
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَبَـدَّتْ فهـذا البـدرُ مـن كَلَـفٍ بها
وحقَّـك مثلـي فـي دجى الليل حائرُ
وماســتْ فشـقَّ الغصـنُ غيظـاً ثيـابَه
ألســت تــرى أوراقــه تتنــاثرُ؟
علي بن القاضي الأشرف أبي المحاسن يوسف بن القاضي الامجد إبراهيم بن عبد الواحد بن موسى الشيباني، ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل: وزير حلب، القاضي الأكرم الوزير جمال الدين أبو الحسن،كان والده القاضي الأشرف نائب القاضي الفاضل في حياته وقد سئل ابن دحية الكلبي عنه فقال: (أليس هو صاحب الخيول المسومة والعبيد الروقة؟ فما أولاه إذن بقول عامر بن الطفيل:إنـي وإن كنـت ابن سيد عامر وفارسـها المشهور في كل موكبفمـا سـودتني عـامر عن وراثة أبى الله أن أسمو بأم ولا أبولكننـي أحمـي حماهـا وأتقـي أذاها وأرمي من رماها بمنكبترجم ياقوت في "معجم الأدباء" للقاضي الأكرم ورفع نسبه إلى بكر بن وائل وكان يعمل في خدمته، وإليه بعث برسالته المشهورة فيما رآه من فظائع التتر في بلاد المشرق وهي رسالة مشهورة وانا أنقل هنا مختصر كلامه قال.أحد الكتاب المشهورين المبرزين في النظم والنثر، اجتمعت بخدمته في حلب فوجدته جم الفضل، كثير النبل، عظيم القدر، سمح الكف، طلق الوجه حلو البشاشة، وكنت ألازم منزله ويحضر أهل الفضل وأرباب العلم، فما رأيت أحداً فاتحه في فن من فنون العلم كالنحو واللغة والفقه والحديث وعلم القرآن والأصول والمنطق والرياضة والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل وجميع فنون العلم على الإطلاق إلا قام به أحسن قيام، وانتظم في وسط عقدهم أحسن انتظام. وله تصانيف أذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى. (ثم أورد منتخبا من شعره ورسائله ثم قال):وله من التصانيف كتاب الضاد والظاء وهو ما اشتبه في اللفظ واختلف في الخط، كتاب "الدر الثمين في أخباره المتيمين"،كتاب "من ألوت الأيام إليه فرفعته ثم التوت عليه فوضعته" كتاب "أخبار المصنفين وما صنفوه" كتاب "أخبار النحويين" كبير، كتاب "تاريخ مصر من ابتدائها إلى ملك صلاح الدين إياها" في ست مجلدات، كتاب "تاريخ المغرب ومن تولاها من بني تومرت" كتاب "تاريخ اليمن منذ اختطت إلى الآن" كتاب "المجلى في استيعاب وجوه كلا" كتاب "الإصلاح لما وقع من الخلل في كتاب الصحاح للجوهري"، كتاب "الكلام على الموطأ" لم يتم إلى الآن، كتاب "الكلام على الصحيح للبخاري" لم يتم، "تاريخ محمود بن سبكتكين وبنيه إلى حين انفصال الأمر عنهم" كتاب "أخبار السلجوقية منذ ابتداء أمرهم إلى نهايته" كتاب "الإيناس في أخبار آل مرداس" كتاب "الرد على النصارى وذكر مجامعهم"كتاب" مشيخة زيد بن الحسن الكندي" كتاب "نهزة الخاطر ونزهة الناظر في أحسن ما نقل من على ظهور الكتب"وكان جماعة للكتب حريصاً عليها جداً، لم أر مع اشتمالي على الكتب وبيعي لها وتجارتي فيها أشد اهتماماً منه بها، ولا أكثر حرصاُ منه على اقتنائها، وحصل له منها ما لم يحصل لأحد، وكان مقيماً بحلب، وذلك أنه نشأ بمصر وأخذ بها من كل علم بنصيب، وولي والده القاضي الأشرف النظر ببيت المقدس من قبل الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين بن أيوب، وصحبه القاضي الأكرم وذلك في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وأقام بها مع والده مدة فآنس ولاة المقدس الأكرم - أدام الله عزه - شرف نفس وعلو همة، فأحبوه واشتملوا عليه، وكانوا يسألونه أن يتسم بخدمة أحد منهم، فلم يكن يفعل ذلك مستقلاً، وإنما كان يسأم العمل ويعتمد على رأيه في تدبير الأحوال، وكان لا يدخل معهم إلا فيما لا يقوم غيره فيه مقامه، واتفق ما اتفق بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبين أخيه الملك الأفضل علي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب - والأكرم حينئذ ببيت المقدس - فاقتضت الحال - لاتسامه بخدمه في حيز الملك - أن خرج من القدس فيمن خرج منها من العساكر في سنة ثمان وستمائة، وصحب فارس الدين ميموناً