
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَـدا بِـأِميرِ المُـؤمِنينَ وَيُمنِـهِ
أَبو غانِمٍ غضدوَ النَدى وَالسَحائِبِ
وَضـاقَت فَجـاجُ الأَرضِ عَن كُلِّ مَوكِبٍ
أَحــاطَ بِـهِ مُسـتَعلِياً لِلمَـواكِبِ
كَـأَنَّ سـُمُوَّ النَقـعِ وَالبيضُ تَحتَهُ
سـَماواتُ لَيـلٍ أَسـفَرَت عَن كَواكِبِ
فَكـانَ لِأَهـلِ العيـدِ عيدٌ بِنُسكِهِم
وَكـانَ حُمَيـدٌ عيـدَهُم بِـالمَواهِبِ
وَلَـولا حُمَيـدٌ لَم تَبَلَّج عَن النَدى
يَميـنٌ وَلَـم يدرِك غِنىً كَسبُ كاسِبِ
وَلَـو مَلَكَ الدُنيا لَما كانَ سائِلٌ
وَلا اِعتـامَ فيها صاحِبُ فَضل صاحِبِ
لَـهُ ضَحكَةٌ تَستَغرِقُ المالَ بِالنَدى
عَلى عَبسَة تُشجى القَنا بِالتَرائِبِ
ذَهَبـتَ بِأَيّـامِ النَدى فارِداً بِها
وَصـَرَّمتَ عَـن مَسعاكَ شَأوَ المُطالِبِ
وَعَـدَّلتَ مَيـلَ الأَرضِ حَتّـى تَعَـدَّلَت
فَلَـم يَنـأَ مِنها جانِبٌ فَوقَ جانِبِ
بَلَغـتَ بِأَدنى الحَزمِ أَبعَدَ قُطرِها
كَأَنَّــكَ مِنهـا شـاهِدٌ كُـلَّ غـائِبِ
علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي.شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين.ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به.ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها.وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد.وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله:(هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف).اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.