
الأبيات13
رعــى اللــه وادي شـنياية
وتلك الغدايا وتلك الليال
ومسـرحنا بين خضر الغصون
وودق الميــاه وســحر الظلال
ومرتعنـــا تحـــت أدواحــه
ومكرعنا في النمير الزلال
نشاهد منها كعرض الحسام
إذا مـا انتشـت فوقه كالعوال
وللـــه مـــن در حصــبائه
لآلٍ وأحســن بهــا مــن لآل
وليـلٍ بـه في ستور الغصون
كخــودٍ ترنـم فـوق الحجـال
وأســحاره كيــف راقـت وصـح
ح النسـيم بها في اعتدال
وللــه منــك أبــا جعفـر
عميــد الحلال حميــد الخلال
تطـارحني برمـوز الكنـوز
وتسـفر لـي عن معاني المعال
وتبـدلني فـي شجون الحديث
ويــا طيبــة كـل سـحرٍ حلالٍ
فـألقط مـن فيـك سحر البيان
مجيباً به عن عريض النوال
أفـدت الـذي دونهـا معشـرٌ
كـثير المقـال قليل النوال
فأصــبحت لا أبتغــي بعـدها
سـواك وبعـد كمـا لا أبـال
ابن شعيب الكرياني
المغرب والأندلسمحمد بن شعيب الكرياني أبو العباس: طبيب فيلسوف من الشعراء الأدباء من أهل فاس، من كريانة، قبيلة من قبائل الريف تولع بالكيمياءترجم له الوزير ابن الخطيب في كتابيه الإحاطة وعائد الصلة: قال:من أهل المعرفة بصناعة الطب، وتدقيق النظر فيها، كان مشاركاً في الفنون، وخصوصاً في علم الأدب، حافظاً للشعر، ذكر أنه حفظ منه عشرين ألف بيت للمحدثين، والغالب عليه العلوم الفلسفيه، وقد مقت لذلك، وتهتك في علم الكمياء، وخلع فيه العذار، فلم يحل بطائل، إلا أنه كان تفوه بالوصول، شنشنة المفتونين بها على مدى الدهر. وله شعر رائق، وكتابة حسنة، وخط ظريف. كتب في ديوان سلطان المغرب مرئسا، وتسرى جارية رومية إسمها صبح، من أجمل الجواري حسناً، فأدبها حتى لقنت حظاً من العربية، ونظمت الشعرن وكان شديد الغرام بها، فهلكت أشد ما كان حباً لها، وامتداد أمل فيها، فكان بعد وفاتها لا يرى إلا في تأوه دائم، وأسف متمادٍ، وله فيها أشعار بديعة في غرض الرثاء.قرأ في بلده فاس على كثير من شيوخها، كالأستاذ أبي عبد الله بن أجروم نزيل فاس، والأستاذ أبي عبد الله بن رشيد، ووصل إلى تونس، فأخذ منها الطب والهيئة على الشيخ رحلة وقته في تلك الفنون، يعقوب بن الدراس.ثم أورد منخبا من شعره ثم قال:دخل غرناطة على عهد السابع من ملوكها الأمير محمد لقربٍ من ولايته في بعض شئونه، وحقق بها تغيير أمر الأدوية المنفردة التي يتشوف الطبيب إليها والشحرور وهي بقرية شون من خارجها.وتوفي بتونس في يوم عيد الأضحى من سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
قصائد أخرىلابن شعيب الكرياني
رعى الله وادي شنياية
أعلمت ما صنع الفراق
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025