
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومـا صـد شخصـي عـن لـزوم مقامكم
سوى نقص ذاتي فارفقوا بي في العتب
وان غبــت حســا عنكــم لضــرورة
فـانتم معي معنى لسكناك في القلب
علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن الجذامي النُباهي المالقي أبو الحسن: صاحب "المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا" (1) مؤرخ من القضاة الفقهاء كان من أصدقاء لسان الدين ابن الخطيب، ونقل عنه في الإحاطة مرات كثيرة بقوله (وقال صاحبنا المؤرخ الفقيه أبو الحسن ابن الحسن) ثم غضب عليه الغضبة المشهورة ولقبه بجعسوس، بعدما اكتشف أنه هو الذي جمع الادلة التي استخدمت في توجيه تهمة الزندقة إلى لسان الدين (كما سيأتي).وترجم لسان الدين للنباهي في الإحاطة قبل ان ينقلبا عدوين، وطمس كلام لسان الدين عنه في وقت لاحق، لأن المقري نقل من الإحاطة ما لا نراه اليوم، ونص ما تبقى من ترجمته في الإحاطة: (هذا الرجل، ولي قضاء الحضرة، وخطابة جامع السلطان عرض له تقزز فيما يقف عليه، من منتخب وصفه، وعدم رضاً بما يجتهد فيه من تحليته، فوكلنا التعريف بخصايصه، إلى ما اشتهر من حميدها، تحرجاً مما يجر عتبه، أو يثير عدم رضاه) ثم سمى شيوخه ووصف تنقلاته في البلدان ثم قال: (قال ومن خطه نقلت، وأجازني من أهل المشرق والمغرب، عالم كثير) ثم أورد منتخبا من شعره ونثره واكتفى من نثره برسالة له على لسان نخلة ذكر في أثنائها لسان الدين ابن الخطيب فقال: (ولم لا، وروح أمرها، ومذهب نصرة جمرها، علم السادة للقادة الأكابر، المغرم بجبر كل كسير، وناهيك من به جابر الرازي، ذكر مآثره، بعرف أطيب الطيب. الوزير أبو عبد الله بن الخطيب.) وأما في كتابه "الكتيبة الكامنة" فقد صب عليه جام غضبه فقال:علي بن عبد الله بن الحسن النباهي البني المدعو بجعسوس أطروفة الزمن، التي تجل غرائبها عن الثمن، وقرد شارد من قرود اليمن، ذنبا وأحداقا وفروة وأشداقا، وإشارة واصطلاحا، وخبثا وسلاحا) إلى آخر ما كاله له من النقائص والعيوب وهي كثيرة لا يليق ذكرها في هذه الصفحة. وأشار إلى كتاب مؤلف في مثالبه وسماه (تبيه الساهي على طرف النباهي)ومما نقله المقري من ترجمة النباهي في الإحاطة (مما لا نراه فيها اليوم) " قال بعدما نقل ما حكاه لسان في "الكتيبة الكامنة": (فأين هذا الكتاب من الذي قدمناه عنه في الباب الثاني حين أظلم بينه وبين لسان الدين الجو وعطفه إلى مهاجاته ثاني وسفر في أمره إلى العدوة واجتهد في ضرره بعد أن كان له به القدوة وقد قابله لسان الدين بما أذهب عن جفنه الوسن وألف فيه كما سبق "خلع الرسن في وصف القاضي ابن الحسن" على أنه عرف به في الإحاطة أحسن تعريف وشرفه بحلاه أجمل تشريف إذ قال ما ملخصه:هذا الفاضل قريع بيت مجادة وجلالة وبقية تعين وأصالة عف النشأة طاهر الثوب مؤثر للوقار والحشمة خاطب للشيخوخة مستعجل للشيبة ظاهر الحياء متحرك مع السكون بعيد الغور مرهف الجوانب مع الانكماش في والآلة متاظهر بالسذاجة بريء من النوك والغفلة يقظ للمعاريض مهتدٍ إلى الملاحن طرف في الجود حافظ مقيد طلعة إخباري قائم على تاريخ بلده شرع في تكميل ما صنف فيه ملازم للتقييد والتطرير منقر عن الإجادات والفوائد استفدت منه في هذا الغرض وغيره كثيراً حسن الخط ناظم ناثر نثره يشف على نظمه ذاكر للكثير استظهر محفوظات منها النوادر لقالي وناهيك به محفوظاً مهجوراً ومسكاً غفلاً فما ظنك بسواه نشا ببلده حر الطعمة فاضل الأبوة وقرأ به ثم ولى القضاء بملتماس ثم ببلش وعملها فسيح الخطة مطلق الجراية بعيد المدى في باب النزاهة ماضياً غير هيوب حتى أربى في الزمن القريب على المحتنكين وغبر في وجوه أهل الدربة وجرت أحكامه مستندة إلى الفتيا جارية على المسائل المشهورة ثم نقل منها إلى النظر في أمور الحل والعقد بمالقة مضافة إليه الخطط النبيهة ...إلخ)ثم عمل النباهي مع ابن زمرك على الكيد للسان الدين وانتهى ذلك بمقتل لسان الدين قال المقري في ترجمة لسان الدين:(ومن أعداءه الذين باينوه بعد أن كانوا يسعون في مرضاته سعي العبيد، القاضي أبو الحسن ابن الحسن النباهي، فكم قبّل يده، ثم جاهره بعد انتقال الحال، وجد في أمره مع ابن زمرك حتى قتل لسان الدين، وانقضت دولته فسبحان من لا يتحول ملكه ولا يبيد) قال: (وقد سبق فيما جلبناه من كلام ابن خلدون أن القاضي ابن الحسن قدم على السلطان عبد العزيز في شأن لسان الدين والانتقام منه بسبب تلك السجلات وإمضاء حكم الله فيه بمقتضاها، فأبى السلطان من ذلك، وقال: هلا فعلتم أنتم ذلك حين كان عندكم؟ وامتنع لذمته أن يخفره، فلما أراد الله بنفوذ الأمر، وعدم نفع زيد وعمرو، توفي السلطان عبد العزيز، واختلت الأحوال، واضطربت بالغرب نيران الأهوال، فقدم في شأنه الوزير الكاتب ابن زمرك خادمه الذي رباه وصنيعته، فكان ما كان مما سبق به الإلمام. وقد ذكرنا في الباب الأول قول لسان الدين رحمه الله تعالى في قصيدته النونية:تلـون إخـواني علـي وقـد جنتعلــي خطـوب جمـة ذات ألـوانوما كنت أدري قبل أن يتنكروابـأن خـواني كـان مجمع خوّانيوفي نفاضة الجراب (وهي رحلة لسان الدين) رسالة من رسائل النباهي إلى لسان الدين أيام الود قدم لها لسان الدين بقوله(وممن لحق بالباب السلطاني الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله ابن الحسن النباهي المخصوصُ كان على عهد الدولة المكيدة برسم الوزارة، المفوّض له في الأمور، من رَجُلٍ بعيد المدى في ميدان الأصالة، سابغ ذيْل العفاف، مكفوف اليد، أوعز إليه مخبرأ لهم بالقبض عليه، فاتخذ الليل جملاً من بعض ضياعه ولحق بالإيالة المرينية. وخاطبني من سَبْتَه (وأنا يومئذ بسلا ) بما نصه مما يدل على خصْلِه:يا أيتها الآية البالغة وقد طمست الأعلام والغرة الواضحة وقد تنكرت الأيام والبقية الصالحة وقد ذهب الكرام أبقاكم الله تعالى البقاء الجميل وأبلغكم غاية المراد ومنتهى التأميل أبي الله أن يتمكن المقام بالأندلس بعدكم وأن يكون سكون النفس إلا عندكم سرٌ من الكون الغريب ومعنى في التشاكل عجيب أختصر لكم الكلام فأقول بعد التحية والسلام تفاقمت الحوداث وتعاظمت الخطوب والكوارث واستأسدت الذئاب الأخابث ونكث الأكثر من ولد سام وحام ويافث فلم يبق إلا كاشح باحث أومكافح عابث وياليت شعري من الثالث؟ فحينئذ وجهت وجهي للفاطر البعث ونجوت بنفسي لكن منجى الحارث وقد عبرت البحر كسير الجناح دامي الجراح وإني لأرجوالله سبحانه بحسن نيتكم أن يكون الفرج قريباً والصنع عجيباً ...