
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أصــــبحت عبــــداً مســـترقا
أبكــي الألــى ســكنوا دمشـقا
أعطيتهــــم قلــــبي فمــــن
يبقــــى بلا قلـــب فـــأبقى
محمد بن الحارث بن بُسْخُنَّر أبو جعفر: موسيقار، ومغن من ندماء الرشيد والمأمون ومن بعدهما من الخلفاء ، ومجموع الأغاني التي لحنها عشرة أغان. وأما أخباره فكثيرة جدا، وقد ضاع فيها أبو الفرج فترجم له في الأغاني مرتين كانت المرة الثانية هي التي جوّد فيها الحديث عنه (1) ، انظر ذلك في صفحة القصيدة الأولى قال وكان من أصحاب إبراهيم بن المهدي والمتعصبين له على إسحاق، وعن إبراهيم بن المهدي أخذ الغناء، ومن بحره استقى، وعلى منهاجه جرى. وانظر ما جمعناه من أخباره في صفحة ديوانهوهو المقصود بقول عبد الله بن العباس الربيعي (وليست في ديوانه) :يا طيب يومي بالمطيرة معملاً للكـأس عنـد محمـد بن الحارثفــي فتيـة لا يسـمعون لعـاذل قــــولاً ولا لمســـفه أو رائثومن أخباره قوله: (لما قدم المأمون من خراسان لم يظهر لمغنً بالمدينة مدينة السلام غيري، فكنت أنادمه سراً، ولم يظهر للندماء أربع سنين، حتى ظفر بإبراهيم بن المهدي. فلما ظفر به وعفا عنه ظهر للندماء ثم جمعنا؛ ووجه إلى إبراهيم فحضر في ثياب مبتذلة. لما رأه المأمون قال: ألقى عمي رداء الكبر عن منكبيه، ....إلخقال: ولما انحرف محمد بن عبد الملك الزيات عن إبراهيم بن العباس تحاماه الناس أن يلقوه، وكان الحارث بن بسخنر صديقاً له مصافياً، فهجره فيمن هجره من إخوانه؛ فكتب إليه:تغيــر لـي فيمـن تغيـر حـارث وكـم من أخ قد غيرته الحوادثأحـارث إن شـوركت فيك فطالما غنينـا ومـا بيني وبينك ثالثوقد قيل: إن هذه الأبيات لإسحاق بن إبراهيم الموصلي.قال أبو الفرج ولقبه المعتصم بالغبوقي لأنه كان يمتنع عن شرب الصبوح.ومن شهيرات جواريه المغنية ملاحظ التي مدحها إسحاق الموصلي بالقصيدة التي يقول فيها:ملاحــظ غنينـا بعيشـك وليكـن عليـك لما استحفظته منك حافظفأقسـم مـا غنـى غنـاءك محسن مجيـد ولـم يلفـظ كلفظـك لافظوترجم له أبو الفرج الترجمة الأولى في ذيل الأغنيةألا يا حمامات اللوى عدن عودةً فــإني إلــى أصـواتكن حريـنقال : الشعر لأعرابي، هكذا أنشدناه جعفر بن قدامة عن أحمد بن حمدون عن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل. والغناء لمحمد بن الحارث بن بسخنر خفيف رملٍ بالوسطى عن الهشامي. وقد قيل: إن الشعر لابن الدمينة .ثم ترجم لابن بسخنر قال:هو محمد بن الحارث بن بسخنر، ويكنى أبا جعفر. وهم فيما يزعمون، موالي المنصور. وأحسبه ولاء خدمةٍ ولا ولاء عتق. وأصلهم من الري. وكان محمد يزعم أنه من ولد بهرام جوبين . وولد محمد بالحيرة . وكان يغني مرتجلاً، إلا أن أصل ما غنى عليه المعزفة، وكانت تحمل معه إلى دار الخليفة. فمر غلامه بها يوماً، فقال قوم كانوا جلوساً على الطريق: مع هذا الغلام مصيدة الفأر، وقال بعضهم: لا، بل هي معزفة محمد بن الحارث. فحلف يومئذٍ بالطلاق والعتاق ألا يغني بمعزفة أبداً أنفةً من أن تشتبه آلة يغني بها بمصيدة الفأر. وكان محمد أحسن خلق الله تعالى أداءً وأسرعه أخذاً للغناء، وكان لأبيه الحارث بن بسخنر جوارٍ محسنات. وكان إسحاق يرضاهن ويأمرهن أن يطرحن على جواريه. وقال يوماً للمأمون وقد غنى مخارق بين يديه صوتاً فآلتاث غناؤه فيه وجاء به مضطرباً، فقال إسحاق للمأمون: يا أمير المؤمنين، إن مخارقاً قد أعجبه صوته وساء أداؤه في غنائه، فمره بملازمة جواري الحارث بن بسخنر حتى يعود إلى ما تريد .(1) ولم يطلع الصفدي على الترجمة الثانية فاكتفى في ترجمته له في (الوافي) بما قال ابو الفرج في الترجمة الأولى