
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـا قاسـم أنفقـت عمـرك كلّـه
فلا تـك مغـتراً بما ترجف المنى
فـإنّ امرأً ناجى الثّمانين عمره
بعيد نجاة النّفّس من مخلب الفنا
فـوطّن علـى التّرحال نفسك ثانياً
ولا تـرج إلاّ مرقـد اللّحد موطنا
مهديّ بن أحمد الخوافيّ أبو القاسم: أحد أئمة الأدب الذين ترجم لهم الباخرزي في باب مفرد في "دمية القصر" بعنوان "أئمة الأدب الذين لم يجر لهم في الشعر رسم" قال:لو قلت: إنّي لم أر مثله في عصرنا هذا معرفة بأصول الآداب، وغوصاً في بحار المعاني الطامية العباب، وصحبة لأئمة الصنّاعة الذين هم أسنمة الفضل وكواهله وعندهم "شفاء علل الآذان وفيهم مناهله، مثل" محمد بن أبي يوسف الأسفزاريّ، والحاج "صلاح" النّبيّ، وشريح السّجزيّ، وغيرهم ممّن لا أذكره لما نُسِبْتُ إلى التزّيّد والاشتطاط ، ولا وُصِفت إلا بالتوثّق والاحتياط.وقد صحبته مقتطفاً من نوّاره، ومخترقاً من ثماره، ومغترفاً من بحاره. راتعاً في رياض مجموعاته، كارعاً في حياض مسموعاته. وكلمّا ازددت منه قرباً ازداد سمعي من فوائده "قرطاً".وله نثرٌ حسنٌ تدلّك عليه خطبه التّي صدّر بها كتبه، أمّا النظم فقلّما يعتاده، ولو أراد لكان ميسّراً على لسانه إيراده. فممّا تعلّل به اشتعال الرأس، ووهن العظم، وكلال الخاطر عن تعاطي النثر والنظم، قوله الذّي أنشدنيه لنفسه:أبـا قاسـم أنفقـت عمـرك كلّـه فلا تـك مغـتراً بما ترجف المنىفـإنّ امرأً ناجى الثّمانين عمره بعيد نجاة النّفّس من مخلب الفنافـوطّن علـى التّرحال نفسك ثانياً ولا تـرج إلاّ مرقـد اللّحد موطناوقوله أيضاً:يقولـون: قـد أنفقـت عمـرك كلّه علـى أدبٍ لـم تحـظ منـه بطـائلفقلـت لهم: إن كان أنسي وزينتي وكـان مـن الصّيد الكرام وسائليوميزّنـي عـن زمـرة الجهل علمه فلسـت أبـالي بالحطـام المزايل