
الأبيات18
إِنَّ الزَّمَـــانَ لِمَـــا أَردْتَ مُطِيــعُ
وَلمِــاَ تَقُــوُل إِذَا أَشــَرْتَ سـَمِيعُ
يَا بْنَ اْلأُولَى طَابُوا ثَنَاءً في اْلوَرَى
فَزَكَـــتْ أُصـــُولٌ مِنْهُــمُ وَفُــرُوعُ
لِلَّـــهِ جَوْســـَقُكَ الَّرفِيــعُ مَحلُّــهُ
طَــالَ اْلْمَجَــرَّةَ ســقفُهُ الْمَرفُـوعُ
يُغْنِيِــكَ عَـنْ زَهْـر الرُّبَـا إِذْهَـابُهُ
فَلَـــدَيْكَ مِنْـــهُ مَرْبَــعٌ وَرَبِيــعُ
وَكَأَنَّمَــا زُهْــرُ اْلكَــواكِبِ أَشـْرَقَتْ
فــي أُفْقِــهِ وَبِهَــا لَـدَيْكَ خُضـُوعُ
إيَـــوانُهُ إيَــوانُ كِســْرَى دُونَــهُ
فــي الاْرتِفَــاعِ وَلَيْـسَ ذَاكَ بَـديِعُ
هَــذَا تُحَقِّقُــهُ اْلعيـوُن وَذَاك مَهْــ
ــــَما قِيــلَ عَنْـهُ فِـإنَّهُ مَوْضـُوعُ
مُخْتَــارَةٌ مِنْــهُ اْلمَحَاســِنُ كُلُّهَــا
فَصـــِفَاتُهُ مَــا مِثْلُهَــا مَجْمُــوعُ
أَنَّــى اْلتَفَــتَّ فَرَوْضــَةٌ أَوْ جَــدْوَلٌ
أَوْ دَوْحَـــةٌ أَو طَـــائِرٌ مَســـْمُوعُ
فَــالرَّوْضُ يَنْقُـلُ عَـنْ شـَذَاَكَ وَطيبِـهِ
فَيَفُـــوحُ فــي أَرْجَــائِهِ وَيَضــُوعُ
وَالْمَــاءُ يُســَرَحُ حَــوْلَهُ فَكَأَنَّمَــا
مِــنْ رَاحَتَيْــكَ يمُــدُّهُ الْيَنْبُــوعُ
وَكَأَنَّمَـــا هُــوَ لِلْبَوَاســِقِ قبلــةً
فَهُـــمُ إِلَيُـــهِ ســـُجَّدٌ ورُكُـــوعُ
وَالــوُرق تَعْلَــمُ أَنَّــهُ حَـرَمٌ لَهَـا
فَشــِعَارُهَا مِــنْ حَــوْلِهِ التَّرْجِيـعُ
قَصــُر أَنَــاف علــى القصـورِ لأنَّـهُ
فِــي جَنَّــةٍ مَــا خَيْرُهَــا مَمْنُـوعُ
فَكَاَنَّمَــا الُمَنْصــُورُ فِيــه وَآلُــهُ
قَمَــرٌ لَــهُ بَيْــنَ النُّجُـومِ طُلُـوعُ
كَمُلَـــتْ مَحَاســـِنُهُ بِــهِ وَبِقَــوْمِهِ
فَلنُـــورِ بَهْجَتِــهِ ســَناً وَلمُــوعُ
يَـا ابْـنَ المُظَفَّـرِ عُمَّـرَتْ بِكَ دائِماً
لِلْمَكْرُمَــــاتِ مَنَـــازِلٌ وَرُبُـــوعُ
فَاســْلَمْ لَـهُ وَلَنَـا وَدُمْ فِـي نِعْمَـةٍ
لِلَّـــه مَــا صــَدَعَ الظَّلامَ صــَدِيعُ
السِراج المحَّار الحلبي
الدولة المملوكيةعمر بن مسعود بن عمر سراج الدين بن سعد الدين المحّار، المعروف بالكتاني الحلبي: من كبار شعر العصر المملوكي ترجم له الصفدي في "أعيان العصر"، قال:.استوطن حماة وأقام بها منتمياً إلى بيت ملوكها: الملك المنصور وولده الملك المظفر وولدهالملك الأفضل نور الدين علي، فأحسنوا إليه، وأسنوا له الجوائز.وكان شعره في حماة قد غلا سعره، وخلب قلوب ملوكها سحره. وكان سراجه فيها منيراً، وكتانيه فيها حريرا، وراح أدبه فيها كالراح وراج، وأذكى فيها لهب السراج. ولهموشحات شعرية موشعات، وقطعُهُ فيها كأنها من بقايا النيل مقطعات. لهج الناس بها في زمانه، ومالوا إلى ترجيح أوزانه. وغنى المغنون بها فأطربواالأسماع، وجودوا فيها الضروب والإيقاع.ولم يزل على حاله إلى أن انطفأ السراج، وبطل ما على حياته من الخراج.وتوفي رحمه الله تعالى بحماة في سنة إحدى عشرة أو سنة اثنتي عشرة وسبع مئة ظناً.أخبرني يحيى العامري الخباز الأديب، وكانت له به خصوصية، قال: كان كثيراً ما ينشد:رب لحد قد صار لحداً مراراً ضــاحك مـن تزاحـم الأضـدادقال: ولما أن توفي رحمه الله تعالى حفرنا له قبراً، ظهر فيه من عظام الأموات فوق اثني عشر جمجمة. قال فتعجبت من ذلك.وقد روى لي شعره وموشحاته إجازة عنه القاضي الصاحب جمال الدين سليمان بن أبي الحسن بن ريان،.وديوان شعره لطيف، يكون في دون الثلاثة عشر كراساً، خارجاً عن موشحاته. وهو شعر متوسط، (ثم أورد مننخبا من شعره)
قصائد أخرىلالسِراج المحَّار الحلبي
جسمي ذوى بالكمد والسهر
ما ناحت الورق في الغصون إلا
أرقت لبرق لاح من أرض حاجري
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025