
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الأرض ثكلــى قــد علا تنحابهــا
واسـْودّ مـن حـرق البكاء ترابها
قـد أغـولت ملـء الجفـون وصـار
هتـان الـدموع طعامهـا وشرابها
رجفــت ومـادت يـوم ولـى زايـد
وأحاطهـا بعـد النعيـم عـذابها
ولـى حكيـم العرب وارتحل الحجا
فالحكمـة استعصـى علينـا بابها
شـمس مـن الشيم العزيزة قد هوت
هيهـات مـن هـذا المغيب إيابها
كــل الأباطــح يـوم ولـى زايـد
ضـاقت بأوجـاع الزمـان رحابهـا
قـد كـان زايـد غـوث كـل قبيلة
إن أجــدبت وديانهــا وشـعابها
كــم حوبــة لاقـت فضـائل زايـد
فتــذللت بعــد الإيـاس صـعابها
قـد كـان مـأوى للشـريد ومأمنا
للنــاس إذ ســنواتها تنتابهـا
إن المكــارم يــوم يمـم زايـد
شــطر القبـور تقطعـت أسـبابها
هــو للعروبـة مجـدها وفخارهـا
هــو للمحامـد سـفرها وكتابهـا
كــانت أبـو ظـبي يبابـا قفـرة
قـد لفهـا فـوق الأديـم سـرابها
حـتى إذا مـا سـار فيهـا زايـدٌ
أضـحى كفـردوس الجنـان يبابهـا
شــمخت منائرهــا فهــذي أنجـم
فــوق الـتراب وسـندس جلبابهـا
وازدان مـن وشـي الأزاهـر تربُها
واحمــر قــرب نخيلهـا عنابهـا
وغـدا لذيـذاً كـالفرات أجاجهـا
وغـدا كشـهد النحـل حلوا صابها
قـد كـان زايـد للـثرى أمطـاره
تنثـــال لا متصــرما تســكابها
عمــت أيــاديه البلاد وأهلهــا
كرمــا فأمسـى موقنـا مرتابهـا
تبكيـه فـي السـودان أرض أفظعت
فجبالهـا تـذري الـدموع وغابها
هـو زايد الخير الذي منه استحت
أنهارهــا وبحارهــا وســحابها
يـا زايـد الخيـرات هـذي أدمعي
فبفقــدك الســلوى يعـز طلابهـا
وعزاؤنــا أن جـاء منـك خليفـة
ولــه الخلافــة فتحـت أبوابهـا
أمســى خليفــة للعروبـة ملجـأ
فكسـته مـن حلـل الثنـا آدابها
فبنـى لهـا بيتـا رفيعـا سـمكُهُ
فســما إليــه شـيبها وشـبابها
هــو للإمـارات العزيـزة قلبهـا
هـو للعروبـة في المكاره نابها
هـو سـيفها وجنودهـا عند الوغى
هــو رمحهــا ومجنهـا وعرابهـا
هـو ظلهـا فـي حرهـا وإذا دجـت
ليلاتهــا هــو بـدرها وشـهابها
إن السـماحة والمـروءة والنـدى
تنمــي إلــى أنسـابه أنسـابها
إن رمــت إحسـانا كفتـك وعـوده
فهـي البحـار، فهل يغيض عبابها
مـن هـاب مـن هذا الزمان صروفه
فخليفـة المقـدام ليـس يهابهـا
لا تـأس إن محـن الزمـان تتابعت
واقصــد خليفــة إنــه غلابهــا