
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَزَعْـــتَ وَلَــمْ تَجْـــزَعْ مِــنَ الشَّيْـــبِ مَجْـزَعـــا
وَقَـــدْ فـــاتَ رَبْـعِــــيُّ الشَّـبــــابِ فَـوَدَّعـــا
َلاحَ بَــــيـــــــاضٌ فـِــــي سَـــــوادٍ كَــــأَنَّهُ
صِـــوارٌ بِـجَــــوٍّ كـــانَ جَـدْبـــاً فَـأَمْــرَعـــا
وَأَقْـبَـــــلَ إِخـــوانُ الصَّـفــــاءِ فَـأَوْضَـعُـــوا
إِلــى كُـــلِّ أَحْـــوى فِــي الْمَقـامَـــةِ أَفْرَعـــا
تَــــذَكَّرْتُ سَــلْمـــــى وَالرِّكــــابُ كَــأَنَّهــــا
قَـطـــــاً وارِدٌ بَـيْــــنَ اللِّفـــاظِ وَلَعْـلَعــــا
فَـحَــدَّثْــــتُ نَـفْــسِــــي أَنَّهــا أَوْ خَيـالَهـــا
أَتـانــــا عِشـــاءً حِيـــنَ قُمْـنـــا لِنَهْجَـعـــا
فَـقُــــلْتُ لَهـــا بِـيــتِــــي لَدَيْنـــا وَعَرِّســِي
وَمـــا طَـرَقَــــتْ بَـعْـــدَ الرُّقــادِ لِتَنْـفَـعـــا
مُـنَــــعَّمَةٌ لَــم تَـــلْقَ فِـــي الْعَيْـــشِ تَرْحَـــةً
وَلَــمْ تَـــلْقَ بُـؤْســــاً عِنْـــدَ ذاكَ فَتَـجْـدَعـــا
أَهِيــــمُ بِهـــا لَــمْ أَقْـــضَ مِـنْـهـــا لُبانَــةً
وَكُـنْـــــتُ بَهــا فِــي ســالِفِ الــدَّهْرِ مُوزَعـــا
كَــــأَنَّ جَنــــى الْكافُـــورِ وَالْمِسْـــكِ خالِصـــاً
وَبَــــرْدَ النَّــــدى وَالْأُقْـحُــــوانَ الْمُنَـزَّعــــا
وَقَـلْتـــــاً قَــرَتْ فِيـــهِ السَّحـابَـــةُ ماءَهـــا
بِـأَنْــيــابِهــــا وَالْفارِسِــــيَّ الْمُشَـعْـشَـعـــا
وَإِنِّــــي لَأَسْتَـحْـيِــــي مِــنَ الْمَشْـــيِ أَبْتَـغِـــي
إِلـــى غَيْــــرِ ذِي الْمَجْــــدِ الْمُؤَثَّــلِ مَطْـــمَعا
وَأُكْـــرِمُ نَـفْــسِــــي عَـــنْ أُمُــورٍ كَـثِــيـــرَةٍ
حِـفــاظــــاً وَأَنْـهــــى شُـحَّهـــا أَنْ تَطَـلَّعـــا
وَآخُـــــذُ لِلْمَـــــوْلى إِذا ضِـــيـــــمَ حَــــقَّهُ
مِــــنَ الْأَعْـيَــــطِ الْآبِـــي إِذا مـــا تَمَـنَّعـــا
فَـــإِنْ يَـــكُ شـــابَ الــرَّأْسُ مِـنِّـــي فَـإِنَّنِـــي
أَبَيْــــتُ عَـــلى نَـفْــسِـــي مَنـاقِـــبَ أَرْبَعـــا
فَـــواحِــــــدَةٌ أَنْ لا أَبـــيــــــتَ بِــغِــــرَّةٍ
إِذا مــــا سَـــوامُ الْحَـــيِّ حَـــوْلِي تَـضَـوَّعـــا
وَثــانِـــيَــــــةٌ أَنْ لا أُصَـــــمِّتَ كَـلْبَــنــــا
إِذا نَــــزَلَ الْأَضْـيـــــافُ حِـرْصـــــاً لِنُودَعـــا
وَثــــالِثَـــــةٌ أَن لاْ تُـــقَــــذَّعَ جـــارَتِــــي
إِذا كــــانَ جـــارُ الْقَــوْمِ فيـهِـــمْ مُقَـذَّعـــا
وَرابِـــعَـــــــةٌ أَنْ لا أُحَـــــجِّلَ قِــدْرَنــــــا
عَـــلى لَحْـمِهــــا حيـــنَ الشِّتـــاءِ لِنَشْـبَـعــا
وَإِنِّــــي لَأُعْـــدِي الْخَيْــــلَ تُقـــدَعُ بِالْقَـنـــا
حِفـاظــــاً عَلـــى الْمَـــولى الْحَريــدِ لِيُمْنَعــا
وَنَحْــــنُ جَلَبْـنـــا الْخَيْـــلَ مِــنْ ســَرْوِ حِمْيَــرٍ
إِلـــى أَنْ وَطِـئْنــــا أَرْضَ خَـثْــعَـــمَ أَجْمَـعـــا
فَـمَــــنْ يِأْتِـنـــا أَوْ يَعْـتَـــرِضْ بِسَـبِـيـلِنـــا
يَـجِــــدْ أَثَـــراً دَعْـســــاً وَسَـخْــــلاً مُوَضَّعـــا
وَيَـــلْقَ سَـقِــيــطــــاً مِـــنْ نِـعــالٍ كَثـِيــرَةٍ
إِذا خَـــــدَمُ الْأَوســـــاغِ يَوْمـــــاً تَقَطَّعـــــا
إِذا مــــا بَــعِـــيـــــرٌ قـــامَ عُــلِّقَ رَحْــلُهُ
وَإِنْ هُــــوَ أَنْــقَــــى أَلْحَـمُــــوهُ مُـقَــطَّعـــا
نُـرِيــــدُ بَـنِــــي الْخَـيـفـــانِ، إِنَّ دِماءَهُـــمْ
شِــفـــــاءٌ وَمــــا والـى زُبَــيْـــدٌ وَجَـمَّعـــا
يَـقُــــودُ بِـأَرْســــانِ الْجِـيــــادِ سَـراتُـنـــا
لِيَـنْقِـمْــــنَ وِتْـــراً أَوْ لِيَدْفَـعْــــنَ مَدْفَـعـــا
تَــــرى الْمُهْـــرَةَ الرَّوْعـــاءَ تَنْـفُـــضُ رَأْســَها
كَــــلالاً وَأَيْـنـــــاً وَالْكُمَـيْــــتَ الْمُقَـزَّعــــا
وَنَـخْــــلَعُ نَـعْـــلَ الْعَبْـــدِ مِــنْ ســُوءِ قَــوْدِهِ
لِكَيْـمــــا يَكــــونَ الْعَبـــدُ لِلســَّهْلِ أَضْرَعـــا
وَقَــــدْ وَعَــــدُوهُ عُـقْــبَـــةً فَـمَــشـــى لَهــا
فَمــــا نالَهــــا حَتَّـــى رَأى الصُّبْـــحَ أَدْرَعــا
وَأَوْسَـعْــــنَ عَـقْــبَــيْــــهِ دِمـــاءً فَأَصْـبَـحَــتْ
أَصـــابِــــــعُ رِجْـــلَيْـــــهِ رَواعِـــفَ دُمَّعـــا
طَــلَعْـــــنَ هِـضــابــــاً ثُـــمَّ عـالَيْـــنَ قُنَّـةً
وَجـــاوَزْنَ خَـيْــفــــاً ثُــمَّ أَسْهَـــلْنَ بَلْقَـعـــا
وَتَهْــــدِي بِـــيَ الْخَـيْــــلَ الْمُغِـيـــرَةَ نَهْــدَةٌ
إِذا ضَـبَــــرَتْ صـابَــــتْ قَـوائِمُهــــا مَـعــــا
إِذا وَقَـعَــــتْ إِحـــدى يَـدَيْــهــــا بِـثَـبْـــرَةٍ
تَـجـــــاوَبَ أَثْـنــــاءُ الثَّـــلاثِ بِـدَعْــدَعــــا
فَـأَصْــبَــحْــــنَ لَــمْ يَتْـرُكْـــنَ وِتْــراً عَلِمْنَــهُ
لِهَـمْــــدانَ فـــِي سَـعْــــدٍ وَأَصْـبَـحْـــنَ طُلَّعــا
مُـقَــرَّبَــــةٌ أَدْنَـيْــتُهــــا وَافْـتَــلَيْــتُهـــا
لِتَـشْــهَــــدَ غُـنْــمـــاً أَوْ لِتَدْفَـــعَ مَدْفَـعـــا
تَـشَـكَّـيْـــنَ مِــنْ أَعْضـادِهـــا حِيـــنَ مَشْـيِهـــا
أَمِ الْقَــــضُّ مِــــنْ تَـحْـــتِ الــدَّوابِرِ أَوْجَعـــا
وَمِــنَّـــــا رَئِيـــسٌ يُــسْـــتَـــضـــاءُ بِــنُورِهِ
سَـنـــاءً وَحِلْمـــاً فِيـــهِ فَاجْـتَـمَـعـــا مَعـــا
وَســـــارَعَ أَقْـــــوامٌ لِمَــجْــــدٍ فَــقَــــصَّرُوا
وَقـارَبَهــــا زَيْـــدُ بـــنُ قَـيْــــسٍ فَـأَسْـرَعــا
وَلا يَسْـــــأَلُ الضَّـيْـــــفُ الْغَرِيـــبُ إِذا شـــَتا
بِــمـــــا زَخَـــرَتْ قِـــدْرِي لَـهُ حِـيـــنَ وَدَّعــا
فَـــإِنْ يَـــكُ غَـثّــــاً أَوْ سَـمِــيـنـــاً فَإِنَّنِــي
سَـأَجْــعَــــلُ عَـيْــنَــيْــــهِ لِنَفْــسِهِ مَقْـنَـعــا
إِذا حَـــلَّ قَـوْمِــــي كُـنْــــتُ أَوْسَـــطَ دارِهِـــمْ
وَلا أَبْـتَــغِـــــي عِنْــــدَ الثَنِــــيَّةِ مَطْـلَعـــا
مالكُ بنُ حَرِيم الْهَمْدانِيّ، شاعِرٌ من قبيلةِ هَمْدانَ اليمانيّةِ القَحطانيّة. يُلقَّبُ بِـمُفْزِعِ الْخَيل لاهتمامِهِ بالخيلِ وقيادتِهِ لها في حروبِ قومِه. كان سيِّداً من ساداتِ قومِهِ وفارساً من فرسانِهِم، وقد أكثرَ في شعرِهِ من وصفِ معاركِهِ وبطولاتِه، ويُروى أنّه قادَ قومَهُ في "يوم الرّزم" بين قبائلِ هَمدانَ وقبائلِ مُراد، وهو اليومُ المتزامنُ مع يومِ بدر في الإسلام. يرى نفرٌ من الباحثينَ أنّه كانَ من الشّعراءِ اللُّصوصِ في الجاهليّة، فيما ينكرُ فريقٌ آخرُ ذلك ويرى أنّ هناكَ خلطاً بينَ أخبارِهِ وأخبارِ عمرِو بنِ برّاقةَ الهَمْدانيّ الّذي كان مشتهراً باللصوصيّة. ويُرجَّحُ أنّهُ أدركَ الإسلامَ إلى السّنواتِ الأولى من الهجرة، لكنّه توفّيَ قبل أن يُسلِمَ أو يُسلمَ قومُه. عدَّهُ أبو حاتم السّجستانيّ من الشّعراء الفحول، ولهُ أصمعيّةٌ شهيرة، وقد روى له أبو تمّام في حماستيهِ الكُبرى والصُّغرى عدداً من المقطوعات، وتدورُ أغراضُ شعرِهِ في الفروسيّةِ والحماسة، إضافةً إلى الحكمةِ والفخرِ بمكارمِ الأخلاق.