
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حـادي البشـرى دنا السفر
نـادِ القبائل حيثما انتشروا
فـاروق فـي البيـداء يصـحبها
تيهوا بني البيداء وافتخروا
رفـع الخيـام على السحاب فلا
أســـسٌ تطاولهـــا ولا جــدر
فــي طــالع الأيــام مرتقــب
ولســـابغ الأنعـــام مــدخر
كــالغيث لــولا سـبق أنعمـه
والغيــث يلحـق بعـده الثمـر
كالنيـــل لــولا أن موســمه
فــي كــل يــوم حاضــر نضـر
صــلح الزمــان لكـم بمقـدمه
وازدانــت الآصــال والبكــر
فاستبشــروا بالخصـب أجمعـه
لا جــدب حيـث النيـل والمطـر
أحببتمـوه علـى السـماع كمـا
شـاء الـولاء، وشـاعت السـير
وتشـــوَّف الــوادي لرؤيتــه
وتسـاءل الركبـان، وانتظـروا
وتجـــاوبت فيكــم مــدائحه
نظمًــا رواه البــدو والحضـر
والعـرب أصـدق مـا سـمعت إذا
غنـوا على البيداء أو شعروا
فـــالآن فــاكتحِلوا بطلعتــه
وتيمنـوا بـاليمن وابتـدروا
ملــك تعــالى اللــه بـارئه
ســيان فيـه السـمع والبصـر
لــم يختلــف قــول ولا عمــل
منهـــ، ولا خُـــبر ولا خــبر
ملــك تعــالى اللـه بـارئه
بـــالخير يأمرنــا ويــأتمر
مستعصـــم بـــالله معـــتزم
مستمســـك بـــالحق مقتــدر
ســبق الشــباب بـه مراحلنـا
وأعــانه الإلهــام والنظــر
وتفيـــأت بلـــوائه عُصـــب
وتــــألفت بفنـــائه زُمـــر
نعــم الإمامــة للشــباب فلا
يـــأس ولا نكـــس ولا حـــذر
جيــلٌ لزيــن الجيـل أسـلمه
رب الكنانــة، فهــو منتصــر
العـزم والشـورى إذا اجتمعـا
فهمــا قضـاء اللـه والقـدر
يــا مؤمنًـا بـالله مهتـديًا
بــك مســجد العــوَّام مشـتهر
يــا نسـج وحـدك فـي مـآثره
بيــديك زيـن القطـن والـوبر
يـا جاعـل الملـح الأجـاج روى
بيـديك طـاب الملـح والصبر
يـا شـافي المرضـى وكـافلهم
عيســى علــى كفيــك مســتتر
يـا حصـن مصـر ويـا دعامتهـا
أقـوى الـدفاع مِراسـك العسر
يـا شـاهد التاريـخ فـي أثـر
العيـن أنتـ، ومـا مضـى أثر
مــا كــان منســيًّا فشــهرته
بـك بعـد هـذا اليـوم تنتشر
إنــي إلـى الصـحراء ملتفـت
وعلــى فــم الصـحراء منتظـر
أصــغي فأسـمع فـي جوانبهـا
هزجًــا يشــيع بهـا، وينحصـر
آلاء فـــــاروق يرددهـــــا
نفــر، وينصــت حولهــا نفـر
تنمــو وتزهــر حيــث لا شـجر
ينمـو، وحيـث نما بها الشجر
يهفـو النزيـل لهـا وينشدها
ســارون فـوق جمـالهم سـهروا
قــوم ســماء اللــه فـوقهم
وملـــوكهم لســـمائهم صــور
إن يـذكروا بالحمـد راعيهـم
فهـم الرعـاة، وهكـذا فُطـروا
هـم فـي صـراحة أرضـهم نشأوا
وعلــى هــدى لألائهـا ظهـروا
بلغـاء مـا عرفوا السطور على
غيـر الرمال، وعاش ما سطروا
حرمتهــم الأيــام فاصــطبروا
ومـتى أصـابوا نعمـة شـكروا
فــاروق قبلتهـم إذا رحلـوا
وإليــه مــوئلهم إذا حضـروا
يــا مُلبســًا أجســادهم حُللًا
شـرَّفت أنفسـهم بمـا ادثـروا
الملـــك والآفـــاق والقمــر
والبحــر والبيـداء والـذكر
أمــدٌ تفــوت العيـنَ غـايته
وتمــوج فــي أنحـائه الفكـر
هــي رحلــة طـالت مفاخرهـا
ويعـــد فــي أيامهــا قصــر
لـو فُرِّقـت فـي الـدهر لاتسـعت
لشــعابها الأحقــاب والعُصـُر
فــي سـاحة الفـاروق يملأهـا
ذخـر الحيـاة، ويُحجـم الخطـر
تنقـــاد طـــائرة وســابحة
ويطيـب منهـا الـوِرد والصـدر
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا