
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُلْــكُ بَنــي مُنقــذٍ تـوَلَّى
وكـان فـوق السـِّماكِ سـَمْكُهْ
فـاعتبروا وانظروا وقولوا
سـبحان مـن لا يـزول مُلكـهْ
محمد بن عبد الله بن القسم بن المظفر بن علي كمال الدين أبو الفضل ابن أبي محمد الشيباني الشهرزوري ثم الموصلي الفقيه الشافعي قاضي قضاة الشام ومدبر الدولة ايام نور الدين الشهيد. وأشهر وأجل رجالات بني الشهرزوري الشيبانية. ووالده المرتضى الشهرزوري صاحب القصيدة السائرة (لمعت نارهم) انظر ديوان أبيه وديوان ابنه محيي الدين. وفي سيرة نور الدين الكثير من أخباره معه. وهو ممدوح البهاء السنجاري (ت 622هـ) في قصيدته التي مطلعها:وهـواك مـا خطر السلو ببالهولأنـت أعلم في الغرام بحالهوهو الذي هجاه ابن عنين (ت 630هـ) بالقصيدة التي أولها:دَخَلتُ عَلى اِبنِ الشَهرزوريِّ لَيلَةً=وَقَد أُغلِقَت دونَ الوَزيرِ المَغالِقُديوان ابن عنين (ص197)قال ابن خلكان:(وتولى القضاء بالموصل وبنى بها مدرسة للشافعية، ورباطا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يتردد في الرسائل منها إلى بغداد عن عماد الدين زنكي الأتابك ولما قتل عماد الدين على قلعة جعبر، كما ذكرناه في ترجمته، كان كمال الدين المذكور حاضرا في العسكر هو وأخوه تاج الدين أبو طاهر يحيى والد القاضي ضياء الدين، فلما رجع العسكر إلى الموصل كانا في صحبته. ولما تولى سيف الدين غازي ولد عماد الدين فوض الأمور كلها إلى القاضي كمال الدين وأخيه بالموصل وجميع مملكته، ثم إنه قبض عليهما في سنة اثنتين وأربعين واعتقلهما بقلعة الموصل، وأحضر نجم الدين أبا علي الحسن بن بهاء الدين أبي الحسن علي وهو ابن عم كمال الدين، وكان قاضي الرحبة، وولاه القضاء بالموصل وديار ربيعة عوضا عن كمال الدين. ثم إن الخليفة المقتفي سير رسولا وشفع في كمال الدين وأخيه فأخرجا من الاعتقال، وقعدا في بيوتهما وعليهما الترسيم، وحبس بالقلعة جلال الدين أبو أحمد ولد كمال الدين وضياء الدين أبو الفضائل القاسم بن تاج الدين.ولما مات سيف الدين غازي في التاريخ المذكور في ترجمته رفع الترسيم عنهما، وحضرا إلى قطب الدين مودود بن زنكي - وقد تولى السلطنة بعد أخيه سيف الدين - وكان راكبا في ميدان الموصل، فلما قربا منه ترجلا وعليهما ثياب العزاء بغير طرحات، فلما وصلا إليه ترجل لهما أيضا، وعزياه عن اخيه وهنآه بالولاية، ثم ركبوا، ووقف كل واحد منهما على جانبه، ثم عادا إلى بيتهما بغير ترسيم، وصارا يركبان في الخدمة.ثم انتقل كما الدين إلى خدمة نور الدين محمود صاحب الشام في سنة خمسين وخمسمائة، وأقام بدمشق مدة، ثم عزل زكي الدين عن الحكم، وتولاه كمال الدين في شهر صفر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، واستناب ولده وأولاد أخيه ببلاد الشام، وترقى إلى درجة الوزارة، وحكم في بلاد الشام الإسلامية في ذك الوقت، واستناب ولده القاضي محيي الدين في الحكم بمدينة حلب، ولم يكن شيء من أمور الدولة يخرج عنه، حتى الولاية وشد الديوان وغير ذلك، وذلك في أيام نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام، وتوجه من جهته رسولا إلى الديوان في أيام المقتفي، وسيره المقتفي رسولا للإصلاح بين نور الدين المذكور وقلج ارسلان بن مسعود صاحب الروم. ولما مات نور الدين وملك صلاح الدين دمشق أقره على ما كان عليه.وكان فقيها أديبا شاعرا كاتبا ظريفا فكه المجالسة، يتكلم في الخلاف والأصولين كلاما حسنا، وكان شهما جسورا كثير الصدقة والمعروف، وقف أوقافا كثيرة بالموصل ونصيبين ودمشق، وكان عظيم الرياسة خبيرا بتدبير الملك، لم يكن في بيته مثله ولا نال أحد منهم ما ناله من المناصب مع كثرة رؤساء بيته، وذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق.وترجم له العماد في الخريدة وكان من اصدقاء ابنه محيي الدين قال:قاضي قضاة الشام كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن القاسم الشهرزوري، سبق ذكر والده وشعره، وجلَّ أمر هذا وكبر قدره، وأقام في آخر عمره بدمشق قاضياً وواليا ومتحكماً ومتصرفاً، وهو ذو فضائل كثيرة، وفواضل خطيرة، وله نوادر مطبوعة، ومآثر مجموعة، ومفاخر مأثورة، ومقامات مشكورة مشهورةً، وله نظم قليل على سبيل التَّظرُّف والتَّطرُّف، (ثم اورد منتخبا من شعره ثم قال:ولي في كمال الدين قصائد، فإنَّني لمّا وصلت إلى دمشق في سنة اثنتين وستين سعى لي بكلِّ نَجْح وفتح عليَّ باب كلِّ منح، وهو يُنشدني كثيراً من منظوماته ومقطوعاته، فما أَثبتُّه من شعره قوله:ثم أورد قطعة من ذلك.وترجم له الصفدي في الوافي وكان صديق أحد أحفاده (ابن عبد القاهر الشهرزوري الشيباني) انظر ديوانه قال: ويعرفون قديماً ببني الخراساني، ..إلخ.وفي تاريخ ابن كثير حوادث سنة 569هـ : (قال ابن الجوزي: وفي رجب وصل ابن الشهرزوري من عند نور الدين ومعه ثياب مصرية، وحمارة ملونة جلدها مخطط مثل الثوب العتابي) والمراد هنا عماد الدين الشهرزوري ابن كمال الدين، وقد ذكره ابن خلكان في آخر ترجمة أخيه محيي الدين قال:(وكان لكمال الدين ابن آخر يقال له عماد الدين أحمد توجه رسولا إلى بغداد عن نور الدين في سنة تسع وستين وخمسمائة، ومدحه ابن التعاويذي بقصيدة يقول من جملتها:وقالوا: رسول أعجزتنا صفاتهفقلت: صـدقتم هذه صفة الرسل