
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعـوني عـن أسـانيد الضـّلال
وهــاتوا مــن أسـانيدٍ عـوالي
رخـاصٍ عنـد أهـل الجهـل طـرّاً
وعنـد العـارفين بهـا غـوالي
عـن أشـياخ الحـديث ومـا رواه
إمامٌ في العلوم على الكمال
كمالــكٍ أو كمعمــرٍ المزكّــى
وشــعبة أو كســفيان الهلالـي
وسـفيان العـراق وليـث مصـرٍ
فقــدماً كـان معـدوم المثـال
والأوزاعـيّ فهـو لـه بشـرع ال
نــبيّ المصـطفى أوفـى اتّصـال
ومسـعرٍ الّـذي فـي كـلّ علـمٍ
يشــار كــذا إليــه كــالهلال
وزائدةٍ وزد أيضـــاً جريـــراً
فكــلٌّ منهمــا رجــل النّضــال
وكـأبن مبـاركٍ أو كـأبن وهـبٍ
وكالقطّـــان ذي شــرفٍ وحــال
وحمّــــادٍ وحمّـــادٍ جميعـــاً
وكــأبن الدّســتوائي الجمــال
وبعــدهم وكيـعٌ وابـن مهـديٍّ
المهـــديّ فـــي كـــلّ الخلال
ومكــــيٍّ ووهـــبٍ والحميـــديّ
عبــد اللّــه ليــثٍ ذي صــيال
وضــحّاكٍ عقيــب يزيــد أعنـي
ابـن هـارون المحقّـق في الخصال
كــذاك طيالسـيّاً البصـرة اذكـر
فمــا رويــاه مـن أثـرٍ لآلـي
وعفّــانٌ نعــم وأبــو نعيـمٍ
حميـدا الحـال مرضـيّا الفعال
ويحيــى شـيخ نيسـابور ثـم ال
إمـام الشـّافعيّ المقتـدى لـي
كــذاكم ابـن خالـدٍ المكنّـى
أبـا ثـورٍ وكان حوى المعالي
وأيضــاً فالصـّدوق أبـو عبيـدٍ
فــأعلامٌ مــن أربـاب المقـال
كيحيــى وأبـن حنبـلٍ المعلّـى
بمعرفــة المتــون وبالرّجـال
وإسـحاق التّقـي وفـتى نجيـحٍ
وعبــد اللّــه ذي مــدحٍ طـوال
وعثمــان الرّضـيّ أخيـه أيضـاً
وكالطّوســـيّ ركــن الابتهــال
وكالنّســـويّ أعنيــه زهيــراً
ويعـرف بـابن حـربٍ فـي المجال
وكالــذّهليّ شـمس الشـّرق عـدلٍ
يعــدّله المعــادي والمــوالي
وأصـحاب الصـّحاح الخمسـة أعلم
رجـالٍ فـي الشـّريعة كالجبـال
وكـابن شـجاعٍ البلخـيّ ثـمّ ال
ســمرقنديّ مـن هـو رأس مـالي
وبوشــنجيّهم ثــمّ ابــن نصــرٍ
بمــرو مقـدّمٍ فيهـم ثمـال
وبـالرّيّ ابـن وارة ذو افتنانٍ
وتربــاه كـذاك علـى التّـوالي
كـذاك ابـن الفرات وكان سيفاً
علــى البــدعيّ يطعــن كـالألال
كــذا الحربــيّ أحربـه وحـرب
ابـن إسـماعيل خيـرٌ ذو منـال
ويعقــوبٌ ويعقوبــان أيضــاً
ســواه وابــن سـنجرٍ الثّمـال
وصــالحٌ الرّضــى وأخـوه منهـم
كـذاك الـدّارميّ أخـو المعـالي
وصــالحٌ الملقّــب وابــن عمـروٍ
دمشــقيٌّ حليــمٌ ذو احتمــال
ونجــل جريــرٍ إذ تـوفي وتربـي
منــاقبه علــى عــدد الرّمــال
كـذا ابن خزيمة السّلميّ ثمّ اب
ن منــدة مقتـدى مـدن الجبـال
وخلــقٌ تقصــر الأوصــاف عنهـم
وعــن أحــوالهم حـال السـّؤال
سـموا بالعلم حين سما سواهم
لـدى الجهّـال بالرّمم البوالي
ومـع هـذا المحـلّ ومـا حـووه
فــــآلهم كـــذلك خيـــر آل
مضـوا والـذّكر مـن كـلٍّ جميـلٌ
على المعهود في الحقب الخوالي
أطـاب اللـه مثـواهم فقدماً
تعنّــوا فـي طلابهـم العـوالي
وبعــد حصـولها لهـم تصـدّوا
كـــذلك للرّوايــة والأمــالي
وتلفـي الكـلّ منهـم حين يلقى
مـن آثـار العبـادة كـالخلال
وهـا أنـا شـارعٌ فـي شرح ديني
ووصــف عقيــدتي وخفــيّ حــالي
وأجهـد في البيان بقدر وسعي
وتخليـص العقـول مـن العقـال
بشــعرٍ لا كشــعرٍ بــل كسـحرٍ
ولفــظٍ كالشــّمول بـل الشـّمال
فلسـت الـدّهر إمّعـةً ومـا إن
أزلّ ولا أزول لـــذي النّــزال
فلا تصــحب سـوى السـّنّيّ دينـاً
لتحمـد مـا نصـحتك فـي المآل
وجــانب كــلّ مبتــدعٍ تــراه
فمـا إن عنـدهم غيـر المحال
ودع آراء أهــل الزّيــغ رأســاً
ولا تغـــررك حذلقـــة الــرّذال
فليــس يــدوم للبــدعيّ رأيٌ
ومـن أيـن المقـرّ لذي ارتحال
يــوافى حـائراً فـي كـلّ حـالٍ
وقــد خلّــى طريــق الإعتــدال
ويــترك دائبــاً رأيـاً لـرأيٍ
ومنــه كــذا ســريع الإنتقـال
وعمـدة مـا يـدين بـه سفاهاً
فأحــداثٌ مـن أبـواب الجـدال
وقــول أئمــة الزّيـغ الـذي لا
يشــابهه سـوى الـدّاء العضـال
كمعبــدٍ المضــلّل فــي هـواه
وواصــــلٍ أو كغيلان المحـــال
وجعــدٍ ثــم جهـمٍ وابـن حـربٍ
حميـــرٌ يســتحقّون المخــالي
وثـورٍ كاسـمه أو شـئت فـاقلب
وحفـص الفـرد قـردٍ ذي افتعال
وبشـــرٍ لا رأى بشــرى فمنــه
تولّــــد كـــلّ شـــرٍّ واختلال
وأتبـــــاع ابــــن كلاّبٍ كلابٌ
علـى التّحقيـق هـم مـن شـرّ آل
كـذاك أبـو الهـذيل وكان مولىً
لعبـد القيـس قـد شان الموالي
ولا تنــس ابــن أشـرسٍ المكنّـى
أبـا معـنٍ ثمامـة فهـو غـالي
ولا ابن الحارث البصريّ ذاك ال
مضــلّ علـى اجتهـادٍ واحتفـال
ولا الكــوفيّ أعنيـه ضـرار ب
ن عمــروٍ فهـو للبصـريّ تـالي
كـذاك ابـن الأصـمّ ومـن قفاه
مـن أوبـاش البهاشـمة النّغال
وعمـروٌ هكـذا أعنـي ابن بحرٍ
وغيرهــم مــن أصـحاب الشـّمال
فـرأي أُولاء ليـس يفيـد شيئاً
سـوى الهـذيان مـن قيلٍ وقال
وكـــلّ هـــوىً ومحدثــةٍ ضــلالٌ
ضـعيفٌ فـي الحقيقـة كالخيـال
فهــذا مــا أديــن بـه إلهـي
تعــالى عــن شـبيهٍ أو مثـال
ومــا نافــاه مـن خـدعٍ وزورٍ
ومـن بـدعٍ فلـم يخطـر ببـالي
أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم سلفة الأصبهاني أبو طاهر الملقب صدر الدين. والشهير بالحافظ السِلفي (نسبة إلى بطن من حمير يقال لهم السِلَف كما حقق الزبيدي في تاج العروس) (1) إمام المحدثين في عصره وأطول الحفاظ عمرا، وزاد الإمام الذهبي في نسبه فقال: (الجرواني، وجروان: محلّة بإصبهان)ويعتبر الإمام الذهبي أكثر المؤرخين عناية بأخبار السلفي وقد ألف في أخباره كتابا مفردا، (2) انظر حديثه عن ذلك في صفحة القصيدة الخامسة اللامية وفيما حكاه في ترجمته قوله (ولا أعلم أحداً في الدنيا حدّث نيّفاً وثمانين سنة سوى السلفيّ. وقد أملى المجالس الخمسة بسلَماس، وعمره ثلاثون سنة. وعمل الأربعين البلديّة التي لم يُسبق إلى مثلها. قرأت بخط الحافظ عمر بن الحاجب أنّ معجم السفَر للسلفي مشتمل على ألفي شيخ. وقال الحافظ زكي الدين عبد العظيم: كان السلفيّ مُغرى بجمع الكتب والاستكثار منها. وما كان يصل إليه من المال يخرجه في شرائها. وكان عنده خزائن كتب، ولا يتفرّغ للنظر فيها. فلمّا مات وجدوا معظم الكتب في الخزائن قد عفّنت، والتصق بعضها في بعض، لنداوة الإسكندرية. وكانوا يستخلصونها بالفأس فتلف أكثرها.وترجم له الحافظ ابن عساكر وكان صديقه لكنه توفي قبله بخمس سنين فذكر رحلته في طلب الحديث ودورانه في الأقاليم، وأنه كان يتصوف أولاً ثم أقام بثغر الإسكندرية وتزوج بامرأة ذات يسار، فحسنت حاله، وبنت عليه مدرسة هناك، وذكر طرفاً من أشعاره وترجم له ابن خلكان قال: رحل في طلب الحديث ولقي أعيان المشايخ وكان شافعي المذهب. ورد بغداد واشتغل بها على الكيا الهراسي في الفقه وعلى الخطيب أبي زكريا يحيى بن عليّ التبريزي اللغوي باللغة وروى عن أبي محمّد جعفر بن السراج وغيره من الأئمة الأماثل وجاب البلاد وطاف الآفاق ودخل الإسكندرية سنة إحدى عشرة وخمس مائة في ذي القعدة وكان قدومه إليها في البحر من مدينة صور وأقام بها وقصده الناس من الأماكن البعيدة وسمعوا عليه وانتفعوا به ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله.وبني له العادل أبو الحسن عليّ بن السلار وزير الظافر العبيدي صاحب مصر في سنة ست وأربعين وخمس مائة مدرسة بالثغر المذكور (يعني الإسكندرية) وفوضها إليه وهي معروفة به الآن.وأدركت جماعة من أصحابه بالشام والديار المصرية وسمعت عليهم وأجازوني وكان قد كتب الكثير ونقلت من خطة فوائد جمة (ثم أورد ابن خلكان نماذج من هذه الفوائد ثم قال):و أماليه وتعاليقه كثيرة والاختصار بالمختصر أولى.و كانت ولادته اثنتين وسبعين وأربع مائة تقريبا بأصبهان وتوفي ضحوة نهار الجمعة وقيل ليلة الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مائة بثغر الإسكندرية .ودفن في وَِعْلة وهي مقبرة داخل السور عند الباب الأخضر فيها جماعة من الصالحين كالطرطوشي وغيره ويقال إنَّ هذه المقبرة منسوبة إلى عبد الرحمن بن وعلة السبئي المصري صاحب ابن عباس رضي الله عنهما. وقيل غير ذلك رحمه الله تعالى آمين.قال: ونسبة السلفي إلى جدة إبراهيم سلفة بكسر السين المهملة وفتح اللام والفاء وفي آخره الهاء وهو لفظ عجمي ومعناه بالعربي ثلاث شفاه لأن شفته الواحدة كانت مشقوقة فصارت مثل شفتين غير الأخرى الأصلية والأصل فيه سلبة بالباء فأبدلت بالفاء.ونقل المقري كلام ابن خلكان في "أزهار الرياض" وحكى الخلاف في تاريخ ولادته ثم قال: (وسلفة بكسر السين المهملة : قرية في المشرق)وفي الأنساب للسمعاني:السِّلفي: بكسر السين المهملة، وفتح اللام، وفي آخرها الفاء. هو أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني من أهل أصبهان، كان فاضلاً مكثراً رحّالاً، عني بجمع الحديث وسماعه، وصار من الحفاظ المشهورين، صحب والدي رحمه الله مدة ببغداد، وكان يسمعان معاً بها وبالكوفة والحجاز، وسمع هو بأصبهان أصحاب أبي بكر بن مردويه، وببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، ولما كتب الكثير بالعراق والجبال والشام، خرج إلى ديار مصر، وسكن الاسكندرية، وهو من المقيمين بها. وهذه النسبة إلى جده سلفة، وهو يعرف بالحافظ السلفي ثم أورد بيتين من شعره.وفي تاريخ الذهبي في ترجمة رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد. (الإمام أبو محمد بن أبي الفرج التّميميّ البغداديّ، رئيس الحنابلة ببغداد. ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة. قال السّلفيّ: رزق الله شيخ الحنابلة، قدم إصبهان رسولاً من قبل الخليفة إلى السّلطان، وإنا إذ ذاك صغير. وشاهدته يوم دخوله. كان يوماً مشهوداً كالعيد، بل أبلغ في المزيد. وأنزل بباب القصر، محلتنا، في دار سلطان. وحضرت في الجامع الجورجيريّ مجلسه متفرّجاً، ثمّ لمّا تصديت للسّماع، قال لي أبو الحسن أحمد بن معمر اللبنانيّ، وكان من الأثبات: قد استجزته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا. فكتب خطّه بالإجازة.وقال أبو غالب هبة الله قصيدة أوّلها:بمقدم الشّيخ رزق الله قد رزقت أهـل اصـبهان أسـانيداً عجيبات(1) انظر كلامه كاملا في صفحة التعريف بهذا الديوان نشرته هناك لطوله. وفي تبصير المنتبه للحافظ ابن حجر: (وبنته خديجة. وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، مشهور. ونسب بعض المحدثين أبا جعفر الصيدلاني كذلك؛ لأن اسم جده سلفة(2) انظر كلام الإمام الذهبي كاملا في صفحة القصيدة الرابعة والتي اولها:إنّ علــم الحــديث علـم رجـال تركـــوا الابتـــداع للأتبــاع