
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فصــدت عرقــا تبتغــي صـحة
ألبسـك اللـه بـه العـافيه
فاشـرب بهـذا الجام يا سيدي
مســتمتعا بهــذه الجــاريه
واجعــل لمـن أهـداكها زورة
تحظى بها في الليلة الثانيه
نسيم جارية أحمد بن يوسف الكاتب (1): شاعرة مولدة من مغنيات بغداد، ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في كتابه "الإماء الشواعر" وأورد منتخبا من شعرها ترثي في بعضه مولاها أحمد بن يوسف وزير المامون ويرجح أنها نفسها نسيم جارية المأمون، آلت إليه بعد وفاة أحمد بن يوسف الذي توفي عام 213للهجرة قبل وفاة المأمون بخمس سنوات ويفهم مما نقله الصولي من أخباره أن أول عهده بالمأمون أن وزيره طاهر بن الحسين الخزاعي اختاره ليكون هو الذي يكتب للمأمون كتاب البشرى بهزيمة أخيه محمد الأمين، وبعث برسالته مع رأس محمد الأمين. وكان ذلك عام 198هـونقل ياقوت ما حكاه غرس النعمة عن سبب موته في كتاب الهفوات قال: حدثني محمد بن علي، بن طاهر، بن الحسين قال: حكى علي بن يحيى ابن أبي منصور أن المأمون كان إذا تبخرَّ طرح العود والعنبر، فإذا تبخر أمر بإخراج المجمرة ووضعها تحت الرجل من جلسائه إكراماً له؛ فحضر أحمد بن يوسف يوماً وتبخر المأمون على عادته ثم أمر أن يوضع المجمر تحت بن يوسف فقال: هاتوا إذاً المردود. فقال: ألنا يقال هذا ونحن نصل رجلاً واحداً بستة آلاف ألف دينار؟ إنّماقصدنا إكرامك وأن أكون أنا وأنت قد اقتسمنا بخوراً واحداً؛ يحضر عنبر، فأحضر منه شيء في غاية الجودة في كل قطعة ثلاثة مثاقيل و أمر أن تطرح قطعة في المجمر و يبخر بها أحمد و يدخل رأسه في زيقه حتى ينفد بخورها و فعل به ذلك بقطعة ثانية و ثالثة و هو يستغيث و يصيح و انصرف إلى منزله و قد احترق دماغه و اعتل و مات سنة ثلاث عشرة و مائتين و قيل أربع عشرة و مائتين.وكانت له جارية يقال لها نسيم لها من قلبه مكان خطير فقالت ترثيه:ولـو أن ميتـا هـابه المـوت قبلـه لمــا جــاءه المقـدار وهـو هيـوبولو أن حيا قبله جازه الردى إذا لــم يكــن للأرض فيــه نصــيب وقالت أيضا ترثيه:نفسي فداؤك لو بالناس كلهم= ما بي عليك تمنوا أنهم ماتوا#وللـورى موتة في الدهر واحدة ولــي مــن الهـم والأحـزان موتـات(1) قال ياقوت معجم الأدباء: (أحمد بن يوسف، بن القاسم، بن صبيح الكاتب الكوفي أبو جعفر، من أهل الكوفة، كان يتولى ديوان الرسائل للمأمون، وكان أخوه القاسم بن يوسف، يدعي أنه من بني عجل، ولم يدّع أحمد ذلك، قال المرزباني: كان مولى لبني عجل، ومنازلهم بسواد الكوفة وُزِّر أحمد للمأمون، بعد أحمد بن أبي خالد مات في قول الصولي في شهر رمضان، سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقال غيره: سنة اربع عشرة ومائتين، وكان أبوه يوسف يكنى أبا القاسم، وكان يكتب لعبد الله بن علي عم المنصور، وله شعر حسن وبلاغة، وكان أحمد وأخوه القاسم، شاعرين، أديبين، وأولادهما جميعا أهل أدب، يطلبون الشعر والبلاغة حكى عن المأمون وعبد الحميد بن يحيى الكاتب،قال الصولي: لما مات أحمد بن أبي خالد الأحول، شاور المأمون الحسن بن سهل، فيمن يكتب له، ويقوم مقامه، فأشار عليه بأحمد بن يوسف، وبأبي عباد ثابت بن يحيى الرازي وقال: هما أعلم الناس بأخلاق أمير المؤمنين، وخدمته، وما يرضيه فقال له: إختر لي أحدهما، فقال الحسن: إنْ صبر أحمد على الخدمة، وجفا لذاته قليلا، فهو أحبهما إلي، لأنه أعرق في الكتابة، وأحسنهما بلاغة، وأكثر علما، فاستكتبه المأمون، وكان يعرض الكتب ويوقع، ويخلفه أبو عباد إذا غاب عن دار المأمون، مترفعا عن الحال التي كان عليها أيام أحمد بن أبي خالد، وكان ديوان الرسائل، وديوان الخاتم والتوقيع، والأزمّة، إلى عمرو بن مسعدة، وكان أمر المأمون يدور على هؤلاء الثلاثة.ثم نقل ياقوت من كتاب "ملح الممالحة" لابن ناقيا قصة من نوادر أخبار أحمد بن يوسف تضمنت وصف بعض مأدباته وفيها: وكان قد نصب ثلاثمائة مائدة، وقد حفت بثلاثمائة وصيفة، ونقل الى كل مائدة ثلاثمائة لون في صحاف الذهب والفضة، ومثارد الصين. (وانظر ديوان والده يوسف بن القاسم)