
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لتهـن أميـر المـؤمنين كرامـةٌ
عليــه بهــا شـكر الإلـه وجـوب
بـأن ولـي العهـد مـأمون هاشـم
بـدا فضـله إذ قـام وهـو خطيـب
ولمـا رمـاه النـاس من كل جانب
بأبصـارهم والعـود منـه صـليب
رمـاهم بقـول أنصـتوا عجبـاً له
وفــي دونــه للســامعين عجيـب
ولمـا وعـت آذانهـم مـا أتى به
أنــابت ورقــت عنـد ذاك قلـوب
فـأبكى عيـون النـاس أبلغ واعظ
أغــر بطــاحي النجــار نجيــب
مهيــب عليــه للوقــار سـكينة
جريـــء جنــانٍ لا أكــع هيــوب
ولا واجــبٌ فـوق المنـابر قلبـه
إذا مـا اعترى قلب النجيب وجيب
إذا مـا علا المأمون أعواد منبر
فليـس لـه فـي العـالمين ضريب
تصـدع عنـه النـاس وهـو حديثهم
تحـــدث عنـــه نــازح وقريــب
شــبيه أميـر المـؤمنين حزامـةً
إذا وردت يومــاً عليــه خطـوب
إذا طـاب أصـل فـي عـروق مشاجه
فأغصــانه مــن طيبــه ســتطيب
فقـل لأميـر المـؤمنين الـذي به
يقــدم عبــد اللـه فهـو أديـب
كـأن لم تغب عن بلدة كان والياً
عليهـا ولا التـدبير منـك يغيـب
تتبـع مـا يرضـيك فـي كـل أمره
فســـيرته شــخص إليــك حــبيب
ورثتـم بنـي العبـاس إرث محمد
فليــس لحـي فـي الـتراث نصـيب
وإنـي لأرجـو يـا بـن عـم محمـد
عطايــاك والراجيـك ليـس يخيـب
أثبني على المأمون وابني محمداً
نــوالاً فإيــاه بــذاك تــثيب
جنـاب أميـر المـؤمنين مبـارك
لنــا ولكــل المــؤمنين خصـيب
لقـد عمهـم جـود الإمـام فكلهـم
لـه فـي الـذي حـازت يداه نصيب
يحيى بن المبارك أبو محمد، اليزيدي التميمي صاحب كتاب النوادر ومؤدب المأمون وصديق الخليل بن احمد الفراهيدي، وجد بني اليزيدي الشعراء الأدباء، وأشهرهم من بعده حفيده محمد بن العباس بن محمد بن ابي محمد (ت 310هـ) صاحب كتاب (أمالي اليزيدي) المنشور في موسوعتنا وقد خصهم ابن النديم في الفهرست بفصل مفرد حكى فيه أخبارهم. انظر ذلك في صفحة ديوان محمد بن أبي محمد اليزيدي قال:والذي ألف أبو محمد من الكتب كتاب النوادر ألفه لجعفر بن يحيى كتاب المقصور والمدود كتاب مختصر نحو ألفه لبعض ولد المأمون كتاب النقط والشكل.وهم من بني عدي بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم. رهط ذي الرمة وقيل: إنهم موالي بني عدي قال أبو الفرج في الأغاني: (وقيل لأبي محمد: اليزيدي لأنه كان فيمن خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بالبصرة ثم توارى زماناً حتى استتر أمره، ثم اتصل بعد ذلك بيزيد بن منصور خال المهدي فوصله بالرشيد، فلم يزل معه. وأدب المأمون خاصةً من ولده، ولم يزل أبو محمد وأولاده منقطعين إليه وإلى ولده ولهم فيهم مدائح كثيرة جياد.وكان أبو محمد عالماً باللغة والنحو، راوية للشعر، متصرفاً في علوم العرب. أخذ عن أبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب النحوي وأكابر البصريين وقرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء، وجود قراءته ورواها عنه وهي المعول عليها في هذا الوقت. وكان بنوه جميعاً في مثل منزلته من العلم والمعرفة باللغة، وحسن التصرف في علوم العرب. ولسائرهم علمٌ جيدونحن نذكر بعد انقضاء أخباره أخبار من كان له شعر وفيه غناء من ولده، إذ كنا قد شرطنا ذكر ما فيه صنعة دون غيره.فمنهم محمد بن أبي محمد، وإبراهيم بن أبي محمد، وإسماعيل بن أبي محمد.كل هؤلاء ولده لصلبه، ولكلهم شعر جيد.ومن ولد ولده أحمد بن محمد بن أبي محمد، وهو أكبرهم، وكان شاعراً راوية عالماً.ومنهم عبيد الله والفضل ابنا محمد بن محمد، وقد رويا عن أكابر أهل اللغة، وحمل عنهما علم كثير.وآخر من كان بقي من علماء أهل هذا البيت أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد، وكان فاضلاً عالماً ثقة فيما يرويه، منقطع القرين في الصدق وشدة التوقي فيما ينقله.وقد حملنا نحن عنه وكثيرٌ من طلبة العلم ورواته علماً كثيراً، فسمعنا منه سماعاً جماً.فأما ما أذكر ها هنا من أخبارهم فإني أخذته عن أبي عبد الله عن عميه عبيد الله والفضل، وأضفت إليه أشياء أخر يسيرة أخذتها من غيره، فذكرت ذلك في مواضعه، ورويته عن أهله.(ثم سرد أخبار أبي محمد) وورد اسمه خطأ في طبعة الأغاني (أبو محمد ابن يحيى) والصواب (يحيى أبو محمد)وأبو محمد هو المقصود بقول أبي ظبية العكلي:إليـك تنـاهت غاية الناس كلهمإذا اشتبهت عند البصير مسائلهوقوله:أيحيـى لقد زرناك نلتمس الجداوأنـت امـرؤ يرجى جداه ونائله