
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُمِّــرْتُ حَتَّـى مَلَلْـتُ الْحَيـاةَ
وَمــاتَ لِــداتِي مِـنَ الْأَشـْعَرِ
أَتَــتْ لِــي مِئُونَ فَأَفْنَيْتُهـا
فَصـــِرْتُ أُحَلِّـــمُ لِلْمَعْمَـــرِ
لَبِســـْتُ شــَبابِي فَأَنْضــَيْتُهُ
وَصــِرْتُ إِلَـى غايَـةِ الْمَكْبَـرِ
وَأَصــْبَحْتُ مِــنْ أُمَّـةٍ واحِـداً
أَجَـــوِّلُ كَالْجَمَـــلِ الْأَصــْوَرِ
شـــَهِدْتُ خَـــزازَى وَســُلَّانَها
عَلَــى هَيْكَــلٍ أَيِّــدِ الْأَنْسـُرِ
وَنــادَمْتُ ذا حَرْثَــةٍ حِقْبَــةً
وَمِــنْ بَعْــدِهِ وَلَـدَ الْمُنْـذِرِ
وَأَبْرَهَــةَ الْخَيْـرِ فِـي مُلْكِـهِ
وَيَفْلُــلَ بِالسـَّرْوِ مِـنْ حِمْيَـرِ
أَتَيْــتُ النَّبِــيَّ عَلَـى بـابِهِ
فَبـــايَعْتُهُ غَيْــرَ مُســْتَنْكِرِ
لَـهُ فَـدَعا لِـي بِطُولِ الْبَقاءِ
وَبالْبِضــَعِ الْأَطْيَــبِ الْأَكْثَــرِ
شـــَهِدْتُ عَلِيّـــاً وَصـــِفِّينَهُ
بِفِتْيــانِ صــِدْقٍ ذَوِي مَفْخَــرِ
إِذا الْحَـرْبُ دارَتْ بِفُرْسـانِها
يُقِيمُـونَ مِنْهـا صـَغا الْأَصـْعَرِ
إِذا ما هُمُ أَقْبَلُوا فِي الْوَغَى
حَســِبْتَهُمُ الْجِــنَّ مِـنْ عَبْقَـرِ
وَيَــوْمَ الْهَرِيـرِ شـَبَبْنا لَـهُ
حَرِيقـــاً يُســَعَّرُ بِــالزَّمْخَرِ
وَبِالْقادِســـِيَّةِ فِــي مَوْقِــفٍ
يُعَــرِّدُ عَــنْ مِثْلِـهِ الْقَسـْوَرُ
وَيَــوْمَ الْمَـدائِنِ إِذْ أَحْجَمَـتْ
فَــوارِسُ أَنْ يَعْبَـرُوا مَعْبَـرِي
إِذا أَقْبَـلَ الْفُـرْسُ نَحْوِي عَلَى
خَناذِيــذَ تَضــْبِرُ بِــالْقَرْقَرِ
فَصـــِرْتُ دَرِيَّـــةَ أَرْمــاحِهِمْ
وَخُضــْتُ إِلَيْهِـمْ عَلَـى الْأَشـْقَرِ
فَـــزَوَّدْتُ أَوَّلَهُـــمْ ضـــَرْبَةً
وَطـاعَنْتُ مِـنْ بَعْـدُ بِالسَّمْهَرِي
كَـأَنَّ الْفَتَـى لَـمْ يَعِـشْ لَيْلَةً
إِذا صـارَ رَمْسـاً عَلَـى صـَوْأَرِ
وَأَطْــوَلُ عُمْـرِ الْفَتَـى فِتْنَـةٌ
فَــأَطْوِلْ بِعُمْــرِكَ أَوْ أَقْصــِرِ
مالكُ بنِ عامر الأَشْعرِيّ، شاعرٌ مخضرمٌ، وصحابيٌّ معمَّر؛ وفَدَ على النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ وشَهِدَ القادسيّة، شَهِدَ صِفِّينَ مع عليِّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عنه، ويُقالُ إنَّهُ أَوَّلُ مَنْ عَبَرَ دِجْلَةَ يَوْمَ المدائِنِ الذي كانَ بينَ المسلمين والفُرْس سنة (16هـ)، ولَهُ في ذلك رَجَزٌ. وذَكَرَ في شِعْرِه أنَّهُ شَهِدَ يَوْمي السُّلَّانِ وخَزَازى من أيّام الجاهليّة.