
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تهلهـل نسـج الـدجى فـانتثر
ولاذ الظلام بـــأعلى الشــجر
فيـا أنجمـا نـافرات الغُـرر
أفيكــن حــبُّ لنـا قـد نفـر
تضـوّع مسـك الربيـع القشـيب
وغنَّـى اليمـام لنـا من قريب
وهـذي المـدام فـأين الحبيب
وهــذا الظلام فــأين القمـر
يلــوم الخليـون فـي عشـقه
وكـــل الطلاقــة فــي رقــه
ردوا مــن مُصــفَّاهُ أورنْقــه
وذوقـوا بُعيـد الورود الصدَر
وقالوا أيهوى الفؤاد الكظيم
وأيـن يحـل الهـوى مـن رميم
فقلـت هي النار ترعى الهشيم
ولا يقــدح الزنـد إلا الحجـر
أينصــرف القلــب عــن حبـه
ومــا ينبــض القلـب إلا بـه
نعــم حيـن يسـكن فـي جنبـه
فمـا نبـض القلـب إلا اسـتقر
شـــكوت وإن شــكاتي إليــك
أيظمــأ قلـبي ويجـوى لـديك
ومــاء الملاحـة فـي وجنتيـك
أيظمــأ والمـاء تجـري هـدر
أفـي قبلـة مـن لمـاك الشبم
أثمــتُ فكـم عاشـق قـد أثـم
فخــذ مئتــي قبلـة فـانتقم
أليـس الجـزاء وفـاءَ الضـرر
ألا تلثــم الأم ثغـر الوليـد
ويشـأى أبـاه الغلام الرشـيد
فتحنــو عليــه بصـدر وجيـد
ويلثــم منــه مكـان الحـور
هـو اللثـم بعض لغات الصدور
وكـم فـي الشـفاه معان تدور
فتلقـى الثغـور بهـن الثغور
ولا يبلـغ السـمع عنهـا خـبر
يقبـــل أفراخـــه الطــائر
ويعتنـــق الزهــرُ الناضــر
بــذاك جـرى المثـل السـائر
ففيــم الحيـاء ومـم الخفـر
أتعلـــم أم أنــت لا تعلــم
بـــأنيَ عاشـــقك المغـــرم
أتقســــم أنـــك لا تكتـــم
بلـى أنـت تكتـم امـراً ظهـر
ولا تنـس فـي عيـن شـمس لنـا
ليـــالىَ مـــوقَرةً بــالجنى
تــرف عليهــا طيـور المنـى
مغــردة فــي ضــياء السـحر
فكـم بـت أسـهر تلـك الجفون
وأذبلهــا بـالطلى والمجـون
فبـاتت كمـا يعشق العاشقون
مضـاعفةَ السـحر تسـبي الفكر
كلانـــا مشــوق إلــى خلــه
فمـا أنـت والـتيه فـي جهله
أرى القلـب يصـبو إلـى مثله
ومــا أوجـه النـاس إلا صـور
لئن كنـت أنـت تريني الجمال
فــإني أريـك جمـال الجمـال
فمالـــك منفــرداً بالــدلال
ومـــاليَ منفــرداً بالحــذر
تعــال نجـدد عهـود الوفـاء
فمـا نحـن ممـن يطيق الرياء
تعــال ولا تخـفِ سـر اللقـاء
فقـد خفـى الأمـر حـتى اشتهر
هلــم فـأنت الشـذى والنـدى
وأنـت الغنـاء وأنـت الصـدى
وهــاديَّ أنــت وأنـت الهـدى
وأنـت النـديم وأنـت السـَّكَر
روّاه منـــــــي دمـــــــى
فــآخر مــا ذاق مــن مطعـم
عمـــر الهـــوى فــي فمــي
وفـي القلـب راحة تلك الذِّكَر
حيــــاتىَ تحلــــو لـــديك
لا لقيتهــا كلهـا فـي يـديك
هـــــي وقـــــف عليـــــك
حيــاة علاهــا غبـار الكـدر
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا