثبت نصـلها
بحيـث يكـون اللـب والرعب والحقد
فخــر وقـد أوردتـه منهـل الـردى
علــى ضـمأ لـو إنـه عـذب الـورد
وقمــت فجمعــت الحصـا فاشـتويته
عليــه وللرمضـاء مـن تحتـه وقـد
ونلـــت قليلا منــه ثــم تركتــه
وأقلعــت عنــه وهــو منعفـر فـد
فمــات وأحيـاني وقـد كنـت قبلـه
يــذل لــي ضـرغامه الأسـد الـورد
لقـد حكمـت فينـا الليالي بحكمها
وحكـم بنـات الـدهر ليـس لهـا رد
مـن الحـق إن يصـلى الكريم بحرها
ويأخـذ منهـا صفوها القعدد الوغد
ذرينـي مـن ضرب القداح على السرى
فعزمــي لا يثنيــه نحـس ولا سـعد
ليعلـم مـن هاب السرى خشية الردى
بــان قضــاء اللــه ليـس لـه رد
وإن عشـت محمودا فمثلي حوى الغنى
ليكســب مــالا أو يثـوب لـه مجـد
وإن مـت لـم أضفر فليس على امرىء
غــدا طالبـا الا الترحـل والجهـد
الحنفي التهامي: شاعر مغمور، من بادية بني حنيفة في تهامة له خبر طريف في وفادته على ملك أنطاكية أبى المغيث بشر بن علي العجلي، فلما ساله عن اخباره حكى له قصة ذئباعترضه في تهامة فبادله عواءه رجزا، وانتهت المعاواة بينهما إلى أن وثب عليه الذئب، فاتقاه برمحه، فأجهز عليه وذبحه وسلخه وشواه وأكله ووصف كل ذلك في قصيدة سرقها البحتري لما سمع بقصتها وكان معاصرا له، انظر كل ذلك في صفحة القصيدة.وأبو المغيث المذكور هو والد المغيث بن بشر العجلي ممدوح المتنبي في قصيدته التي اولها (دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا) وتقع في 39 بيتا وفيها قوله:هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبامَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبافَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَباوقوله:لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اِختَلَفَت إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبافَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا