
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَيلَـة جَمـعٍ لَـم أَبِـت ناسـِياً لَكُم
وَحيــنَ أَفــاضَ النـاسُ مِـن عَرَفـاتِ
وَلَـم تُنسِنيكَ البيضُ بِالخيفِ مِن مِنىً
وَقَــد رُمـنَ ارسـالاً إِلـى الجَمَـراتِ
فَطَــوَّفنَ بِـالبَيتِ العَـتيقِ لَيالِيـا
وَزُرنَ فِنـــاءَ البَيــتِ وَالعَرَصــاتِ
كَـأَنَّ الـدُمى أُشـرِبنَ دِرعـا أَوانِـس
بــدونَ لَنـا فـي القَـزِّ وَالحَبَـراتِ
يَغيـبُ الـدُجى مـا لَم يَغِبنَ وَيَختَفي
إِذا كُــنَّ مِنــهُ الــدَهر مُختَفِيـاتِ
جَمَعــنَ جَمــالاً فــي كَمــال مُبَـرِّز
وَســَددنَ ســُلطاناً عَلــى النَظَـراتِ
فَزَوَّدَنـــي شــَوقاً إِلَيــك وَحَســرَةً
عَلَيـك إِلـى مـا بـي مِـنَ الحَسـَراتِ
ذَهَبــت بِــديباجِ الجَمــالِ وَوَشـيِهِ
وَصـــِرنَ بِمـــا خَلَّفــت مُحتَفِيــاتِ
تَطــاوَلَ لَيلـي بِالحِجـازِ وَلَـم أَزَل
وَلَيلـــي قَصــيرٌ آمِــنُ الغَــدَواتِ
فَيــا حَبَّـذا بَـرُّ العِـراقِ وَبَحرهـا
وَمــا يُجتَنــى فيـهِ مِـنَ الثَمَـراتِ
كَفـى حَزَنـاً مـا تَحمِـلُ الأَرضُ دونَها
لَنــا مِـن ذرى الأَجبـالِ وَالفَلَـواتِ
أَبـا مَريَـم قيلـوا بِعسـفانَ سـاعَةً
وَروحـوا عَلـى اسـمِ اللَهِ وَالبَرَكاتِ
وَمُـرّوا عَلـى قَـبرِ النَبِـيِّ وَأَكثِروا
عَلَيــهِ مِــنَ التَســليمِ وَالصـَلواتِ
وَتِلقــاء مجـدٍ فَاِسـتَحِثّوا رِكـابَكُم
وَلا تَغفلــوا فَــالحَبس فـي الغَفَلاتِ
إِذا الغَمَـراتُ اِسـتَقبَلَتنا وَأَمعَنَـت
فَفـي خَوفِهـا المَنجـى مِـنَ الغَمَراتِ
تَجاهَــلَ عَبـدُ اللَـهِ وَالعِلـمُ ظَنـهُ
عَلــى عــالمٍ بِــالمَرءِ ذي الجَهَلاتِ
أَلَسـت الخَليعَ الجامِحَ الرَأس وَالَّذي
يَــرُدُّ الصـبا عـوداً عَلـى البَـدَآتِ
وَمـازالَ لـي إِلفـاً وَأُنسـاً وَصاحِباً
أَخــاً دونَ إِخــواني وَأَهـل ثِقـاتي
تَنــاجَت بِمــا فــي قَلبِـهِ عَصـَبِيَّةٌ
يَمُــرُّ لَهــا حــر عَلــى اللهَـواتِ
نَـــديمُ مُلــوكٍ يَحمِلــونَ تَــذَلُّلي
حَنينــاً إِلـى الفِتيـانِ وَالفَتَيـاتِ
مَــتى تَشــتَمِل بَكـرٌ عَلَـيَّ بـدارها
أَبــت واثِقــاً بِـالجودِ والنجـداتِ
وَفــي أسـدٍ وَالنِّمـر أَبنـاء قاسـِطٍ
أَمـــانٌ مِــنَ الأَيّــامِ وَالغيَــراتِ
وَإِنَّ ذَوي الإِقـدامِ وَالصـَبرِ وَالنُهـى
لإخوانِنــا ذُهــلٌ عَلــى اللزبــاتِ
وَإِن تَشــتَمِل قَيــسٌ عَلَــيَّ وَتَغلِــب
أَبِــت واثِقــاً بِالمـالِ وَالثَـرَواتِ
وَأَن أَدعُ عَبــدَ القَيـسِ أَدعُ قَبِيلَـةً
مُلَبِّيَــةً فــي الــرَّوعِ بِالــدَّعواتِ
وَإِن أَدعُ عَمــراً أَلــقَ كُـلَّ كَتِيبَـةٍ
مُحَرَّمَــــةٍ مَمنُوعَــــةِ الجَنَبـــاتِ
وَكَـم مِـن مَقـامٍ فـي ضـَبيعَة مَعمَـرٍ
يُضــافُ إِلــى الأَشــرافِ وَالسـَرَواتِ
وَفـــي أَكلُـــب عِــزّ تِلادٌ وَطــارِفٌ
بعيــد مِــنَ التَقصــيرِ وَالتَـبراتِ
وَمـا الفَتـكُ إِلا فـي رَبيعَةَ وَالغِنى
وَذَبّ عَـــنِ الأَحســـابِ وَالحُرُمـــاتِ
وَقــادَ زِمــامَ الجاهِلِيَّــةِ مِنهُــمُ
مَنــاجيبُ ســَباقون فــي الجلبـاتِ
وَقـــادوا جُيوشــاً أَولاً بَعــدَ أَوَّل
أَقَـــرَّ لَهـــا عــادٍ بِكُــثرِ أَداةِ
إذا زَفَّــتِ الرِّيـحُ الشـتاءَ وَزَفَّهـا
وَلَفَّحَـــــتِ الأَرواحَ بالشـــــَّتَواتِ
رَأَيــتَ مَعَــدّا واليَمــانِينَ عُـوَّذا
بِبَكـــرٍ مِـــنَ اللأواءِ وَاللزَبَــاتِ
مَفاتيــحُ أَبــوابِ النَـدى بِأَكُفِّنـا
فَســـُؤالُنا يَـــدعونَ بِالشـــَهَواتِ
إِذا هَلَــكَ البَكــرِيُّ كــانَ تُراثُـهُ
ســـنانٌ وَســَيفٌ قاضــِبُ الشــَفَراتِ
وَلَـم يـدعوا مِـن مـالِ كِسرى وَجُندِهِ
عَلَـى الأَرضِ شـَيئاً بَعـدَ طـولِ بَيـاتِ
إِذا لَـم يُسَلِّطنا القَضاءُ عَلى العِدى
منـوا وَاِبتلـوا مِـن خَوفِنـا بِخفاتِ
وَإِنَّ وَعيــدَ الحَــيِّ بَكـرِ بـنِ وائِلِ
إِلـى المَـوتِ يَرمي الروحَ بِالسَكَراتِ
وَمَـن لَـم تَكُـن بَكـرٌ لَـهُ فَهوَ ضائِعٌ
إِذا الـرَوعُ أَبـدى أَسـوق الخَفـراتِ
إِذا عَــدَّتِ الأَيّــامُ بَكـرَ بـنَ وائِلِ
رَأَيـــت مَعَـــدّاً تَحتَهــا دَرَجــاتِ
وَكُــلُّ قَتيــلٍ مِــن رَبيعَـةَ يَنتَمـي
إِلــى حَســَبٍ صــَعبِ المَنـاكِبِ عـاتِ
وَيَــومَ خَــزارٍ أَقطَعُـوا خَيـلَ تُبَّـعٍ
وَسـَاقُوا إِلَيـهِ الشـّرَّ فـي الفَرَطاتِ
لَهُـم خُطـطٌ مِنهـا العِـراقُ بِأَسـرِها
تَوارَثَهـــا الآبــاءُ خَيــرَ رِثــاتِ
وَأَوَّلُ مـا اِختَطوا اليَمامَةَ وَاِحتَوَوا
قُصـــوراً وَأَنهـــاراً خِلالَ نَبـــاتِ
وَعـاجَت عَلـى البَحرَيـنِ مِنهُم عِصابَةٌ
حَمَتهـــا بِـــأَعلامٍ لَهــا وَســِماتِ
وَهُـم مَنَعـوا مـا بَيـنَ حُلوانَ غَيرَةً
إِلـى الدَربِ دَربَ الرومِ ذي الشُرُفاتِ
وَأَمــا بَنـو عيسـى فَمـاه دِيـارِهِم
إِلــى مـا حَـوَت جَـوٌّ مِـنَ القَرَيـاتِ
بَنَــوا شـَرَفاً فيهـا وَمَـرَّت عَلَيهِـمُ
هَنَــاتٌ مِــنَ الأَيَّــامِ بَعــدَ هَنـاتِ
بَنــو حــرَّة أَدَّت أُســوداً ضـَوارِياً
عَلــى الحَــربِ وَهــابينَ لِلبَـدَراتِ
عَلــى أَعظــم بِالرايحــانِ وَدايـهِ
مُقَدَّســـَة تَحـــتَ التُــرابِ رُفــاتِ
قِفــا وَاِسـأَلاها إِن أَجـابَت وَجَرِّبـا
أَبــا دُلَــفٍ فـي شـَأنِها الحَسـَناتِ
فَـتىً مـا أَقَـلَّ السَيف وَالرُمح مُخرج
عــداهُ مِــنَ الـدُنيا بِغَيـرِ بَيـاتِ
هُـوَ الفاضِلُ المَنصورُ وَالرايَةُ الَّتي
أَدارَت عَلــى الأَعــداءِ كَـأسَ مَمـاتِ
أَذاقَ الـرَدى جَلـوَيهِ فـي خَيلِ فارِسٍ
وَنَصــراً فَصــاروا أَعظُمــاً نَخِـراتِ
وَمــا قُتِــلَ النُّعمَــانُ إِلا وَحَـولَهُ
مِــنَ القَـومِ أُسـدٌ تَطلُـبُ النـزواتِ
وَمـا اِعتَـوَرَت فُرسـانُ قَحطـان قَبلَهُ
عَلــى أَحَــدٍ فـي السـِرِّ وَالجَهَـراتِ
لَقُـوهُ وَفيهِـم حِيلَةُ الكودِ فانطَوَوا
عَلَــى قَتــلِ أَحــرارٍ لَهُـم وَثِقَـاتِ
عَـدَت خَيلُـهُ حُمـر النُحـورِ وَخَيلُهُـم
مُخَضــــَّبَةَ الأَكفــــالِ وَالـــرَبَلاتِ
وَصـــَبَّحَ صـــُبحاً عَســقَلان بِعَســكَر
بَكـى مِنـهُ أَهـلُ الـرومِ بِـالعَبَراتِ
سـَعى غَيـر وانٍ عَـن عَقيـلٍ وَما سَلا
وَلَــم يَعـدُ عَـن حِرمـان فَالسـَلَواتِ
فَبَيَّتَهُــم بِالنــارِ حَتّــى تَفَرَقـوا
عَلـى الحِصـنِ بِـالقَتلى أَشـَدَّ بَيـاتِ
وَجـــاسَ تُخومـــات البِلادِ مُصــَمِّماً
عَلــى أَهلِهــا بِالخَيـلِ وَالغَـزَواتِ
نَفـى الكُرد عَن شَعبَي نَهاوَندَ بَعدَما
ســَقى فَــرض القُربــان بِالرَفَقـاتِ
وَأَورَدَ مـاءُ البِئرِ بِـالبيضِ فَاِرتَوَت
وَعَــــلَّ رِماحــــاً مِـــن دَم نَهِلاتِ
وَلَــم يُثنِـهِ عَـن شـَهرَزورَ مَصـيفُها
وَوردُ أجــاجِ الشــربِ غَيــر فُـراتِ
وَمِـــن هَمَــذانَ قــارَعَتهُ كَتيبَــةٌ
فَــآبَت بِطَيــرِ النَحــسِ وَالنَكَبـاتِ
وَبِالحرشـانِ اِسـتَنزَلَ القَـوم وَحـدهُ
يخــــرونَ لِلأَذقـــانِ وَالجَبَهـــاتِ
وَلَـم يَنـج مِنـهُ طـالِبٌ قَبـلَ طـالِبِ
وَقَـد أَوسـَعا فـي الطَعـنِ هاكٍ وَهاتِ
فَقــالَ أَســِيرٌ خــالِعٌ بَعـد طَـاعِنٍ
سَآســـُرُهُ والأَســـرُ مِـــن فَعَلاتــي
بِــدينِ أَميــرِ المُــؤمِنينَ وَرَأيُـهُ
نُــدينُ وَنَنفــي الشــَكَّ وَالشـُبُهاتِ
فَكُــلُّ قَبيــلٍ مِــن مَعَــدٍّ وَغَيرهـا
يَـرى قاسـماً نـوراً لَـدى الظُلُمـاتِ
وَلَـو لَـم يَكُـن مَـوتٌ لَكـانَ مَكـانهُ
أَبــو دُلَــفٍ يَـأتي عَلـى النَسـَماتِ
أَبــا دُلَــفٍ أوقعـت عِشـرينَ وَقعَـةً
وَأَفنَيــت أَهـل الأَرضِ فـي السـَنواتِ
تَرَكـت طَريـقَ المَـوتِ بِالسَيفِ عامِراً
تحزقـــهُ القَتلــى بِغَيــرِ وفــاةِ
صـــَبَرت لأَنَّ الصــَبرَ مِنــكَ ســَجِيَّةٌ
عَلــى غَـدَراتِ الـدَهرِ ذي الغَـدَراتِ
إِلـى أَن رَفَعت السَيفَ وَالرُمحَ بَعدَما
ســَمَوت فَنِلــت النَجــمَ بِالسـَمَواتِ
وَلَبَّيــتَ هـارونَ الخَليفَـةَ إِذ دَعـا
فَــأَلفَيتهُ فــي اللَّـهِ خَيـر مُـواتِ
فَــأَمَّنتَ ســِرباً خائِفــاً وَرَدَدتَــهُ
وَأَلَّفـــتَ عِجلاً بَعــدَ طــولِ شــَتاتِ
أَعَـدتَ اللَحـا فَـوقَ العَصا فَجَمَعتَها
وَقَــد صـَيَّروا عُجـمَ العَصـا عَبَـراتِ
وَأَلبَســتَ نُعمــاكَ الفَقيـرَ وَغَيـرَهُ
وَأَتبَعـــتَ بِـــرّاً واصـــِلاً بِصــِلاتِ
فَعِـــزُّكَ مَقـــرونٌ بِعِلــمٍ وَســُؤددٍ
وُجـــودُكَ مَقـــرونٌ بِصــدقِ عِــداتِ
وَمـا اِفتَقَـدَت مِنـكَ القَبـائِلُ ساعَةً
جَــواداً يبــدّ الريـحَ حِلـفَ هِبـاتِ
وَمـا لَكَ في الدُنيا نَظيرٌ إِذا جَرَوا
وَطــالَ مَــدى الغايـاتِ وَالغَلَـواتِ
إِذا ظَلَّلَتنــا مِنـكَ بِـالخَيرِ نِعمَـةٌ
جَعَلـــتَ لَهــا أَمثالَهــا أَخَــواتِ
بَسَطتَ الغِنى وَالفَتكَ وَالخَيرَ وَالنَدى
بِشـــِدَّةِ إِقـــدامٍ وَحُســـنِ أنــاةِ
أَبــو دُلَــفٍ أَفنـى صـِفاتي مَـديحُهُ
وَإِنّـي لَيَكفـي النـاسَ بَعـضُ صـِفاتي
وَأَروَعَ مَســبُوكٍ تــردَّدَ فــي العُلا
وَفـي الجَـوهَرِ المَكنُـونِ وَالصـَّفَواتِ
بِـهِ اِرتَـدَّ مُلـكٌ كـادَ يودي وَأسبِغَت
عَلــى آلِ عيســى أَفضــَلُ النعَمـاتِ
بَنــى قاسـِم مَجـداً رَفيعـاً بيـوته
وَشــادَ بُيــوتَ المَجــدِ بِالعَزَمـاتِ
وَأَشــبَهَ عيســى فـي نَـداهُ وَبَأسـِه
وَفــي حُبِّــهِ الأَفضــالَ وَالصــَدَقاتِ
وَأشــبَهَ إِدريــس الَّـذي حَـدُّ سـَيفِهِ
تشــبُّ بِـهِ النيـران فـي الفَلَـواتِ
كَـأَنَّ جِيـادَ المَعقِلِيّيـنَ فـي الوَغى
جَهَنَّـــمُ ذات الغَيـــظِ وَالزَفَــراتِ
أَبــوهُ عُمَيــرٌ قــادَ أَبنـاءَ وائِلٍ
إِلــى العِــزِّ وَالكَشــّاف لِلكُرُبـاتِ
بَنــو دُلَــفٍ بِالفَضـلِ أَولـى لِأَنَّهُـم
مَعـــادِنُ أَيقـــان بِمــا هُــوَ آتِ
كَــأَنَّ غَمــامَ العِــزِّ حَشـوُ أَكُفِّهِـم
إِذا طَبـــقَ الآفـــاق بِالـــدِيماتِ
إِذا زُرتَهُـم فـي كُـلِّ عـامٍ تَباشَروا
وَلَــم يغفَلـوا الأَلطـافَ وَالنَغَمـاتِ
فَكَـم أَصـلَحوا حالي وَأَسنَوا جَوائِزي
وَأَجــرَوا عَلَــيَّ البَـذلَ وَالنَفَقـاتِ
وَإِنّـي عَلـى مـا في يَدي مِن حِبائِهِم
كَمَعــنٍ وَمِثلــي طَلحَــةُ الطَلحــاتِ
فَمُنيَــةُ قَــومي أَن أُخَلَّــدَ فيهِــم
وَمُنيَــةُ أَعــدائي نَفــادُ حَيــاتي
أَنـا الشاعِرُ المُملي عَلى أَلفِ كاتِبٍ
وَيَســــبِق إِملائِي ســـَريعَ فُـــراتِ
فَأُبـــدي وَلا أروي لِخَلــقِ قَصــيدَةٍ
وَأحســَبُ إِبليســاً لِحُســنِ رواتــي
بكر بن النطاح الحنفي، أبو وائل.شاعر غَزِل، من فرسان بني حنيفة من أهل اليمامة.انتقل إلى بغداد في زمن الرشيد واتصل بأبي دُلَف العجلي فجعل له رزقاً سلطانياً عاش به إلى أن توفّي.