القصري والي القدس ونابلس،فالتحقا بالملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب بحلب في قصة يطول شرحها، فلما حصل بحلب كان مع ميمون القصري على سبيل الصداقة والمودة لا على سبيل الخدمة والكتابة، واتفق أن كاتب ميمون ووزيره قد مات، فألزمه ميمون خدمته والاتسام بكتابته، ففعل ذلك على مضض واستحياء، ودبر أمره أحسن تدبير، وساس جنده أحسن سياسة وتدبير، وفرغ بال ميمون من كل ما يشغل به بال الأمراء، وأقطع الأجناد إقطاعات رضوا بها وانصرفوا شاكرين له، ولم يعرف منذ تولي أمره إلى أن مات ميمون جندي اشتكى أو تألم، وكان وجيهاً عند ميمون المذكور يحترمه ويعظم شأنه، ويتبرك بآرائه إلى أن مات ميمون في ليلة صبيحتها ثالث عشر رمضان سنة عشر وستمائة، فأقر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين خزانته عليه وهو ملازم لبيته متشاغل بالعلم وتصنيف الكتب إلى أن احتاج ديوانه إليه، فعول في إصلاحه عليه،وهو مع ذلك مجتنب غير راض.قال: وكان أبوه القاضي الأشرف كاتباً أيضاً ومنشئاً، وكانت أمه من بادية العرب من قضاعة،وأمها جارية حبشية كانت لأخت أبي عزيز قتادة الحسني أمير مكة، تزوجها أحد بني عمها العلويين وجاءت منه بأولاد، ثم مات عنها فتزوجها رجل من بلي فجاءت منه ببنين وبنات منهم أم القاضي الأكرم - أدام الله علوه -، وكان والده الأشرف خرج يشتري فرساً من تلك البوادي، وقد قاربوا أرض مصر للنجعة فرآها فوقعت منه بموقع فتزوجها ونقلها إلى أهله، وكانت ربما خرجت في الأحيان إلى البادية استرواحاً على ما ألفته ونشأت عليه، ويخرج ابناه معها مدة، قال: وكانت امرأة صالحة مصلية حسنة العبادة فصيحة اللهجة، وكانت إذا أردت سفراً اشتغلت بما يصلح أموري في السفر وهي تبكي وتقول:أجهــز زيـداً للرحيـل وإننـي بتجهيـز زيـد للرحيـل ضـنينوحدثني - أطال الله بقاؤه - قال: كنت أنا صبي قد قدمت من مصر واستصحبت سنوراً أصبهانياً على ما تقتضيه الصبوة،واتفق أن ولدت عدة من الأولاد في دارنا، فنزل سنور ذكر فأكل بعض تلك الجراء فغمني ذلك، وأقسمت أن لا بد لي من قتل الذي أكلها، فصنعت شركاً ونصبته في علية في دارنا وجلست، فإذا بالسنور قد وقع في الحبالة، فصعدت إليه وفي يدي عكاز وفي عزمي هلاكه، وكان لنا جيرة وقد خرب الحائط بيننا وبينهم ونصبوا فيه بارية إلى أن يحضر الصناع، وكان لرب تلك الدار بنتان لم يكن فيما أظن أحسن منهما صورة وجمالاً وشكلاً ودلالاً، وكانت معروفتين بذلك في بلدنا وكانتا بكرين، فلما هممت بقتله إذا قد انكشف جانب البارية فوقعت عيني على ما يبهر المشايخ، فكيف الشبان؟ حسناً وجمالاً، وإذا هما تومئان إلي بالأصابع تسألاني إطلاقه، قال: فأطلقته ونزلت وفي قلبي ما فيه لكوني كنت أول بلوغي والوالدة جالسة في الدار لمرض كان بها. فقالت لي: ما أراك قتلته كما كان عزمك.فقلت لها: ليس هو المطلوب، إنما هو سنور غيره.فقالت: ما أظن الأمر على ذلك،ولكن هل أومئ إليك بالأصابع حتى تركته؟فقلت: من يومئ إلي؟ ولا أعرف معنى كلامك. فقالت على ذلك: يا بني اسمع مني ما أقول لك:ثنتــان لا أرضـى انتهاكهمـا عـرس الخليـل وجـارة الجنـبوكان مع هذا البيت بيت آخر أنسيته. قال: فوالله لكأن ماء وقع على نار فأطفأها، فما صعدت بعد ذلك إلى سطح ولا غرفة إلى أن فارقت البلاد، ولقد جاء الصيف فاحتملت حره ولم أصعد إلى سطح في تلك الصيفية، ثم وجدت هذا البيت في أبيات الأحوص بن محمد منهاقــالت وقلــت تحرجـي وصـلي حبــل امــرئ كلـف بكـم صـبصــاحب إذا بعلـي فقلـت بهـا الغــدر أمـر ليـس مـن طـبيثنتـــان لا أصــبو لوصــلهماعــرس الخليـل وجـارة الجنـبأمــا الخليـل فلسـت خـائنه والجــار أوصــاني بــه ربـيألشـــوق أقتلـــه برؤيتكــم قتـل الظمـا بالبـارد العذبقال لي: ولدت في أحد ربيعى سنة ثمان وستين وخمسمائة بمدينة قفط من الصعيد الأعلى إحدى الجزائر الخالدات حيث الرض الأربعة وعشرون في أول الإقليم الثاني، وبها قبر قفط بن مصر بن سام بن نوح...(ثم استرسل ياقوت في ذكر ما سمعه منه من أخباره وأشعاره)