
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلـي عوجـا مِنكُـم اليَـومَ أودعا
نحيِّــي رســوما بالقُبَيبَـةِ بلقعـا
أَرَبَّــت بِهــا الأَرواحُ حَتّـى تَنَسـَّفَت
مَعارِفُهــا إِلّا الصــَفيحَ المُوَضــَّعا
وَغَيــرَ ثَلاثٍ فــي الــدِيارِ كَأَنَّهـا
ثَلاثُ حَمامـــاةٍ تَقـــابَلنَ وُقَّعـــا
أَمِـن أَجـلِ دارِ بِالرَقاشـَينِ أَعصـَفَت
عَلَيهـا رِيـاحُ الصـَيفِ بُـدءً وَرُجَّعـا
بَكَـت عَينُـك اليُسـرى فَلَمّـا زَجَرتَها
عَـنِ الجَهـلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
وَلَــم أَرَ مِثــلَ العامِريَّـةِ قَبلَهـا
وَلا بَعــدَها يَـومَ إِرتَحَلنـا مُوَدِّعـا
تُريــكَ غَـداةَ البَيـنِ مُقلَـةَ شـادِن
وَجيــد غَــزالٍ فـي القَلائِدِ أَتلَعـا
وَمــا أُمُّ أَحــوى الجُـدَّتَينِ خَلالَهـا
أَراكٌ مِــنَ الأَعـرافِ أَجنـى وَأَينَعـا
غَـدَت مِـن عَلَيـهِ تَنغُـض الطَلَّ بَعدَما
رَأَت حـاجِب الشـَمسِ إِسـتَوى وَتَرَفَّعـا
بِأَحســَن مِــن أُمِّ المُحَيّــا فُجـاءَةَ
إِذا جيـدَها مِـن كِفَّـةِ السِترِ أَطلَعا
وَلَمّــا تَناهَبنــا ســِقاطَ حَـديثِها
غِشاشـا وَلان الطـرفُ مِنهـا فَأَطمعـا
فَرَشـَّت بِقَـولٍ كـادَ يُشـفى مِنَ الجَوى
تَلُــمُّ بِــهِ أَكبادَنــا أن تَصــَدَّعا
كَمــا رَشـَفَ الصـادي وَقـائِعَ مُزنَـةَ
رَشــاشٍ تَـوَلّى صـَوبُها حيـنَ أَقلَعـا
شـَكَوتُ إِلَيهـا ضـَبثَةَ الحَـيِّ بِالحَشا
وَخَشــيَةَ شــَعب الحَــيِّ أَن يَتَوَزَّعـا
فَمــا كَلَّمَتنــي غَيـرَ رَجـعٍ وَإِنَّمـا
تَرَقرَقَــت العَينـانِ مِنهـاَ لِتَـدمَعا
كَأَنَّـكَ بِـدَع لَـم تَـرَ البَيـنَ قَلبَها
وَلَــم تَــكُ بِــالآلافِ قَبــلُ مُفَجَّعـا
فَلَيــتَ جِمـالَ الحَـيِّ يَـومَ تَرحَلـوا
بِــذي ســَلَمِ أَمسـَت مَزاحيـفَ ظُلّعـا
فَيُصــبِحنَ لايُحســِنَّ مَشــيا بِراكِــب
وَلا السـَيرَ فـي نَجدِ وَإِن كانَ مَهيَعا
أَتَجــزَع وَالحَيــان لَــم يَتَفَرَّقــا
فَكَيــفَ إِذا داعـى التَفَـرُّق أَسـمَعا
فَرحـت ولـو أَسـمَعتُ مابي مِن الجَوى
رَذِيَّ قِطـــارٍ حَــنَّ شــَوقاً وَرَجَّعــا
أَلا يــا غُرابــي بَيتِهــا لاتَرَفَّعـا
وَطيـرا جَميعـاً بِـالهَوى وَقَعـا مَعا
أَتَبكــي عَلـى رَيّـا وَنَفسـُكَ باعَـدَت
مَــزارَكَ مِـن رَيّـا وَشـَعباكَما مَعـا
فَمـا حَسـنٌ أَن تَـأتي الأَمـرَ طائِعـاً
وَتَجــزَع أِن دَعـى الصـَبابَة أَسـمَعا
كَأَنَّــكَ لَــم تَشــهَدَ وَداعَ مُفــارِقٍ
وَلَــم تَــرَ شـَعبَي صـاحِبَينِ تَقَطَّعـا
تَحَمَّــلَ أَهلـي مِـن قَنيـنَ وَغـادَروا
بِـهِ أَهـلَ لَيلـى حيـنَ جيـدَ وَأَمرَعا
أَلا خَليلَـــيَّ اللَـــذَينِ تَواصـــَيا
بِلَـــومي إِلّا أَن أُطيـــع وَأَضــرَعا
فَـإِنّي وَجَـدتُ اللَـومَ لايُـذهِبُ الهَوى
وَلَكِـن وَجَـدتُ اليَـأس أَجـدى وَأَنفَعا
قِفــا إِنَّــهُ لابُـدَّ مِـن رَجـعِ نَظـرَةٍ
مُصـَعَّدَةٍ شـَتى بِهـا القَـومُ أَو مَعـا
لِمُغتَصــِبٍ قَــد عَـزَّهُ القَـومُ أَمـرَهُ
يُســـِرُّ حَيــاءً عَــبرَةً أَن تَطَلَّعــا
تَهيـجُ لَـهُ الأَحـزانَ وَالـذِكرَ كُلَّمـا
تَرَنَّــمَ أَو أَوفـى مِـنَ الأَرضِ مَيفَعـا
قِفـا وَدِّعـا نَجـدا وَمَـن هَلَّ بِالحِمى
وَقُــلِّ لِنَجــدِ عِنــدَنا أَن يُوَدَّعــا
بِنَفسـيَ تِلـكَ الأَرضُ مـا أَطيَبَ الرُبا
وَمــا أَحسـَنَ المُصـطافَ وَالمُتَرَبَّعـا
وَأَذكُــرُ أَيّـامَ الحِمـى ثُـمَّ أَنثَنـي
عَلــى كَبـدي مِـن خَشـيَةٍ أَن تَصـَدَّعا
فَلَيســَت عَشــيّاتِ الحِمــى بِرَواجِـعٍ
عَلَيــكَ وَلَكِــن خَـلِّ عَينَيـكَ تَـدمَعا
مَعــي كُــلّ غِرَّقَــد عَصــى عـاذِلاتِهِ
بِوَصـلِ الغَواني مُنذُ لَدُن أَن تَرَعرَعا
إِذا راحَ يَمشـي في الرِداءَينِ أَسرَعَت
إِلَيـهِ العُيـونُ النـاظِرات التَطَلُّعا
وَسـِربُ بَـدَت لـي فيـهِ بيـضٌ نَواهِـد
إِذا ســُمتُهُنَّ الوَصـلَ أَمسـَينَ قُطَّعـا
مَشـَينَ أَطَّـرادَ السـَيلِ هَونـاً كَأَنَّما
تَراهَــنَّ بِالأَقـدامِ إِذا مِسـنَ ظُلَّمـا
فَقُلـتُ سـَقى اللَهُ الحِمى دِيَمَ الحَيا
فَقُلـنَ سـَقاكَ اللَـهُ بِالسـُمّ مُنقَعـا
وَقُلـــتُ عَلَيكُـــنَّ الســَلامَ فَلا أَرى
لِنَفسـِيَ مِن دونِ الحِمى اليَومَ مقنَعا
فَقُلـنَ أَراكَ اللَـه إِن كُنـتَ كاذِبـاً
بَنانَـكَ مِـن يُمنـى ذِراعَيـكَ أَقطَعـا
وَلَمّـا رَأَيـتَ البِشـرَ أَعـرَضَ دونَنـا
وَجـالَت بَنـاتُ الشـَوقِ يَحنِـنَّ نُزَّعـا
تَلَفَّــتُ نَحــوَ الحَـيِّ حَتّـى وَجَـدتُني
وَجِعـتُ مِـنَ الإِصـغاءِ لَيتـاً وَأَخـدَعا
فَـإِن كُنتُـم تَرجَـونَ أَن يَذهَب الهَوى
يَقينــا وَنَـروى بِالشـَرابِ فَنَنقَعـا
فَرُدّوا هُبوبَ الريحِ أَو غَيِّروا الجَوى
إِذا حَــلَّ أَلــواذ الحَشـا فَتَمَنَّعـا
أَمّــا وَجَلالِ اللَــه لَـو تَـذكُرينَني
كَــذكريكِ مــاكَفَفتُ لِلعَيـنِ أَدمُعـا
فَقـالَت بَلـى وَاللَـهِ ذِكـرا لَو أَنَّهُ
يُصــَبُّ عَلــى الصـَخرِ الأَصـَمِّ تَصـَدَّعا
فَمـا وَجـدُ عُلـوى الهَوى حَنَّ وَإِجتَوى
بِـوادي الشـَرى وَالغَورِ ماءً وَمَرتَعا
تَشــَوَّقَ لِمـا عَضـَّهُ القَيـدُ وَإِجتَـوى
مَراتعَــه مِــن بَيــنِ قُـفِّ وَأَجرَعـا
وَرامَ بِعَينَيـــهِ جِبـــالاً مُنيفَـــةً
وَمـا لايَـرى فيـهِ أَخو القَيد مَطمَعا
إِذا رامَ مِنهــا مَطلِعــا رَدَّ شـَأوَه
أَميـنُ القِـوى عَـضَّ اليَـدَينِ فَأَوجَعا
بِــأَكبَرَ مَــن وَجَــد بِرَيّـا وَجَـدتُهُ
غَـداةَ دَعـا داعـي الفِـراقِ فَأَسمَعا
وَلا بَكــرَة بِكــر رَأَت مِـن حُوارِهـا
مَجَــرّاً حَــديثاً مُسـتَبيناً وَمَصـرَعا
إِذا رَجَّعــت فـي آخِـرِ اللَيـلِ حَنَّـةً
لِـذِكر حَـديثٍ أَبكَـت البُـزلَ أجمعـا
لَقَـد خفـتُ أَن لاتَقنَـعَ النَفـسُ بَعدَهُ
بِشـَيءٍ مِـنَ الـدُنيا وَإِن كُـن مَقنَعا
أَعـذُلُ فيـهِ النَفـسَ إِذا حيـلَ دونَهُ
وَتَــأبى إِلَيــهِ النَفـسُ إِلّا تَطَلَّعـا
سـَلامٌ عَلـى الـدُنيا فَمـا هِـيَ راحَةً
إِذا لَـم يَكُـن شـَملي وَشـَملُكُم مَعـا
وَلا مَرحَبــاً بِـالرَبعِ لَسـتُم حُلـولَه
ولَـو كـانَ مُخضـَلَّ الجَـوانِب مُمرِعـا
فَمـاءٌ بِلا مَرعـى وَمَرعـى بِغَيـرِ مـا
وَحَيــثُ أَرى مــاءَ وَمَرعـىً فَمَسـبَعا
لَعَمـري لَقَـد نـادى مُنـادى فراقنا
بِتَشــتيتِنا فــي كُـلِّ وادٍ فَأَسـمَعا
كَأَنّــا خُلِقنــا لِلنَــوى وَكَأَنَّمــا
حَــرامٌ عَلــى الأَيــامِ أَن نَتَجَمَّعـا
الصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة القشيري، من بني عامر بن صعصعة، من مضر.شاعر غزل بدوي، من شعراء العصر الأموي، ومن العشاق المتيمين.كان يسكن بادية العراق، وانتقل إلى الشام. ثم خرج غازياً يريد بلاد الديلم، فمات في طبرستان.