
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُميــعُ دُمـوعي الجْامِـداتِ الصـّلائِبِ
مُصـابُ فَـتىً آهـاً لـهُ فـي المَصائِبِ
فــأَوْرثَ قَلْــبي حَــرَّ نـارٍ كأَنّمـا
لَظَا الجْمرِ ما بَيْنَ الحشَا والتّرائب
كــأَنَّ جُفــوني يَـوْمَ وارَيْـتُ شَخْصـَه
شـآبيبُ مُـزْنٍ مـن ثِقـال السـَّحائبِ
تَعجَّـبَ صـَحْبي كيـف لـم تَجْـرِ مُقْلتي
مع الدِّمْع واُعتدّوا بها في الْعَجَائب
ولـم يَعْلَمـوا أَنَّ المَـدامعَ أَصـلُها
مـن الْقَلْـب لا مـن مُقْلَةٍ ذاتِ حاجِب
بِنَفْســيَ مَــنْ بالأَجْوَلِيّــةِ قَبْــرُه
تَمــرُّ بـه ريـحُ الصـَّبا والجَنـائب
مُعَطَّلَـــة أَكنــافُه عــن زِيــارةٍ
بعيــد مــدىً عــن حُســَّرٍ ونَـوادِب
إذا ذَكَرَتْــه النَّفْـسُ كـادَتْ بـذكْره
تَفِيـضُ عَلـى مـاءِ الْجُفـون السَّواكب
أَعـاذِلَتي كُفّي عن اللَّوْمِ في البُكا
فلســتُ ببــاكٍ غَيــرَ خِــلٍّ وصـاحب
ذَرينــي أُبكّـي سـَيِّداً لـوْ وَزَنْتُـه
بكـــلِّ كريـــمٍ لا رْجَحَــنَّ بِجــانِب
فمـا بَكَـتِ البـاكونَ مِثْلَـك مالِكاً
ولا خُمشــِّتْ فيــه خُــدودُ الْكَـواعِبِ
فَمَـنْ لِجِيادِ الْخَيْلِ والْبِيضِ والقَنا
إِذا دَلَفَــتْ تَبْغـي قِـراعَ الكَتـائِب
ومَــنْ لِلْيتــامى والأرامِـلِ أَقْفَـرَتْ
معــالِمُهمْ مِــنْ بِــرِّه المُتعــاقِب
ومــن لِغِــراثٍ مُرْمِليــن تطــاوَحَتْ
بهـــم يَعْمَلاتٌ مــن طِلاحِ النَّجــائِب
ومَنْ ذا يُجيرُ الْجارَ أَوْ يَكشِفُ الأَذى
عـن القـوم فـي عُلْيا لُؤَيِّ بن غالِب
فُجِعْــتُ بــه دونَ البريَّــة واحـداً
فمـا مِثْلُـه فـي شـَرْقها والْمَغـارِب
فأُقْسـِم بـالبيْتِ الْعَتِيـق ومَـن سـعى
بمَكَّــة ســَعيْاً بيــن مـاشٍ وراكـب
لَمَـا وَجْـدُ أُمِّ الـذَّرْع قَـدْ خَنَسَتْ له
بزَيْـزاءَ مَـرْتٍ فـي السنِّينَ اللَّوازِب
رَمـى صـِيرَها شـَيْمُ الْبُـروق وغُـودِرَتْ
علـى طِفْلهـا تقَفْـو بـه إِثْـر ذاهِب
غَـدَتْ تَرْتعـي فَضْل اليَبيسَيْن وانْثَنَتْ
فَلَـمْ تَلْـقَ منـه غَيْرَ مُلقى العَراقِب
وَوَلَّـتْ وقـد أَودى بهـا فَقْـدُ ذَرْعهـا
يُقَطِّــعُ مــن أَوْصــالها كـلَّ صـالب
ولا وَجْـدُ رَبْـدا ذاتِ وَحْـيٍ خَلَـتْ به
عَـنِ الهَيْـق فـي أَعلا عياس السَّباسِب
نَـأَتْ تَفْتَلـي زَهْـرَ الرِّيـاضِ وغادَرَتْ
دَفِينَتَهــا بيـنَ الرُّبـى فـالْجَوانبِ
فهـذَّلت الْوَطْفـا هـذا لَيـل فانتحت
إِليـه كمـا يَنْحـو شـَريدُ المَجـانب
فـوافَتْه يتلـو بَعْضـُه الْبَعْض سابِحاً
فَمِــنْ بيــن طـافٍ مُسـْتَقِرٍّ وراسـِب
تَــوَلَّتْ ونيـرانُ الأَسـَى قـد تـأَجَّجَتْ
كــأَنّ بَجَنْبَيْهــا دُفـوفَ الضـَّوارِب
ولا ذاتِ طَــوْقٍ مــن حمـائِم أَيْكَـةٍ
بنَعْمـان تسـجو في الضُحَى والغَياهِب
غَـدَتْ تَرْتعـي نَحْـوَ اليمَـام وعاوَدَتْ
إِلــى وَكْرهــا تَبْغيـه عَـوْدة آيِـب
فــأَلْفَتهُ قفــراً مـن أَنيـسٍ فَرَجَّعـت
..... ..... .... فالأَجـــــــانب
بــأَوجعَ مــن قلــبي عَشـِيَّةَ مالـكٌ
بِـوادي الغَضـا مُلْقىً صَريعَ النوائب
خَلِيلـيَّ مُـرّا بـي علـي قـبر مالـكٍ
فـــإِنّ لُبانـــاتي بــهِ ومــآرِبي
وَحُطّــا بِرَحْلــي حيـث حَـلَّ فنـآؤُهُ
فــإنّ بـذاك التُّـرْبِ نَيْـلَ مَطـالبي
وقُــولا لــه إِنْ جئتُمــاه فَبلِّغـا
عليـكَ سـَلامُ اللـهِ يـا خيـر طالبي
فــإِنْ تَكُــنِ الآفـاقُ بَعْـدَكَ أَظلمـتْ
وخــاب ذَوُو الآمــالِ مِـنْ كـلِّ جـانبِ
فَبــالأَرْوع المَيْمــون نَجْلِـك إِنْجَلَـتْ
لَياليُهــا حـتى اهتَـدى كُـلُّ طـالِب
دهمش بن وهاس بن عثور بن حازم بن وهاس الحسني: امير من أمراء بني وهاس، أمراء اليمن، من بني سليمان بني الحسن بن علي بن أبي طالب (ر) وهو ابن عم عُلَي بن وهاس (انظر ديوانه) التقاه العماد الأصفهاني على باب حلب لما وفد على صلاح الدين يوم 24 ذي الحجة سنة إ571هـ فأملى عليه قطعة من شعره وأخرى من شعر ابن عمه عُلَي.(1) اعتمدت في اسمه ما حكاه العماد في الخريدة وهو عند ياقوت دهمس بن وهاس بن عتود، سماه كذلك في معجم الأدباء في ترجمة ابن عمه عُلي بن وهاس. وفي القاموس المحيط (دهمش: اسم علم)