
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ملأ الآفـــاق صـــداح الأثيـــر
لا فضـاء اليـوم، بـل صـوت ونور
لــك مــن كــل فضــاء شاســع
حيثمـــا يممتَـــ، داع وبشــير
مــا صــفاء الجــو إن فتشـته
غيــر أصــداء حواليــك تمــور
لجـــــب لكنـــــه مســــتأذن
يطــرق الســمع بسـلطان قـدير
أوهــى الأرواح إن قلت: احضــري
حضـرت، أو شـئت أعياها الحضور
قيل: أمــواج، فقلنــا: وبحـور
مـــن معــانٍ وبيــان وشــعور
تركــب الألبــابُ فيهــا ســفنًا
ســـبَّقًا بيــن طويــل وقصــير
حملـــت مــن كــل زاد، وقــرت
كــل غــادٍ، ووعــت كـل أثيـر
ولهـــا فــي كــل يــوم مــدد
يلتقـــي الأول فيــه والأخيــر
كـــان فرعـــون لــه مجلســه
وهـو ذو الصـرح المعلّى والسرير
ولنـــا فــي كــل دار مجلــس
يســـع العــالم أيــان يــدور
هـــو نــادٍ لكــ، أو مدرســة
أو مجال السبق، أو ملهى السرور
غلـــب الــوهم الــذي زينــه
فــي الأســاطير خيــالٌ مسـتطير
دعــوة المــارد إن قيسـت إلـى
دعــوة المــذياع ظــنٌّ وغـرور
بــورك العلــم لعمــري إنــه
مـن صـفات اللهـ، واللـه قـدير
ربمـــا أســـمعنا فــي غــده
نغــم الأفلاكـ، أو صـوت الضـمير
مســـمع العــالم فــي عاصــمة
تســبح الـدنيا إليهـا وتطيـر
لا يقـر الـدهر إن مـادت، فـإن
ســكنت فالــدهر حوليهـا قريـر
بُنيـت حينًـا علـى اليـأس ومـا
رصـــدته اليـــوم إلا لمغيـــر
جمعــــت أوصــــالها حريـــة
يســتوي فيهــا قليــل وكــثير
وخصــيم الأمــس مــن أعـدائها
هــو فــي معمعـة اليـوم نصـير
كلهمــ، والأمــر شــورى بينهـم
مســتجير فــي حمــاه ومجيــر
عامـك الثـالث أم شـرخ الصـبا
أنــت فــي مهــدك جبـار جسـور
لســت بــالحبو خــبيرًا إنمـا
أنـت بـالوثب علـى الأفـق خـبير
راكــب الريــح إذا قيـس إلـى
خطــوك الــواني سـلحفاة كسـير
حـدَّث الـدنيا حـديث الضـاد من
ســـاحة رتَّــل فيهــا شكســبير
وأعـــده ســـاريًا حيــث ســرى
زمنًـا فـي مغـرب الشمس المنير
طالمـــا رنــت علــى آفــاقه
نغمـــات مـــن نظيــم ونــثير
مــن رُبــى أنـدلس حينًـا ومـن
قمــم الأطلــس حينًــا والثغـور
هاتهـــا فــي نســق موصــولة
يلتقــي بيــرن فيهــا وجريــر
ناقـــل الســر ومــا أعجبــه
فـي رحـاب الكـون مـن سـر جهير
تســمع القطــبين ضــدين كمـا
يسـمع النجـوى سـمير مـن سـمير
عصـب الأنسـاب يـا هـذا الأثيـر
أنت في الأرض، وفي الكون الكبير
كلنـــا فـــي رحبــه عائلــة
حيـن تسـري أنـت أو حيـن تسـير
تنظـم القربـى علـى طـول المدى
من ذرى الشعرى إلى قاع البحور
عجـــبي مـــن عـــالم تجمعــه
أذن. كـم فيـه مـن قلـب نفـور
قـل حـديث الحـرب والسـلم معًا
رُبَّ حـــرب هــي للســلم عبــور
أنــت بالصــدق كفيــل أن تـرى
أمــم الأرض إلــى الحـق تصـير
يملــك اللــب حليفًــا راضـيًا
مـن لـه فـي دولـة السـمع سفير
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا