
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألقـاكِ مفتـون الخيـال معـذبا
مـــابين شـــكٍ حــائرٍ ويقيــنِ
أشـكو إليـك مـن الظنون وربما
ســبقت إليــك خـواطري تشـكوني
وأرى السنا والطهر فيك فتنثني
عنــي خيــالاتي ووهــم ظنــوني
وأعيـش فـي دنيـا جمالـكِ ساعة
هــي صــفو آجـالٍ وعمـر سـنيني
أصـغي إلـى نجـواك فـي أمل له
ســحر الطـبيب ونعمـة المسـكينِ
وأهيـم فـي عينيكِ والسحر الذي
ينســـلّ بيــن لــواحظٍ وجفــونِ
و أحـس مـن فرح اللقاء إسعادةً
أنسـى بهـا زمنـي وطـول حنينـي
حـتى إذا حـان الـوداع ولاح لي
طيــف النـوى مـن لوعـةٍ وشـجونِ
أرسـلت بيـن يديكِ دمعي وهو في
لغــة الهـوى أنشـودة المحـزونِ
أحمد إبراهيم سليمان فتحي: صاحب "قصة الأمس" و"الكرنك" شاعر مصري ولد بمحافظة الشرقية عام 1913م وكان أبوه عميد المعهد الأزهري في الإسكندرية إلا أن عواصف الوجودية انتقلت به إلى الطرف المقابل، فعاش حياة حافلة بالمغامرات بالرغم من أنها لم تتجاوز السابعة والأربعين، وأفرط من شرب الخمر فكان لذلك أثره الكبير على صحته، أصدر عام (1948م) ديوانا هو ديوانه الوحيد وسماه "قال الشاعر" كما ترك رواية مخطوطة بعنوان "الله والشيطان" رأيت نقولا منها في بعض المواقع، وانتمى في مطلع شبابه إلى جماعة أبولو الشعرية ، فرشحوه للعمل في الإذاعة المصرية ليتعرف هناك على صديق عمره رياض السنباطي، فانكب رياض على تلحين شعر صديقه فكانت باكورة قصائده المغناة في الإذاعة المصرية "همسات" و"فجر " و"شجون" ومنها شق طريقه إلى قلوب محبيه الذي فتنوا بشاعر يدق على أوتار قلوبهم، وعلت شهرته أول مرة لما غنى له محمد عبد الوهاب قصيدته" الكرنك" عام 1941 وكان في الثامنة والعشرين من عمره فأطلق عليه لقب شاعر الكرنك، ولما نشبت الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في الإذاعية البريطانية في القاهرة انضم إلى الجيش البريطاني، ولما وضعت الحرب أوزارها انتقل إلى لندن مراسلا للإذاعة المصرية، وهناك تعرف على فتاة إنكليزية اسمها كارول، وسرعان ما تزوجها ورزق منها بوحيدته جوزفين ثم تدهورت علاقته مع زوجته وتلا ذلك أمور أوجبت عدم الموافقة على تجديد إقامته هناك فلجأ إلى الأمير الشاعر عبد الله الفيصل فاصطحبه معه إلى جدة وعمل هناك مراقبا في إذاعة السعودية ثم عاد إلى مصر وتوفي فيها ليلة الخميس 30/ حزيران/ 1960 ، وكان قد كتب قصيدته "قصة الأمس" يحكي فيها كما بقول في اعترافاته ما جرى له مع كارل فلما سمعت أم كلثوم بقصة القصيدة تعصبت له وبذلت كل ما في وسعها لإنجاح الأغنية وعدلت في بعض أبياتها ولاقت الأغنية نجاحا مبهرا وتغلغلت في قلوب العرب في الشرق والغرب، وزاحمت لقبه الأول فصار يعرف بعد موته بصاحب "قصة الأمس" ولصديقه المرحوم صالح جودت كتاب (شاعر الكرنك أحمد فتحي ) وللإستاذ محمد محمود رضوان كتاب "أحمد فتحي صاحب قصة الأمس" وهو يرصد التحول الكبير الذي أضافته إلى شخصيته أغنية "قصة الأمس" لتحل في لقبه محل (صاحب الكرنك) وقدم الشاعر فاروق شوشة للكتاب بقوله: ("قصة الأمس" هى قصة حياة أحمد فتحى العاطفية والتجربة التى زلزته من الأعماق، وصبغت حياته بعدها بطابع مأساوى حزين)(وقد ترجم له الزركلي في الأعلام 1 / 194 ورجع في ترجمته إلى (الأهرام 4/ 7 / 60 ومجلة الرائد جدة 24 يوليو 1960) وذكر أنه نشر ديوانه "قال الشاعر" قبل وفاته ب 12 عاما قال وأطنه من أهل الإسكندرية عمل في الصحافة وتعلم الإنكليزية واشتغل في إذاعة بريطانيا ثم كان مراقبا لإذاعة السعودية في جدة وشارك في إنشاء إذاعة طهران وعاد إلى القاهرة فأقام أعواما في أحد فنادقها وتوفي بها تغلب على شعره الرقة والعذوبة وأشهره قصيدة الكرنك غناها له محمد عبد الوهاب.