
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَوَاصـُلُنا عَلـى الأيّـامِ بَاقٍ،
وَلَكِــنْ هَجرُنَـا مَطَـرُ الرّبيـعِ
يَرُوعُــكَ صـَوْبُهُ، لَكِـنْ تَـرَاهُ
عَلــى عِلاّتِـهِ دَانـي النّـزُوعِ
كــذا العُشــّاقُ هجرُهــمُ دَلالٌ
وَيَرْجـعُ وَصـْلُهم حسـنَ الرّجوعِ
مَعـاذَ اللـهِ أنْ نُلفَى غِضَاباً،
سِوَى دَلِّ المطاعِ على المُطيعِ
ذكره المرزباني في المقتبس،إبراهيم بن محمد، بن عرفة بن سليمان، بن المغيرة ابن حبيب بن المهلب، بن أبي صفرة، العتكي الأزدي أبو عبد الله الواسطي الشهير بنفطويه إمام أهل الأدب واللغة في عصره وهو القائل:(أما سائر العلوم فهاهنا من يشركنا فيها. وأما الشعر: فإذا مت مات على الحقيقة، ومن أغرب عليّ ببيت لجرير لا أعرفه فأنا عبده)قال الثعالبي: لقب نفطويه تشبيهاً إياه بالنفط، لدمامته وأدمته، وقدِّر اللقب على مثال سيبويه لأنه كان ينسب في النحو إليه، ويجري في طريقته، ويدرس شرح كتابه.ترجم له المرزباني في المقتبس وكان من تلاميذه قال:ولد في سنة أربع وأربعين ومائتين ومات رحمه الله يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة (الموافق: 26/ 2/ 1032م) وحضرت جنازته عشاء، ودفن في مقابر باب الكوفة، وصلى عليه البربهاري، وكان يخضب بالوسمة، قال: وكان من طهارة الأخلاق، وحسن المجالسة، والصدق فيما يرويه، على أحلى ما شاهدت عليها أحداً ممن لقيناه.وكان يقول: جلست إلى هذه الأسطوانة مذ خمسون، يعني محلته بجامع المدينة،وكان حسن الحفظ للقرآن، أول ما يبتدئ به في مجلسه بمسجد الأنباريين بالغدوات، إلى أن يقرئ القرآن، على قراءة عاصم، ثم الكتب بعده، وكان فقيهاً، عالماً بمذهب داود الإصبهاني،رأساً فيه، يسلم له ذلك جميع أصحابه، وكان مسنداً في الحديث من أهل طبقته، ثقة،صدوقاً، لا يتعلق عليه شيء من سائر ما رووه، وكان حسن المجالسة للخلفاء والوزراء، متقن الحفظ للسيرة، وأيام الناس، وتواريخ الزمان، ووفاة العلماء وكانت له مروءة، وفتوة وظرف.ولقد هجم علينا يوماً ونحن في بستان كان له بالزبيدية في سنة عشرين، أو إحدى وعشرين وثلاثمائة، فرآنا على حال تبذل، فانقبضت: وذهبت أعتذر إليه: فقال: في التعاقلعلى التبذل سخف، ثم أنشدنا لنفسه:لنــا صـديق غيـر عـالي الهمـم يحصـي علـى القـوم سـقاط الكلممــا اسـتمتع النـاس بشـيء كمـا يســتمتع النــاس بحسـم الحشـمقال المرزباني: وكان يقول من الشعر المقطعات، في الغزل، وما جرى مجراها: كما يقول المتأدبون، وسنورد من ذلك فيما بعد إن شاء الله حسب الكفاية.قال وكان بينه وبين محمد بن داود الأصبهاني "صاحب كتاب الزهرة" مودة أكيدة، وتصاف تام، ثم حكى قصة داود وحبه الغريب الذي كان سبب موته بحضور نفطويه سنة سبع وتسعين ومائتين ثم قال: فيقال إن نفطويه تفجع عليه، وجزع جزعاً عظيماً، ولم يجلس للناس سنة كاملة، ثم ظهر بعد السنة فجلس، فقيل له في ذلك فقال: إن أبا بكر بن داود قال لي يوماً، وقد تجارينا حفظ عهود الأصدقاء، فقال: أقل ما يجب للصديق أن يتسلب على صديقه سنة كاملة، عملاً بقول لبيد:إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومـن يبـك حـولاً كاملاً فقد اعتذرونقل ياقوت كل ذلك وزاد أشياء منها:وذكره الزبيدي في كتابه، فقال: كان بخيلاً، ضيقاً في النحو، واسع العلم بالشعر. ثم نقل ياقوت ما حكاه أبو هلال في كتاب الأوائل: حثم ما حكاه ابن بشران في تاريخه في ترجمة نفطويه ثم ما حكاه الفرغاني وأنه كان على مذهب الحنابلة وما حكاه أبو محمد محمود بن أرسلان في كتابه "تاريخ خوارزم" ثم ما حكاه ابن النديم في الفهرست قال:وله من الكتب. كتاب التاريخ، كتاب الاقتصارات، كتاب البارع، كتاب غريب القرآن، كتاب المقنع في النحو، كتاب الاستثناء والشرط في القراءة، كتاب الوزراء، كتاب الملح، كتاب الأمثال، كتاب الشهادات، كتاب المصادر كتاب القوافي كتاب أمثال القرآن، كتاب الرد على من يزعم أن العرب يشتق كلامها بعضه من بعض كتاب الرد على من قال بخلق القرآن، كتاب الرد على المفضل بن سلمة في نقضه على الخليل كتاب في أن العرب تتكلم طبعاً لا تعلماً، والله أعلم.ومن طريف أخباره ما حكاه ابن خالويه من أمره وهو على فراش الموت، قال: و(قال لي يوماً وقد حضرته الوفاة: قد جالستني فما رأيت منك إلا خيراً، فادع لي، ثم قال وضئوني، وقد كنت آخذ بيده، فمر بمسجد هشام بن خلف البزار فقال، هذا مسجد هشام مقرئ أهل بغداد، والله ما كان بأعلم مني، ولكنه أطاع الله فرفع، وعصيت الله فوضع مني)وانظر ما جرى له مع بعض شعراء عصره في صفحة القصيدة (ابن دريد بقره)