
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبي قلت َ: علاء الدين أسطورة قصاص
فهل هذي القصور البيض يا ربي أساطير
أما كنا هنا أمسِ، وكانت ملعبا قفرا
وغاباتٍ من الصبّار يُبدي شوكُها الشّرا؟
يخاف النهر مرآها فيلوي خائفاً يجري
ذكرتِ الأمس يا بِنْتي فماذا كان في أمسِ؟
أما عضك ناب الجوع - والحرمان واليأسِ؟
فبعنا ما تبقّى من طيور القن للجارِ
ومسحّتُ الدموعّ الحمر في عينيك يا بِنْتي،
لأناّ لم نعد نلقى لنا في بيتنا حبَّا
أما أدمت سياطُ الريح وردَ الخد، والبردُ
وعاد المعطف البالي على جنبيك ينقدُّ؟
فأشعلنا لك الموقد من كرّاس أشعاري
ومن أخشاب صندوقٍ، تلاشت خلفه ذكرى
من الماضي ورثناها كما ينتثر العطرُ...
ذكرتِ الأمس يا بِنْتي فماذا كان في أمسِ؟
ألم تهدم لذيذَ الحلم في جفنيك ضوضاءُ؟
وفوضى من رجال الحيّ والنسوان، هوجاءُ
على أعتاب خبّاز، صفيق الوجه صخّابِ
وفي أعقاب برميلٍ، أذلاّءَ تبعناه
وللشرطي تجديفٌ، وللحوذيّ إرغاءُ
وبي عن رنة الأجراس في المعهد إغضاءُ
ذكرتِ الأمس يا بِنْتي فماذا كان في أمسِ؟
جراحاتٌ وأشلاء وعهدٌ قاتمٌ مرُّ
وخلفَ الظلمةِ الخرساءِ طيفُ الموت يجترُّ
وكنا في ظلال الخوف نبني من بقايانا
ومن أكبادنا، هذ يالقصور البيض للناس
ومن عُرِيكِ يا بنتي فرشناها لهم خزّا
ومن عينٍ جفاها النوم أنواراً زرعناها
نعم، هذي القصور البيض من أكبادنا تُبنى
فلن نبقى كما كنا عبيد الذل والجوعِ
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com