
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تكـدّر هـذا العيـش بعـد صـفائه
وبـدّل يأسـاً مـا مضى من رجائه
ألا مـن لنفـس أدنـف الهم قلبها
فأضــحى عليلا لا طــبيب لـدائه
خليلـي لا تسـتكثرا فيـض عـبرتي
فـوالله مـا وفيـت حـق بكـائه
لـي اللـه يومـا شـيبتني خطوبه
وحمّلـت مـا حمّلـت مـن برحـائه
بنفسـي من لا خير في العيش بعده
وأواه كيـف العيـش بعـد فنائه
أبـى الـدهر إلا أن يـروع بماجد
ثوى الفضل والمعروف يوم ثوائه
رويــدكما يــا صــاحبي فـإنني
أخــو حســرات ثاكــل لعـزائه
ويـا دهر رفقا بإمرئ لم تدع له
رجـاء فقـد قطّعـت حبـل رجـائه
فـتى صـدّعته النائبـات فـأوجعت
وحــال قضـاء اللـه دون قضـائه
سـقى الله بالصحراء قبراً معظماً
وددت لــو أنـي مـودع بفنـائه
أبـى عشـت حـرا لا تقيم على أذى
وعشـت وفيّـاً صـادقاً فـي وفائه
وأســلمت للرحمـن وجهـك مؤمنـاً
ولـم تـأل جهدا في سبيل رضائه
بكتــك بلاد كنـت تحمـى ذمارهـا
بصــارم عــزم مخلـص فـي بلائه
وفـداك قـوم لـم تزل ناصحا لهم
أمينـا جـزاك اللـه خير جزائه
تــولاك رضــوان الالــه وفضــله
فقـد كنـت نـورا يهتدي بضيائه
مصطفى بن حسن بن أحمد عَبْد الرازق: باحث في الشريعة والأدب. كان وزيرا للأوقاف، ثم شيخا للأزهر. من اسرة (عبد الرازق) المعروفة في (أبي جرج) من قرى (المنيا) بمصر. ولد بها، وتخرج بالأزهر، وتتلمذ للشيخ محمد عبده، وأكمل دراسته في باريس وليون. وانتدب لتدريس مباحث إسلامية في ليون، فوضع رسالة عن (الإمام الشافعيّ - ط) . وعاد إلى القاهرة سنة 1916 فعين سكرتيرا عاما لمجلس الأزهر، فمفتشا بالمحاكم الشرعية، فأستاذا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب. وأسندت اليه وزارة الأوقاف (سنة 1938) ثم عين شيخا للجامع الأزهر (سنة 1945) واستمر إلى أن توفي بالقاهرة. كان هادئ الطبع، يتمهل في تفكيره قبل أن يتكلم أو يكتب، وقورا، مع التواضع، يستجم لبعض أنسه ولا يتبذل، نقي الأسلوب في بيانه، نير الفكر محاضرا وكاتبا، يحاسب نفسه على الكلمة، قال الدكتور طه حسين: (كان مصطفى أديبا مقلا، وعالما مقلا، ورب قليل خير من كثير) . من كتبه (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية - ط) و (فيلسوف العرب والمعلم الثاني - ط) في سيرة الكندي والفارابيّ، و (الدين والوحي والإسلام - ط) و (البهاء زهير - ط) في ترجمته وشعره، و (محمد عبده - ط) سيرته، و (مذكرات مسافر) و (مذكرات مقيم) نشرهما في الصحف تباعا. وساعد برنار ميشيل في ترجمة (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده إلى الفرنسية، وفي وضع كتاب بالفرنسية عن (محمد عبده) . وله كتب لم تنشر، منها كتاب في (المنطق) وكتاب في (التصوف) و (فصول في الأدب) تقع في مجلدين كبيرين، و (مذكراته اليومية - خ) مهيأة للطبع، نشر شيئا منها في بعض الصحف بتوقيع (الشيخ الفزاري) . وكان من أعضاء المجمعين العلمي العربيّ والعلمي المصري (عن الأعلام للزركلي)