
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَحَـلَ الشـَبابُ وَلَيتَـهُ لَـم يَرحَلِ
وَغَــدا لِطيَّــةِ ذاهِــبٍ مُتَحَمِّــلِ
وَغَـــدا بِلاذمٍ وَغـــادَرَ بَعــدَهُ
شــَيباً أَقـامَ مَكـانَهُ بِـالمَنزِلِ
لَيـتَ الشـَبابَ ثَـوى لَدَينا حِقبَةً
قَبـلَ المَشـيبِ وَلَيتَـهُ لَـم يَعجِلِ
فَنُصــيب مِــن لَــذّاتِهِ وَنَعيمِـهِ
كَالعَهـدِ إِذ هوَ في الزَمانِ الأوَّلِ
نُرعـي الصـِبا أَوطـانَهُ وَنُريحَـهُ
فـي السـَهلِ فـي دَمِثٍ أَنيقٍ مُقبِلِ
كَزَمانِنــا وَزَمـانِهِ فيمـا مَضـى
إِذ نَحـنُ فـي ظِلِّ الشَبابِ المُخضِلِ
وَلَئن مَضــى حَـدُّ الشـَبابِ وَجَـدُّهُ
وَبَــدَت رَوايــعُ مُسـتَبينٍ أَشـكَلِ
مــا إِن كَســَبتُ بِـهِ لِحـيّ سـُبَّةً
وَلألفَيــنَّ بِــهِ كَريــمَ المأكَـلِ
وَلَقَــد أَرى فــي ظِلِّـهِ ونَعيمِـهِ
نَزِهـاً عَن الفَحشاءِ صافي المَنهَلِ
عَـفَّ الضـَريبَةِ قَـد كَرِهـتُ فِراقَهُ
إِذ بَعـضُ تـابِعِهِ لَئيـمُ المَـدخَلِ
وَلَنِعـمَ تَـذكِرَةُ الحَليـمِ وَثَـوبُهُ
ثَــوبُ المَشـيبِ وَواعِظـاً لِلجُهَّـلِ
وَلَقَـد يَكونُ مَع الشَبابِ إِذا غَدا
غُمــراً يَكــونُ خِلافَــهُ مُتَمَهِّــلِ
فيهِ لِباغي اللَهوِ إِن طَلَبَ الصَبى
بَعـدَ المَشـيبِ ونُهـزَةُ المُتَعلِّـلِ
بَكَـرَت تَلـوُمُ فَقُلـتُ غَيـرَ مُباعِدٍ
فِعـلَ المُمـازِحِ ضـاحِكاً لا تَعجَلي
أَهـلُ التَـذَلُّلِ والمَـوَدَّةِ عِنـدَنا
يــا بِشـرُ أَنـتِ وَرَبِّ كُـلِّ مُهَلِّـلِ
لَــو كـانَ وُدُّكِ نـازِراً فَنَـزورُهُ
كـانَ اليَقيـنُ بُعَيـدَ شـَكٍ مُشـكِلِ
إِنَّ الَّـذي قَسـَمَ المَـوَدَّةَ فاِعلَمي
حَقّــاً عَليـكِ بوُدِّنـا لَـم يَبخَـلِ
فـاِجزي شـَجيّا قَـد سـَلَبتِ فُؤادَهُ
واِعصـي الوُشـاةَ بِهِ وَقَولَ العُذَّلِ
راعٍ لِســرِّكِ لَيــسَ يَـذكُرُ غَيـرَهُ
كيمـا يَرينَـكِ حَيـثُ كُنـتِ بِمَعزِلِ
مـا إِن وَشـى بِكِ عِندَنا مِن كاشِحٍ
إِلّا يُــرَدُّ بِغَيظِــهِ لَــم يُقبَــلِ
حَتّـى لَقَـد عَلِمَ الوُشاةُ فَأَقصَروا
وَرَأَوا لَـديَّ حَـديثَهُم فـي الأَسفَلِ
وَلَقَــد نَزَلــتِ فَـأَجمِلي بِمَحَلَّـةٍ
يـا بِشـرُ قَبلَـكِ عِندَنا لَم تُحلَلِ
أَحمَيـتِ قاصـيَةَ الفُـؤَادِ فَصـَغوُهُ
شــَرَعٌ إِلَيــكِ بِوابِــلٍ مُتَهَلِّــلِ
مـا كـانَ لَو وَزَنا وَشاءَ مَليكُنا
مِـن حُـبِّ بِشـرَةَ لَـو يُقاسُ بِأَفضَلِ
الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، من قريش.شاعر غزل، من أهل مكة نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء.وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها، وله معها أخبار كثيرة.ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد الله بن الزبير، فاستتر الحارث خوفاً، ثم رحل إلى دمشق وافداً على عبد الملك بن مروان فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة وتوفي بها.قال البغدادي في خزانة الأدب: فانصرف عنه وقال:عطفـت عليـك النفـس حـتى كأنما بكفيـك بؤسـي أو لـديك نعيمهافمـا بـي إن أقصـيتني من ضراعة ولا افترقت نفسي إلى من يضيمهاومن شعره:أظلـــــوم إن مصــــابكم رجلاً أهــدى الســلام تحيــة ظلــم