
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذا بشـير الزمـان
فانشـر دفيـن الأمـاني
علــى دعـاء المثـاني
وضــــجة النـــدمان
ونـادٍ بـالخمر جـوبي
فــي كــل عـرقٍ طـروب
وخــالطي فـي القلـوب
مواضــــع الأحـــزان
قــل للوئيـدة غـدرًا
هـم قـد أجنُّـوك دهـرا
فجــددي اليـوم عمـرًا
قضـيته فـي القنـاني
ردِّي حياتـــك فينــا
فــإن حييــتِ حيينــا
نعــم وعشـنا سـنينا
فــي سـاعة مـن زمـان
واشـفي فـؤاد الكليم
مــن كــل جـرح قـديم
فـــأنت أم النعيــم
يـا بنـت كـرم الجنان
وأبعــدي الأرض عنــا
وقرِّبــي الخلــد منـا
قــد كنـتِ فيـه وكنـا
فنحــن نبتــا مكـان
صــِلي بهـذا العفـاء
يـا كـأس مُلـكَ السماء
صـِلي الـردى بالبقـاء
واللـــهَ بالإنســـان
وعلِّمينــــا مليًّــــا
كيــف الملائك تحيــا
وحطِّمــي ســور دنيــا
كثيفـــة الجـــدران
إن الجهـــاد حجــاب
وأنــت للجســم بــاب
منــه يطــل الــتراب
علـى الوجـود الفاني
وا غبطــةَ الهالكينـا
لو أشبهوا الخالدينا
ألا يروغـــون حينًـــا
مــن لعنـة الحرمـان
هـاتِ اسـقني يا نديمُ
إن الرجـــاء عقيـــم
داء الحيــاة قــديم
مُعْــيٍ علــى الإمكــان
أســعد فـؤادًا شـجاه
أحبــــابه وعــــداه
فــأين يلقــى منـاه
فـي غيـر بنـت الدنان
لا تعــذلونا عليهــا
فمــا لجأنــا إليهـا
إلا لنلقـــى لــديها
مـا ضـل بيـن الحسـان
ولـو شـفانا الغـرام
لَمــا سـبتنا المـدام
وهـــل تلــذك جــام
بعـد الثغـور اللـدان
ولـو جلـون الوجـودا
كمـــا نحــب ســعودا
لمـا ابتغينـا شرودا
عــن ظلــه الفيْنــان
وأيــن أيـن الفـرار
وهــل ســوى الأرض دار
فيهــا يقـر القـرار
لمطلــــق أو لعـــانِ
اشــرب نـديمي سـلافًا
اشــرب وأنــت معـافى
ممــا ألــمَّ فحافــا
علــى أخيـك المُعـاني
وإن هــــذيتُ فصـــبرٌ
أو ضــلَّ رشـدي فعـذرُ
فإنمـــا بــك ســكرُ
فـــردٌ وبــي ســكران
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا