
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا غـائبين ومـا غـابت مودَّتُهم
هـل تعلمـون لمن شَفَّ الغرامُ شِفا
إن تَعتِبـوني فعنـدي مـن تذَكّرِكُمْ
طَيْـفٌ يُطـالع طَرفـي كلمـا طَرَفا
أو تجحــدونيَ مــا لاقيـتُ بعـدَكُمُ
فلـي شـواهدُ سـُقمٍ مـا بهِـنَّ خَفا
واهـاً لقلـبٍ وهـى من بعدِ بينكُمُ
وكنــتُ أعهــد فيـه قـوَّةً وجَفـا
فالريح تُذكي الجَوى فيه إذا نفحتْ
والوَجـد يقـوى عليـه كلّما ضعُفا
فــارقتُكم غِــرَّةً منـي بفرقتكـمْ
فلـم أجـد بـدلاً منكـم ولا خلَفـا
وقــد فضَضـْتُ لعَمـري مـن كتـابكُمُ
مـا يشـبه الـوُدَّ منكم رقَةً وصفا
فبِـتُّ أَسـتافُ منـه عنـبراً أَرِجـاً
طَـوراً وأنظـرُ منـه روضـةً أُنُفـا
أودُّ لـو أنّنـي مـن بعـض أسـطره
شـوقاً وأحسـد منه الّلام والألِفا
آليـتُ إن عـادَ صرْفُ الدَّهر يجمعُنا
لأَعفــوَنَّ لـه عـن كـلِّ مـا سـلفا
لهفـي علـى نفحـةٍ من ريح أرضكُمُ
أَبُـلُّ منهـا فـؤاداً مُـوقِراً شَعِفا
ووَقفـةٍ دونَ ذاكَ السـَّفح مـن حلبٍ
أَمُـرُّ فيهـا بـدمعٍ قَـطُّ مـا وقفا
أنفقـتُ دمعـي قصـداً يـومَ بينكُـمُ
لكنَّنـي اليـومَ قـد أنفقتُه سَرَفا
ما لي وللدهر ما ينفكُّ يقذفُ بي
كــأنني سـهمُ رامٍ يبتغـي هـدفا
الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد ابن عبد الباقي بن أبي جرادة العقيلي القاضي أبو علي ثقة الملك الأنطاكي: قاض من اعيان حلب، من اسرة ابي جرادة التي منها ابن العديم، ترجم له العماد في "خريدة القصر"قال: (القاضي ثقة الملك أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة من أهل حلب، سافر إلى مصر وتقدم على وزرائها وسلاطينها خاصة عند الصالح أبي الغارات ابن رُزّيك، وهو من بيت كبير من حلب، وذو فضل غزير وأدب، وتوفي بمصر في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ومن سائر شعره ما يغنَّى به، ثم أورد مختارات من شعره. نقل بعضها عن الشريف إدريس بن الحسن الإدريسي والأمير مرهف بن أسامة وكان ثقة الدولة من أصدقاء أبيه، ثم قال: (ثم طالعت بمصر ديوانه فكتبت منه ما ارتضيتُه، وذَخَرت من نقده ما وفَّيته حق الانتقاد، وأنجزته بعد ما اقتضيته). ثم قال: (وتوفي أبو علي بن أبي جرادة بالقاهرة في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة) ثم ترجم بعده لأخيه القاضي الأعز أبي البركات. ثم ترجم لوالدهما أبي الحسن ونقل من ديوان "ثقة الملك" ما عثر عليه من مراسلات شعرية لهما ديوان ثقة الدولة. ومما اختاره من شعره قصيدة بعث بها إلى أسامة بن منقذ أولها:أحبابَنـا فارقتُكُمْ بعد ائتلافٍ واعْتِلاقوترجم له ياقوت ترجمة غير ملم بأخباره وذلك عقب ترجمة أبيه أبي الحسن (انظر ديوانه) قال: وكان لأبي الحسن هذا ابن فاضل أديب شاعر اسمه الحسن؟ وكنيته أبو عليٍ، سافر إلى مصر في أيام ابن رزيك ومدحه وحظى عنده، ثم مات بمصر سنة احدى وخمسين وخمسمائةٍ ثم أورد له قطعة واحدة في ستة أبيات، وهي القطعة التي افتتح بها العماد أشعاره وذكرها من اغاني عصره.وترجم له الشيخ عبد القادر الغزي (ت 1010هـ) في "طبقات الحنفية" قال:(الحسن بن علي بن عبد الله ابن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى "بن عبد الله" ابن محمد بن عامر بن أبي جرادة العقيلي الحلبي من البيت المشهور. ولد بحلب، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقيل غير ذلك وسمع وأفاد. ومات في أيام الفائز، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وله من العمر تسع وخمسون سنة، رحمه الله تعالى. (ثم نقل كلام العماد في الخريدة)