
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بلا مريـــةٍ، إن العـــذول لمســرف
غـداة اغتـدى في مجهل اللوم يعسف
أطــال صــحيحاً مــن ملامـة مـدنفٍ
وشــتان فــي أمــرٍ صـحيحٌ ومـدنف
أينكــر كـوني عاشـقاً ذا صـبابةٍ
وعيشــي فينــانٌ وإلفــي مســعف؟
ولـي فـي قلـوب الغانيات مودةٌ
تحــل محــل الســر أو هـي ألطـف
أأصــبر عــن غــزلان صـبرة إننـي
لأوهــى قــوى ممــا يسـوم وأضـعف
مدى الدهر لا أشكو وفي الأرض منزلٌ
بــه قهــوةٌ بكــر ٌ وسـاقٍ مهفهـف
فيـا طيبهـا مـن كفـه إذ يديرها
ويـــدني ثنايــاه إلــي فأرشــف
رضـابٌ -أبـن لي- مـا بردت ببرده
غليلـــي أم مـــاءٌ زلالٌ وقرقـــف
ووجهــك أم صـبحٌ وفرعـك أم دجـى
ولحظــك أم عضــب الغراريـن مرهـف
فيا زهرة الدنيا التي ليس تجتنى
مــن الصـون إلا بـالعيون وتقطـف
تقاســمك الضــدان: شــطرٌ مثقــلٌ
يحمـــل أعبـــاءً، وشــطرٌ مخفــف
أقلـبي الـذي راع العذولَ اضطرابُ
فأقصــر عنــي أو جنــاح يرفــرف
ضــَلالٌ رجــاء العــاذلين إنــابتي
وإن قيّــدوني جــاهلين وعنّفــوا
ومــاذا عليهــم أن أجـود بتالـدي
وأفنـي طريفـي قبـل يـومي وأتلـف
لهم ما اقتنوا فليحرصوا في ادّخاره
ولــي كنــز شـِعر لا يبيـد ويوسـف
محمد بن الحسين أبو الفتح ابن القرقوري (والقَرْقُوريُّ نسبة إلى (قَرْقُور) بلدةٌ قريبةٌ من صَفاقِسَ في تونس) (1)الكاتب الصقلي: شاعر، من كبار شعراء صقلية، ضاع شعره ولم يصلنا منه سوى النزر القليل، ذكره ابن القطاع في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" (2) قال: شاعر صانع، وأديب بارع، من فضلاء العصر، وحسنات الدهر،وشعره كثير غير أنه خرج عن صقلية إلى الأندلس فاستوطنها، وصحب ملوكها ووزر لهم، وسار ذكره، وعظم قدره هناك فلم يوجد له بصقلية إلا ما قاله في صباه ثم أورد قصيدتين من شعره.وفي كتاب (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) للدكتور أسامة اختيار والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م) معلومات نادرة عن الشاعر منها أنه عاصرَ الأميرَ ثقةَ الدَّولة أبا الفتوح يوسف بن عبد الله بن أبي الحسين الذي وَلِيَ صقلِّيَّـة بين (379 ـ 388ﻫ) قال: عَرَفْنا ذلك من شـعرٍ لـه في مَدْحِـه، وبذلك يُعْلَمُ العصر الذي كان فيه الشَّاعر.(1) وتصحفت القرقوري في كتاب المحمدون إلى القرقوبي، وقرقوب: بَلْدَةٌ بين واسط والبصرة من العراق(2) وهو كتاب ضائع جمعه من المصادر وأعاد بناءه وحققه الأستاذ بشير البكوش ونقل هذه الترجمة من المحمدون للوزير القفطي