
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا ذا علـى بـارق بـالغور يـأتلق
لـو لـم يهـج حـزن قلـب ملؤه حرق
ذكـــرت إذ لاح والـــذكرى مشــوقة
ثغـر السـلامي حكـاه اللؤلـؤ النسق
فــي ذمـة اللـه أيـام العقيـق وإن
تملــك الليــث فيهــا شـادن خـرق
ترنــو بألحـاظ رئم قـط مـا رمقـت
فغـادرت فـي البرايـا مـن بـه رمق
أمـــا وأهيــف ذي خصــر بأعيننــا
كمـا يشـاء الهـوى العـذري ينطبـق
تــألفت فيــه أصــداد لهــا أبـدا
علــــى هــــواه الخلـــق تتفـــق
فالخــد والثغــر ذا جمـر وذا بـرد
والـوجه والشـعر ذا صـبح وذا غسـق
مـا حلـت عـن عهـد سكان العقيق وهل
يحـــول عنهــم محــب حبــه خلــق
كـم زرتهموا في الكرى طيفاً واحسبني
للسـقم لـو زرتهـم شخصاً لما فرقوا
خوفـاً عليهـم مـن الواشـين لا حذراً
مــن بـارق للصـفاح الـبيض يـأتلق
تســطو بهــا فتيــة غــر سـيوفهم
بيــض كأحســابهم مصــقولة عنقـوا
لا أدعـــي أن جفنــي ســحبة مطــرت
مـن طـول مـا رعـدوا وجـداً وبرقوا
لكـــــن ســــلمى لاح بــــارقه...
فكـان مـن سـحب جفنـي عـارض يـدق
مـا للجديـدين قـد أبلـى اختلافهمـا
جديــد حــالي فصـبري دائمـاً خلـق
ألقــى الظلام بصــدر غيــر منشــرح
لمــا ألاقــي وجفــن ليــس ينطبـق
وأسـأل الشـمس عـن أخـت لهـا غربـت
فــأدمعي الـدهر فـي آثارهـا شـفق
قلـبي وطرفـي لنـأي السـائرين ضـحىً
كلاهمـــا بنقـــاء منـــه لا أثــق
وملـء هـذا كمـا شـاء الجـوى حـرق
وملــء ذاك كمــا شــاء البكـا أرق
حبســت دمعــي فقــالت لوعـة غلبـت
لا تحبــس الـدمع إن الركـب منطلـق
وقلــت للقلــب صــبراً بعـد بعـدهم
فقـال لـي نحـن قبـل البعـد نفترق
أشـكو إلـى الدهر قوماً من بنيه إذا
محضـــتهم ود خــل مخلــص مــذقوا
يهــوون مـوتي ومـا لـي فـي بلادهـم
والحمـــد للـــه لا تـــبر ولا ورق
إنــي وإن كنـت دهـري مملقـا لفـتىً
لا يعـــتري طبعــه ميــل ولا ملــق
بـذي يـدٍ كـم لهـا عنـد الكرام يدا
مـن سـيبها الحـر بعـد الله يرتزق
بأبلــج مــن قريــش نـور عـز بـه
مهمـا تحلـى لأعـداء النـدى صـعقوا
مـولى تـولى الـورى حفظـا ببذل يد
لهـا على الوفي كي ترضى الورى حنق
مــن معشـر لا يـروق المجـد غيرهـم
إن الكريــم بمـا ترضـى العلا لبـق
إن الأولى في جدى كف الحيا اختلفوا
علــى جُـدَى كفـه الوهابـة اتفقـوا
بنـو الزبيـر كمـا تهـوى مكـارمهم
إن فوضـلوا فضلوا أو سوبقوا سبقوا
عــزوا منــالاً ونــالوا كـل مكرمـة
أقلهــا بنواصــي النجــم معتلــق
وجـــه الزمــان بيعقــوب ســليلهم
كمــا تشــاء المعــالي نيـر شـرق
جــرى علــى أصـلهم جـوداً وفـاقهم
والفـرع فيـه الحيـاء الطول والورق
يـا ابن الألى ينطق العليا إن سكتوا
عنهـم ويسـكت أهـل الفخـر إن نطقوا
فتحـت للنـاس بـاب الجـود دمـت لـه
مجــداً حيــن ســدت دونــه الطـرق
وليتهــم مــا تـولته الغيـوث جـدىً
فكلهــــم لطلاب الحمـــد مســـتبق
أرقـت كمـا ينتهـى الـوفراء في دعة
كــذا محــب المعــالي طرفــه أرق
يفــديك مـن كـل مـا تخشـى عـواقبه
خلـق لغيـر الخنا والبخل ما خلقوا
تخلقــوا بالنــدى جهلاً أمـا علمـوا
أن التخلــق يــأتي دونــه الخلـق
كــم زنــت مرتبــة رأيتهــم زمنـاً
وكـــم قلادة خـــود زانهــا عنــق
أمـــا وجـــود لياليهــا وعزتهــا
وعرضــك المحــض كــل أبيــض يقـق
وعقــدها وثناياهــا ونظمــي فــي
مديــح مــدحك كــل لؤلــؤ نســق
حــويت خلقـاً وخلقـا ضـامنين معـاً
صــدفي فلســت وإن بــالغت أختلـق
قيـــدتني بحـــراً أطلقتــه فكــذا
أصـبحت كـالجود مـا لـي عنك منطلق
مـن لـم يكـن سـاكناً فـي ظـل جاهكم
فقلبـــه لرزايـــا دهـــره قلــق
لـولاكم يـا بنـي عبـد الرفيـع لما
أصــبحت فــي خفـض عيـش سـله غـرق
عثمان بن سعيد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بن تَوْلُوَا (1) الفهري القرشي التينملي أبو عمرو معين الدين: شاعر مجيد من صدور النحاة سماه أبو حيان الأندلسي في شيوخه، وترجم له ابن رُشيد في رحلته "ملء العيبة" قال: (وابن تولو هذا أحد الأدباء النحاة الصدور من أهل إفريقية تيملي من طائفة الموحدين، استوطن مصر والقاهرة، وكان حيا في هذه المدة، =يعني أثناء رحلته عام 685هـ= ولكنه كان متعذر اللقاء لشدة مرض لزمه، منع الدخول عليه، واسمه عثمان بن سعيد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بْنِ تولوا يكنى أبا عمرو).وترجم له اليونيني في "ذيل مرآة الزمان" وفيات عام (685هـ) قال:عثمان بن سعيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن تولوَا أبو عمرو ومعين الدين الفهري. مولده بتنيس سنة خمس وست مائة، وتوفي بمصر يوم الأحد سلخ ربيع الأول، ودفن من يومهبالقرافة الصغرى. سمع القاضي أبا نصر بن الشيرازي وغيره، وله معرفة بالأدب، ويد طولى في النظم، وشعره في غاية الجودة والإتقان، (ثم اورد منتخبا منه)وفي فوات الوفيات لابن شاكر: (قال الشيخ شمس الدين =يعني الإمام الذهبي=: أنشدنا عنه أبو الحسين اليونيني وغيره، وتوفي بالقاهرة، وعليه تخرج الحكيم شمس الدين ابن دانيال وبه تأدب، وله معه حكايات، كان يسخر به ويضحك منه الناس...) (ثم اورد طائفة من شعره)(1) كذا ضبطه محقق فوات الوفيات ,وسماه البلوي (ت 767هـ) في رحلته "تاج المفرق" "معين الدين ابن تولواء التوزي"، ونقل ذلك التمكروتي (ت 1003هـ) عنه في رحلته "النفحة المسكية في السفارة التركية" وقد تصحف هذا اللقب في كتاب "حسن المحاضرة" للسيوطي ليصبح (ابن لؤلؤ) واعتمد ذلك الباباني في هدية العارفين قال: (ابن لؤلؤ: عثمان بن سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن تولو التينملي أبو عمر الفهري معين الدين المصري المعروف بابن لؤلؤ وقيل ابن تولو الشاعر ولد سنة 605 وتوفي سنة 685 خمس وثمانين وستمائة له ديوان شعره) إلا أن السيوطي خالف نفسه في "بغية الوعاة" فترجم لابن تولوا بهذه الشهرة قال: (عثمان بن سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن تولوا القرشي التينملي المولد. معين الدين أبو عمر المالكي المقرئ النحوي اللغوي الأديب الشاعر: كذا ذكره في "البدر السافر"، وقال: سمع بالمغرب ومصر ودمشق، وحدث عن أبي نصر بن الشيرازي، وكتب عنه أبو حيان والقطب الحلي والفضلاء. ولد في إحدى الجمادين سنة خمس وستمائة، ومات بمصر في سلخ ربيع الأول سنة خمس وثمانين. ومن شعره: (يا أهل مصر رأيت أيديكم ...) البيتين