إلخ)وقال المقري أيضا: (وقد أثنى لسان الدين في الإحاطة على القاضي ابن الحسن المذكور كما سيأتي، وقال في ترجمة السلطان ابن الأحمر ما نصه: ثم قدم للقضاء الفقيه الحسيب أبا الحسن، وهو عين الأعيان بمالقة، المخصوص برسم التجلة والقيام بالعقد والحل، فسدد وقارب، وحمل الكل، وأحسن مصاحبة الخطبة والخطة، وأكرم المشيخة مع النزاهة، ولم يقف في حسن التأتي على غاية، فاتفق على رجاحته، ولم يقف في النصح عند غاية، انتهى. وحين أظلم الجو بينه وبين لسان الدين ذكره في " الكتيبة الكامنة " بما يباين ما سبق، ولقبه بالجعسوس، ولم يقنعه ذلك حتى ألف فيه " خلع الرسن في وصف القاضي أبو الحسن)ثم أورد قطعة من رسالة نادرة من النباهي إلى لسان الدين عثر عليها المقري في فاس وفيها بعدما أورد حديث أتدرون من المفلس ( ويعلم الله أن معنى هذا الحديث الثابت عن النذير الصادق، هو الذي حملني على نصحكم، ومراجعتكم في كثير من الأمور: منها الإشارة عليكم بإذهاب عين ما كتبتم به في التاريخ وأمثاله، فإنكم نفعتم فيما وقعتم فيه من الغيبة المحرمة أحياء وأموات بغير شيء حصل بيدكم وضررتم نفسكم بما رتبتم لهم من المطالبات بنص الكتاب والسنة قبلكم، والرضى بهذه الصفقة الخاسرة أمر بعيد من الدين والعقل. وقد قلت لكم غير مرة عن أطراسكم المسودة بما دعوتم إليه من البدعة والتلاعب بالشريعة إن حقها التخريق والتحريق، وإن من أطراها لكم فقد خدع نفسه وخدعكم، ...إلخ) (والسلام الأتم يعتمدكم، والرحمات والبركات من كاتبه علي بن عبد الله بن الحسن وفقه الله، وذلك بتاريخ أخريات جمادى الأولى من عام ثلاثة وسبعين وسبعمائة). (وفي هذه الرسالة يعدد النباهي المسائل التي توجب الحكم على لسان الدين بالزندقة ومنها كما يقول:فكابدت أيام تلك الولاية النكدة من النكاية باستحقاركم للقضايا الشرعية، وتهاونكم بالأمور الدينية، ما يعظم الله به الأجر، وذلك في جملة مسائل: منها1- مسألة ابن الزبير المقتول على الزندقة بعد تقضي موجباته على كره منكم،2- ومنها مسألة ابن أبي العيش المثقف في السجن على آراءه المضلة التي كان منها دخوله على زوجته إثر تطليقه إياها بالثلاث، وزعمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره مشافهة بالاستمتاع بها، فحملت أحد ناسكم تناول إخراجه من الثقاف من غير مبالاة بأحد،3- ومنها أن أحد الفتيان المتعلقين بكم توجهت عليه المطالبة بدم قتيل، وسيق المدعى عليه بالذبح بغير سكين، فما وسعني بمقتضى الدين إلا حبسه على ما أحمته السنة، فأنفتم لذلك، وسجنتم الطالب ولي الدم، ولا يجمل بي ولا بكم ذكره،4- والمسألة الأخرى أنتم توليتم كبرها حتى جرى فيها القدر بما جرى به من الانفصال، والحمد لله على كل حال،5- وكذلك رأيتكم تكثرون في مخاطباتكم من لفظ الرقية في معرض الإنكار لوجود نفعها، والرمي بالمنقصة والحمق لمستعملها، ولو كنتم قد نظرتم في شيء من كتب السنة أو سير الأمة المسلمة نظر مصدق لما وسعكم إنكار ما أنكرتم، وكتبه بخط يدكم، فهو قادح كبير في عقيدة دينكم، فقد ثبت بالإجماع في سورة الفلق أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه المراد بها هو وآحاد أمته، وفي أمهات الإسلام الخمس أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى رقاه جبريل، فقال: بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين. ..إلخ6- ووقعت في مكتوبكم كلمات أوردها النقد في قالب الاستهزاء والازدراء، والجهالة بمقادير الأشياء، ومنها " ريح صرصر " وهو لغة القرآن، و " قاع قرقر " وهو لفظ سيد العرب والعجم محمد صلى الله عليه وسلم، ثبت في الصحيح (هذه الفقرة وردت قبل الفقرات السابقة بصفحتين)7- وما حملني على تبيين ما بينته الآن لكم في المسألة إلا إرادة الخير التام لجهتكم، والطمع في إصلاح باطنكم وظاهركم، فإني أخاف عليكم من الإفصاح بالطعن في الشريعة، ورمي علمائها بالمنقصةإلى عادتكم وعادة المستخف ابن هذيل شيخكم منكر علم الجزئيات، القائل بعدم قدرة الرب جل اسمه على جميع الممكنات.وأنتم قد انتقلتم إلى جوار أناس أعلام قلما تجوز عليهم - حفظهم الله - المغالطات، فتأسركم شهادة العدول التي لا مدفع لكم فيها، وتقع الفضيحة، والدين النصيحة، أعاذنا اللهمن درك الشقاء، وشماتة الأعداء، وجهد البلاء.8- وكذلك أحذركم من الوقوع بما لا ينبغي في الجناب الرفيع، جناب سيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين، صلوات الله وسلمه عليه، فإنه نقل عنكم في هذا الباب أشياء منكرة، يكبرفي النفوس التكلم بها، أنتم تعلمونها، وهي التي زرعت في القلوب ما زرعت من بغضكم وإيثار بعدكم، مع استشعار الشفقة والوجل من وجه أخر عليكم، ولولا أنكم سافرتم قبلتقلص ظل السلطنة عنكم لكانت الأمة المسلمة امتعاضاً لدينها ودنياها، قد برزت بهذه الجهات لطلب الحق منكم، فليس يعلم أنه صدر عن مثلكم من خدام الدول ما صدرعنكم من العيث في الأبشار والأموال، وهتك الأعراض، وإفشاء الأسرار، وكشف الأستار، واستعمال المكر، والحيل والغدر، في غالب الأحوال للشريف والمشروف، والخديموالمخدوم، ولو لم يكن في الوجود من الدلائل على صحة ما رضيتم به لنفسكم من الاتسام بسوء العهد والتجاوز المحض وكفران النعم والركون إلى ما تحصل من الحطام الزائل إلاعملكم مع سلطانكم مولاكم وابن مولاكم أيده الله بنصره وما ثبت من مقالاتكم السيئة فيه وفي الكثير من أهل قطره لطفاكم وصمة لا يغسل دنسها البحر، ولا ينسى عارها الدهر، ...إلخ)واتبع المقري هذه الرسالة بإيراد مرسوم تقليد النباهي خطة القضاء والمرسوم بقلم لسان الدين وأوله:(هذا ظهير كريم أنتج مطلوب الاختيار قياسه، ودل على ما يرضي الله عز وجل التماسه، وأطلع نور العناية الذي يجلو الظلام نبراسه، واعتمد بمثابة العدل من عرف بافتراع هضبتها ناسه، وألقى بيد المعتمد به زمام الاعتقاد الجميل تروق أنوعه وأجناسه، وشيد مبنى العز الرفيع، في قبة الحسب المنيع، وكيف لا والله بانيه، والمجد أساسه، أمر به وأمضى العمل بمقتضاه وحسبه أمير المسلمين عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر - أيد الله أوامره، وخلد مفاخره - لقاضي حضرته العلية، وخطيب حمرائه السنية، المخصوص لديه بترفيع المزية، المصروف إليه خطاب القضاة بإيالته النصرية، قاضي الجماع، ومصرف الأحكام الشرعية المطاعة، الشيخ الكذا أبي الحسن ابن الشيخ كذا أبي محمد ابن الحسن - وصل الله سعادته، وحرس مجادته، وسنى بفضله إرادته - عصب منه جبين المجد بتاج الولاية، وأجال قداح الاختيار حتى بلغ الغاية وتجاوز النهاية،..، ولما كان له الحسب الأصيل الذيشهدت به ورقات الدواوين، والأصالة التي قامت عليها صحاح البراهين، والآباء الذين اعتد بمضاء قضائهم الدين وطبق مفاصل الحكم بسيوفهم الحق المبين، وازدان بمجالسة وزرائهم السلاطين، فمن فارس حكم أو حكيم تدبير، وقاض في الأمور الشرعية ووزير، أو جامع بينهما جمع سلامة لا جمع تكسير، تعدد ذلك واطرد، ووجد مشرع المجد عذباً فورد، ...إلخ)وفي الترجمة المطولة التي كتبها ابن خلدون للسان الدين (وهو صديقه) بعدما حكى قصة هروبه إلى تلمسان:(ثم سار لقصد السلطان فقدم عله سنة ثلاث وسبعين بمقامه بتلمسان فاهتزت له الدولة وأركب السلطان خاصته لتلقيه وأحله لمجلسه بمحل الأمن والغبطة ومن دولته بمكان التنويه والعز وأخرج لوقته كتابه أبا يحيى بن أبي مدين سفيرا إلى صاحب الأندلس في أهله وولده فجاء بهم على أكمل حال من الأمن والتكرمة ثم أكثر المنافسون له في شأنه وأعزوا سلطانه بتتبع عثراته وإبداء ما كان كامنا في نفسه من سقطاته وإحصاء معايبه وشاع على ألسنة أعدائه كلمات منسوبة إلى الزندقة أحصوها عليه ونسبوها إليه ورفعت إلى قاضي الحضرة أبي الحسن بن الحسن (النباهي) فاسترعاها وسجل عليه بالزندقة وراجع صاحب الأندلس رأيه فيه وبعث القاضي ابن الحسن إلى السلطان عبد العزيز في الانتقام منه بتلك السجلات وإمضاء حكم الله فيه فصم على ذلك وأنف لذمته أن تخفر ولجواره أن يرد وقال لهم: هلا انتقمتم منه عندكم وانتم عالمون بما كان عليه وأما أنا فلا يخلص إليه بذلك أحد ما كان في جواري)انظر بقية كلام ابن خلدون في صفحة قصيدة لسان الدين التي اولها:خليفـة اللـه سـاعد القـدر علاك مــا لاح فـي الـدجى قمـر(1) وهو منشور في موسوعتنا (الإصدار الرابع) وقد ترجم الزركلي للنباهي في الأعلام قال:النُّبَاهي (713 - بعد 792هـ، 1313 - بعد 1390م)علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن الجذامي المالقي النباهي، أبو الحسن، المعروف بابن الحسن: قاض، من الأدباء المؤرخين. ولد بمالقة، ورحل إلى غرناطة ثم ولي خطة القضاء بها. وأرسل مرتين في سفارة سياسية من غرناطة إلى فاس (سنة 767 و 788 هـ وكان صديقاً للسان الدين ابن الخطيب، ثم انقلبا عدوين، فنال منه ابن الخطيب ولقبه بالجُعسوس (القصير) ازدراءاً له، وكتب رسالة في هجائه سماها (خلع الرسن في وصف القاضي ابن الحسن). ولابن الحسن كتب مفيدة، منها (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا - ط) سماه ناشره (تاريخ قضاة الأندلس) و (نزهة البصائر والابصار - خ) تناول به استطراداً تاريخ الدولة النصرية بغرناطة (نيل الابتهاج، طبعة هامش الديباج 205 وأزهار الرياض 2: 5 وفيهما: كان حيا سنة 792 هـ والاحاطة 2: 19 وتاريخ قضاة الاندلس: مقدمة الناشر. وفهرسة السراج - خ. وكان معاصرا للنباهي، ورآه، وأخذ عنه في رحلتيه إلى فاس وهو يكتفي بتعريفه ب أبي الحسن الجذامي المالقي. وانظر الكتيبة الكامنة 146.)