
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إليـك أخـذت حبـال الـذّمام
وفيــك تعلمــت نظــم الكلام
فأرســلته جــائلاً كالرمـاح
وصــُلت بـه ثـائراً كالحسـام
ومــا كنــت منــه ولكنهــا
أيــاد تفجّــر صــمّ السـّلام
"تـروم الإ" صارة في كل "يوم
فنلت" الإصـابة مـن كـل رام
وتثنــى الغصــون علـى هـزة
كــأن بهــا سـكرات المـدام
وكــــلّ تهنّــــأ إقبـــاله
ولا كإيــاب الأميـر الهمـام
فــتى المكرمـات تصـدّى لهـا
بحكــم الكهـول وسـنّ الغلام
"فـأغنى" لعشـر مضت من سنيه
"وأبلغ" في النائبات العقام
وسـاق إلـى المسـلمين الـتي
أنـارت لهم في اعتكار الظلام
وشــوّق أضــعاف مـا اشـتاقه
ولـولا التصـبر كـان الغـرام
وقاســي ليتّــدع المســلمون
"وأنكـى ليهلك" أهـل اللئام
ونـافر منهـم أفـاعي الرجـا
ل تبعـث مـن ضـغنها بالسّمام
وجــاراهم طلــق المكرمــات
فكـان على الرغم منهم إمام
وأعشــاهم فــي ســماء العلا
بنــور هلال كبــدر التمــام
أخيل بن إدريس الرّندي الكاتب أبو القاسم: كاتب من رجال القضاء والسياسة، استقل مدة بحكم رندة، ومولده ونشأته فيها، ولجأ أثناء ثورة أبي الغمر ابن السائب إلى مالقة ثم استوطن مراكش مدة وولي القضاء بقرطبة ثم بأشبيلة في أخريات أيامه وتوفي بأشبيلية عام 560هـ ترجم له ابن الأبار (595هـ 658هـ) في الحلة السيراء قال:كتب في أول أمره للملثمين، ثم استكتبه أبو جعفر حمدين بن محمد بن حمدين في إمارته "ورعى له" صحبته إياه أيام قضائه، فلما دخل ابن غانية قرطبة وأخرج ابن حمدين، لحق أخيل برندة بلده واستبد بضبطها مديدة، فحسده أهلها وداخلوا أبا الغمر بن السائب بن غرّون في التمكين منها - وهو يومئذ قائم بدعوة ابن حمدين في شريش وأركش - فتم ذلك واستولى أبو الغمر على قصبة رندة الشهيرة المنعة دون قتال ولا نزال، لركون أخيل إليه وثقته به، فنجا بنفسه وما كاد. ونهب أبو الغمر ديار أصحابه، وخلع طاعة ابن حمدين، ودانت له المعاقل المتصلة به، فأمن أمره. وقيل: بل سجن أخيل ثم سرّحه، فكان عند أبي الحكم بن حسّون بمالقة، ومنها توجه إلى مراكش فأوطنها، واتصل بأبي جعفر بن عطية الوزير، وعلى يديه أعيد ماله. ولم يزل هناك مكرماً، وفي طبقته مقدماً، إلى أن ولى قضاء قرطبة، ثم قضاء إشبيلية. وكان سمحاً، جواداً، بليغاً، مدركاً.وحكى لي أنه لما أراد الانفصال من مراكش لقى أبا جعفر بن عطية فأنشده:يا من يعز علينا أن نفارقهم وجـداننا كلّ شيء بعدكم عدمفأجابه أخيل:إذا ترحّلت عن قوم وقد قدروا ألا تفـارقهم، فالراحلون هموتوفي بإشبيلية سنة ستين - أو إحدى وستين - وخمسمائة.