
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَغَيَّـرَ وَجْـهُ الْأَرْضِ إِذْ غُيِّبَ الْبَدْرُ
وَحـالَفَنِي الْهِجْرانُ لا سَلِمَ الْهَجْرُ
عَلَـى غَيْـرِ ذَنْـبٍ كانَ مِنِّي عَمِلْتُهُ
سـِوَى أَنَّنِي نَوَّهْتُ: أَنْ غُلِبَ الصَّبْرُ
وَإِنَّ امْـرَأً يُبْـدِي تَبارِيـحَ قَلْبِهِ
إِلَى إِلْفِهِ إِذْ شَفَّهُ الشَّوْقُ وَالذِّكْرُ
حَقِيقٌ بِأَنْ يَصْفُو لَهُ الْوُدُّ وَالْهَوَى
وَيُصْرَفَ عَنْهُ الْعَيْبُ إِذْ صَرَّحَ الْقَدْرُ
فَقُـلْ يـا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّما
أَتَيْنـاكَ كَيْ تَقْضِي إِذا وَضَحَ الْأَمْرُ
عِمْرُو بنُ مُرَّةَ الحَنَفِيُّ، شاعرٌ أموِيٌّ، من أهلِ الحِجازِ، وَفَدَ على عبدِ الملكِ بنِ مروانَ وقيلَ بَلْ على ابنِهِ يزيدَ بن عبدِ المَلِكِ، وكانَ بالمدينةِ من الفِتْيانِ الأربعةِ الَّذينَ تَصاحَبُوا على المُنادَمَةِ وصَحيحِ الإِخاءِ، ويَتَقارَضُونَ الشِّعْرَ، وَيَتَبايَنُونَ العِشْقَ، وهُمْ صَعْبُ بن سُفْيانَ الحارثيُّ، وزَيْدُ بن سَعْدٍ التَّميميُّ، وسُفْيانَ بن الحارِثِ النَّوْفليُّ. وكانُوا يَغْدُونَ كُلَّ يَوْمٍ إلى جِوارٍ لِعُمَرَ بنِ أبي ربيعةَ المَخْزُومِيِّ للمُذاكرةِ، فَعَلِقَ كُلِّ واحدٍ مِنْهُم واحدةً مِنْهُنَّ وعَلِقَتْهُ، حتَّى فَشَا أَمْرُهُمْ وبَلَغَ ذلكَ عُمَرَ بن أبي ربيعةَ، فَجَمَعَهُنَّ عَنْهُمْ؛ فاشْتَدَّ لذلكَ وَجْدُهُمْ، وَنَحِلَتْ أَجْسامُهُمْ، وتَغَيَّرَتْ أَلْوانُهُمْ؛ فاجْتَمَعُوا يُجِيلُونَ الرَّأْيَ بَيْنَهُمْ، فقالوا: ما الرَّأْيُ إلَّا الخُروجُ إلى أَميرِ المؤمنينَ عَبْدِ المَلِكِ بن مروانَ نَسْتَعْدِيهِ على الهَوى، فيَصِفُ كُلُّ واحدٍ مُنْهُمْ حالَهُ في الشِّعْرِ وقَدَّمُوا عمروَ بنَ مُرَّةَ الحَنَفِيّ؛ إِذْ كانَ أَسَنَّهُم.