
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يمينــاً بمــا ضــمَّتْ غـداةَ المُحصـَّب
جَنــوبُ مَنــىً مـن ذي بِطـاحٍ وأخشـَب
وشـــُعْثٍ علــى شــُعْثٍ كــأنَّ وجــوههمْ
شـــُموسُ نهـــارٍ أو أهلَّـــةُ غيهــب
فهــم يقصــدون البِـرَّ فـي كـلِّ وِجهـةٍ
ويجتلبــونَ الأجــر مــن كــل مجلَـب
لَبَــرَّحَ بــي شــوقٌ علــى إثـر ظـاعنٍ
مقيــمٍ علــى حُكــمِ القِلا والتَّجَنُّــب
أَســُكّانَ مِصـرَ هـل إليكـم لـذي هـوىً
ولــو فـي منـام العَيـن وَجـهُ تَقَـرُّب
سـقى جـانب الـوادي الـذي عُقـدَتْ بـه
قِبــابُكُمُ، صــوبُ الحَيــا المُتهــدِّب
فـــروَّضَ مــن مَغنــاكُمُ كــلَّ تَلْعَــةٍ
وطَفَّــحَ مــن بطحــائكم كــلَّ مِــذْنَب
وهبَّــت لكــم ريــحُ الصــَّبا بتحيَّـةٍ
أرقَّ مــن الشــَّكوى إليكــم وأعــذب
خليلــيَّ مــن عُليــا ربيعـةَ مالنـا
عَقَقنــا وكُنّــا مــن أبــرِّ بنـي أَبِ
رحلنـــا وخلَّينـــا أعِــزَّةَ أهلنــا
يُراعــونَ مَسـْرى الطّـارق المُتـأَوِّب
وصــرعى بأكنــاف الرِّحــال كــأنَّهمْ
ســُكارى ولــم تُقـرَعْ كـؤوسٌ بـأكؤبِ
يئنّــونَ مِمّــا أثخَــنَ الــبينُ فيهـمُ
أنيــنَ أســيرِ الثــائرينَ المُعــذَّب
لهــم بقــدوم الرَّكْـبِ أُنـسٌ وغِبطـةٌ
وإن لـم يكـن مـن نحونـا شـَدُّ أركَـب
فــإن آنســوا ذِكـراً رَمَـوا بـأكفِّهمْ
إلــى كــلِّ قلــبٍ فــي لظـىً متقلِّـب
وإن عــاينوا منّــا كتابــاً تطـالَعَتْ
بَـــوادِرُ دمـــعٍ بالـــدِّماء مخضــَّب
قصــدنا لهـم ضـِدَّ الـذي قصـدوا لـه
لقــد عــاقبتْ آراؤنــا غيـرَ مُـذنِبِ
إلــى أيِّ حــيٍّ غيرهــم أنــا راحِـلٌ
وفـــي أَيِّ أهـــلٍ بعــدهم مُتطلَّــبي
أعــاتبَ نفســي فــي اصـطباري عنهـمُ
وأذهــبُ فــي تأنيبهــا كـلَّ مـذهب
وإمّــا رأى الأقــوامُ منــي تجلُّــداً
فمـا الشـأن إلاّ فـي الضـَّمير المُغيَّـب
القاضي الأعز ابن أبي جرادة أخو ثقة الدولة أبي علي: ذكره العماد في خريدة القصر عقب ترجمة أخيه قال: كان أميناً على خِزانة الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن آق سُنقُر وهو عدلُها، وبيده عَقدُها وحَلُّها، إلى أن توفي بعد سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة، ووجدتُ من شعره في ديوان أخيه من قصيدة كتبها إليه بمصر (ثم أورد القصيدة واتبعها بأخرى)