
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمـن الـبراق التـاح بـرق مـا سرى
إلا ورد الأفــــق مرطـــاً أحمـــرا
أتبعتــه نظــر المشــوق بمقلــة
لـم تـدر مذ عهد الأثيلة ما الكرى
عــــاينته كالصــــقر طــــائراً
فغــدت غرابيــب الــدياجي نفــرا
وسـللت مـن نـار الصـبابة صـارماً
وجــررت مـن وفـد التصـابي عسـكرا
ومشــيت منســاباً فقـل فـي أرقـم
وضـح النهـار لـه فعـاد غضـنفرا
بتنـا، وبـات المسـك فينا واشياً
بمكاننــا، والحلـي عنـا مخـبرا
ورنــت بألحــاظ تــدير كؤوســها
فينـــا فنشـــربها حلالاً مســـكرا
والليــل يلحفنــي سـرابيل الـدجى
جهلاً وقــد عــانقت صــبحاً مسـفرا
لــو جئتنــا لرأيــت أعجـب منظـر
أســد توســد كــف ظــبي أعفــرا
ولقــد رقيــت مــن الحمـى أعلامـه
وشـــككت لمـــا شــمته متغيــرا
إلا تــرى المنصــور تحــت لـوائه
تلــق ابنـه طلـق الجـبين مظفـرا
أو لا تجـد فـي الحفـل عاقـد حبوةٍ
هــوداً فإنــا قـد وجـدنا حميـرا
أو تفتقـد صمصـام عمـرو في الوغى
فلقــد سـللنا ذا الفقـار مـذكرا
لا غـرو جئت البحـر إذ أجلى الحيا
ورأيـت يحيـى حيـن لـم أر منـذرا
فــإذا دعونــا مـن يجيـب لنكبـةٍ
لبــت تجيــب فخلتهــا سـيلاً جـرى
شـيم غـدت قـرط الزمـان فلـم أنم
حــتى نظمــت عليـه شـعري جـوهرا
للــــه درك والرمـــاح شـــوارع
والـــبيض تقطــع لأمــة وســنورا
ومقامـة لـك فـي الأعـادي قـد حمت
أيــام قــوم قبلهــا أن تــذكرا
كـان اللسـان لهـا الحسام المنتضى
والمنــبر العـالي الأغـر الأشـقرا
غــادرت أحشـاء البنـود خوافقـاً
فيهــا ومــران الوشــيج مكســرا
أنســيتنا جـذل الطعـان وعـامراً
وعتيبــة بــن الحــارثي ومسـهرا
فـإذا أتيتـك مادحـاً لـك لم يجيء
شــعري ليسـأل بـل أتـاك ليفخـرا
غيـري الـذي اتخـذ المـدائح مكسباً
وسـواي مـن جعـل القـوافي متجـرا
أنــا مــا شـعرت لأن أنبـه حـاملاً
لكــن لأمنــع شــاعراً أن يشـعرا
عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم بن المغيرة، (الأموي بالولاء الفارسي الأصل) (1) أبو المغيرة الوزير، الكاتب الشاعر، وزير عبد الرحمن بن هشامٍ الملقب بالمستظهر. مولده في قرية الزاوية من قرى (أونبة) في الأندلس، وتوفي في عنفوان شبابه يوم 1/ صفر/ 438هـ (6 / 8 / 1046)،وهو والد أبي الخطاب (العلاء بن عبد الوهاب) (2) وابن عم أبي محمد ابن حزم صاحب طوق الحمامة، وأمه أخت أبي محمد، وكانا على خلاف في المذهب والرأي وصفه أبو مروان ابن حيان بقوله:(وشجر الأمر بينه وبين الفقيه أبي محمد بن حزم ابن عمه، وجرت بينهما هنات ظهر عليه فيها أبو المغيرة، وبكته حتى أسكته، لأنه كان أنبه من أبي محمدٍ في حضور شاهده، وذكاء خاطره، وحسن هيئته، وبراعة ظرفه، وجودة أدبه،) قال: (ولحق أبو المغيرة ببلاد الثغر، وقد اعتلت طبقته في النظم والنثر، وكتب عن عدة من الأمراء، ونال حظاً عريضاً من دنياهم، إلا إنه اعتبط شاباً بعد أن ألف عدة تواليف)،ووصفه ابن بسام بقوله: كان أبو المغيرة هذا ظبة الحسام، وواسطة النظام، وفارس ميدان البيان، وذات صدر الزمان، حل من زهر الفضائل، محل السنان من العامل، والزبرقان من المنازل، وتمت به غرر المحامد، تمام الصلات بالعوائد، ومجهول اللغة بمعلوم الشواهد. ودولة عبد الرحمن بن هشامٍ المستظهر المتقدمة الذكر كانت مهبّه الذي منه عصف، ومجاله الأول الذي فيه تصرف، ألقى إليه زمامه، وأخدمه أيامه؛ ثم عتب عليه في بعض الأمر، فلحق ببلاد الثغر، فهناك تسحّب على الدول، تسحُّبَ الهوى على العذل؛ وامتزج بملوك العصر، امتزاج الماء بالخمر، ولو طال مداه لم يذكر معه سواه، ولاعترف بتفضيله أحبته وعداه)وترجم له الحميدي في جذوة المقتبس، وأورد له قطعتين (قال: وشعره كثير مجموع) انظر كلامه في صفحة القصيدة التي أولها:ظعنت وفي أحداجها من شكلها عيـن فضـحن بحسـنهن العينا(1) حول انتماء ابن حزم إلى فارس، يقال: ذلك شيء اخترعه ابن حزم ولم يكن معروفا في أسرته قال ابن حيان يفند هذه الدعوى: (وقد كان في غرائبه انتماؤه في فارس، واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المعقل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد بن سعيد بن حزم لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد عهده الناس خامل الأبوة، مولد الأرومة من عجم لبلة، جده الأدنى حديث عهد بالإسلام، لم يتقدم لسلفه نباهة، فأبوه أحمد على الحقيقة هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابيةٍ، وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة والرأي، فاغتدى جرثومة شرف لمن نماهم، أغنتهم عن الرسوخ في أولي السابقة، فما من شرف إلا مسبوق عن خارجية، ولم يكن إلا كلا ولا، حتى تخطى عليٌّ هذا رابية لبلة، فارتقى قلعة إصطخر من أرض فارس، فالله أعلم كيف ترقاها)(2) وأبو الخطاب هذا من تلاميذ أبي العلاء المعري، سماه أبن العديم فيمن أخذ عن أبي العلاء في "بغية الطلب" قال ابن بشكوال في الصلة: (وذكر ابن حيان أن أبا الخطاب هذا امتحن في رحلته بضروب من المحن لم تسمع لأحد قبله. وذكر أنه جمع من الكتب الغريبة ما لم يجمعه أحد وقال: توفي بالمرية في انصرافه من المشرق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال من سنة أربع وخمسين وأربع مائة. ومكث بالمرية من وقت خروجه من البحر أحد عشر يوماً، ومولده لستٍّ بقين من ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وكانت سنه ثلاثاً وثلاثين سنة وأقام في رحلته الكريمة ثمانية أعوام وتسعة أشهر وستة عشر يوماً) وفي تاريخ دمشق ترجمة له وفيها (أصله من المرية قدم دمشق سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة). وعنه تناقل الناس مولد أبي العلاء قال الخطيب البغدادي: حدثني أبو الخطاب العلاء ابن حزم الأندلسي قال: ذكر لي أبو العلاء المعري أنه ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وعنه نقل الخطيب نسب إسحاق بن راهويه إلى زيد مناة بن تميم.