
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جل اسم مولانا اللطيف الخبير
وعــز فـي سـلطانه عـن نظيـر
هـو الـذي أوجـد مـا فوقها
وتحتهـا وهـو العليـم الخـبير
ثــم صــلاة اللـه تـترى علـى
ياقوتة الكون البشير النذير
وصــحبه الأولــى نـالوا مـرأى
يرجع عنه العرف وهو الحسير
وبعـــد فأنفســـهم جــوهر
للأرواح منـــه مـــا للأثيـــر
فإنــك اســتدعيت مـن ناصـر
نصـحاً طـويلاً وهـو منـه قصـير
ولســت أهلا أن أرى ناصــحاً
لقلــة الصــدق وخبـث الضـمير
وإنمــا يحســن نصــح الـورى
مـن ليـس للشـرع عليـه نكير
ومســتحيلٌ أن يقــود امــرأً
يـد امرىءٍ واهي المباني ضرير
واعجبــا يلتمــس الخيـر مـن
معتقــل العقـل مهيـض كسـير
لكـن إذا لـم يكـن بـدٌّ فعـن
جهــد أوفيــك بتــبر يســير
فـالقنه إن كنـت بـه قانعـاً
درا نظيمــاً يـزدري بـالنثير
لازم أبــا بكــر علـى منهـج
ذاك تفــز منــه بخيـر كـثير
واقنــع بمـا يكفـي ودع غيـره
فإنمـا الـدنيا هبـاءٌ نشير
بنـي لا يخـدعنك هـذي الـدنا
فإنهــا واللــه شــيء حقيـر
أيـن المشـيدات أمـا زلزلـت
أيـن أخـو الإيوان أين السدير
أيـن أبـو شـروان أضحى كأن
لـم يـك أيـن المعتـدي أزدشير
هــذا مقـالٌ مـن وعـاه اهتـدي
وحيـط مـن كـل مخـوف مـبير
وصـى أبـو بكـر بـه أحمـدا
وأحمـد فـي الـوقت شـيخ كـبير
إنقرضـــت أيــامه وانتهــى
وهنـاً ومـن قبـل أتاه النذير
وهــا هـو اليـوم علـى عـدة
مـبرمه للشـر ومـا مـن عـذير
أحمد بن الحسن بن علي الكلاعي الأندلسي أبو جعفر المعروف بابن الزيات خطيب ومتصوف من أعيان الأندلس وشعرائها وسفرائها من أهل حصن بلش بمالقة ومولده في بلش في حدود سنة 649هـ ووفاته فيها سحر يوم الأربعاء 17 شوال عام 728هـترجم له الوزير لسان الدين الخطيب في الإحاطة انظر قطعة من هذه الترجمة في صفحة القصيدة السابعة من هذا الديوان وفيها تسمية مؤلفاته وهي :القصيدة المسماة بالمقام المخزون في الكلام الموزون،والقصيدة المسماة بالمشرف الأصفى في المأدب الأوفى، وكلاهما ينيف على الألف بيت،ونظم السلوك في شيم الملوك،والمجتني النضير والمقتني الخطير،والعبارة الوجيزة عن الإشارة،واللطائف الروحانية والعوارف الربانية.وأس مبنى العلم، وأس معنى الحلم، في مقدمة علم الكلام،ولذات السمع من القراءات السبع، نظماً،ورصف نفائس اللآلى، ووصف عرائس المعالي، في النحو،وقاعدة البيان وضابطة اللسان، في العربية،ولهجة اللافظ وبهجة الحافظ،والأرجوزة المسماة بقرة عين السائل وبغية نفس الآمل، في اختصار السيرة النبوية،والوصايا النظامية في القوافي الثلاثية،وكتاب عدة الداعي، وعمدة الواعي،وكتاب عوارف الكرم، وصلات الإحسان، فيما حواه العين من لطائف الحكم وخلق الإنسان،وكتاب جوامع الأشراف والعنايات، في الصوادع والآيات،والنفحة الوسيمة والمنحة الجسيمة، تشتمل على أربع قواعد اعتقادية وأصوليه وفروعية وتحقيقية،وكتاب شروف المفارق في اختصار كتاب المشارق،وتلخيص الدلالة في تخليص الرسالة،وشذور الذهب في صروم الخطب،وفائدة الملتقط وعائدة المغتبط،وكتاب عدة المحق وتحفة المستحق.وختم الترجمة بذكر ما رثي به من الشعروهو ثالث من ترجم لهم في كتابه "الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه في الأندلس من شعراء المائة الثامنة" وقد طوّل في إطرائه قال:رحلة الوطن، وملقى العطن، وخبيئة العناية التي لا يعثر عليها إلا أهل الفطر السليمة والفطن، والخطيب الذي إذا نطق اخرس سحبان، وإذا رجح خف متالع وأبان وإذا تاوه بذكر الله تعالى تأرج الهندي والبان، والولي الذي تضرب آباط مطيها إليه الركبان،حثا في وجوه السابقين ثانيا من عنان سيره، وجمع من شروط الخطابة ما تفرق في غيره،صورةً أنشأها الله في احسن تقويم، ومجتلى احب إلى العيون من سنة التنويم،ولساناً يرمي البلابلربالعي، ويوقفها إذا ادعت نسب الفصاحة موقف الدعي،وخشوعاً يعلم غلاظ الكبود معاملة المعبود،ونغمة بالسبع المثاني، تزري بنغمات المثالث والمثاني،وصدقا يصدع بوعظه الصخر، وانشاء يتمم هذا الفخر،إلى الحفظ الأقوى، والانفراد بإحراز قصب السباق في مجال البر والتقوى.وهذه الشروط قلما اجتمعن في سواه، ولا أطعن إلا خافق لواه،وكان يتدفق بالشعر تدفق البحر الزاخر، ويتكل (؟) معربا في هذا الزمان المستاخر،ومثواه بالأندلس كعبة المفاخر، بشهادة العظم الناخر. (ثم أورد ست قطع من شعره) ثم قال:وثبت له في كتاب المحلى نثر أشف من نظمه رحمه الله تعالى آمين.