
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انظـر الـى جنب السماء الدامي
لهــب علـى الأمـواج ذات ضـرام
شـفقان هـذا فـي السـماء منشّر
قـانٍ وذاك علـى العباب الطامي
الشـمس والبحـر المريـج تلاقيا
أمّ الضــياء ومعــدن الإنعــام
خلعـت سـرابيل النهـار كأنهـا
غيــداءُ تسـبح منـه فـي حمّـام
أفلـت وكـائن مـن شـموس ممالك
بالشــاطئين هـوت هـويّ الهـام
دهــر يــدور صــباحه ومسـاؤه
متعاقبــان علــى مـدى الأيـام
يــا حســرات والغزالـة كاسـفٌ
فـي الغـرب حاجبهـا وراء لثام
يرفلـن في الحسن القشيب كأنما
ألبســنه يبقــى علـى الأعـوام
الحسـن شمس في المليحة لا يرى
يــومين فـي فلـك حليـف تمـام
حسـناء مصـر وكـم سبت من قيصر
عــات وأذكـت مـن جـوى وغـرام
رفلـت كمـا ترفلن فاستعلى بها
عــزُّ الجمــال وعــزة الأحكـام
ملكـت نفـوس القوم حول سريرها
ورقــابهم بــاللحظ والصمصـام
وتجرعـت سـم الأسـاود بعـد مـا
سـاغت مـن اللـذات كـأس سمام
وذوت فـأين اليـوم سـمر محاجر
منهــا ولــدن معــاطف وقـوام
الليـل أرخـى في السماء سدوله
ورمــى باســتار علــى الآطـام
مــن كــل مُطّلــع وكــل ثنيّـة
نــــور يغيـــب مبـــدّلاً بظلام
تسـري هنا لكمُ السفين كما سرى
شـــبح يـــؤمّ عـــوالم الاحلام
والنجـم فـي غسـق المساء كأنه
شــرر تطــاير فــي خلال أيـام
والطيـر تزقـو والغصون تناوحت
نشــوى تميــل تمايـل النّـوام
يمسـي رسـول السلم بين فروعها
بعـــد التحــام دائم وخصــام
والبحـر يبتـدر الشـطوط أتيّـه
بـــالكر آونـــة وبالإحجـــام
أبــداً يرتــل مــن روىٍّ واحـد
شـــعراً معـــانيه بغيــر كلام
حـتى إذا اشـتبك الظلام تشابهت
ثــم الــذرا بمـواطئ الاقـدام
درســت معالمهـا فليـس بظـاهر
منها الحضيض ولا العماد السامي
أغرقتهـا يـا ليـل فيـك وربما
غرقــت بحـار فيـك وهـي طـوام
بــوركت فـاغمر بـالظلام ظلامـي
يـــا مغـــرق الأفـــراح ولآلام
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا