
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زارَ وَقَــد شــَمَّرَ فَضــلُ الإِزارِ
جَنـــحُ ظَلامٍ جانِـــحٍ لِلفِــرار
وَرَوضــَةِ الأَنجُــم قــد صــَوَّحَت
وَالفَجـرُ قَـد فَجَّـرَ نَهرَ النَهار
قُلــتُ لَــهُ أَهلاً بِطَيــفٍ دَنــا
مِـن نـازِحِ الدارِ بَعيدِ المَزار
كَيـفَ خَطَـوتَ الشـَرَّ ثُـمَّ الشـَرى
وَاِبنـى هِلالٍ وَالقَنـا وَالشـِفار
أَصــَهوَةَ الغَــبراءِ أَم داحِسـا
رَكِبـتَ حَتّـى خُضـتَ ذاكَ الغِمـار
وَجِئتَ بِالخَطّــــارِ أَم أَعـــوَجٍ
جَنيبَـــةٍ مُعتَـــدَّةٍ لِلخِطـــار
وَهَــل تَقَلَّــدَت لِــدَفعِ الـرَدى
حَمـائِلَ الصـَمامِ أَم ذى الفِقار
وَاَنــتَ زَيـدُ الخَيـلِ أَم عـامِر
وَمالِكُ بنُ الرَيبِ أَم ذي الخِمار
فَقــــالَ لا هَـــذا وَلا ذا وَلا
بَـل كُنـت عَنهُـم قَمَراً في سَرار
يــا مَلِكــاً أَمسـَت تُجيـبُ بِـهِ
تَحســِدُ قَحطــان عَلَيــهِ نِـزار
لَــولاكَ لَــم تَشـرُف معـد بِهـا
جــلَّ أَبــو ذَرٍّ فَجَلَّــت غِفــار
سـيري فَلَـم نَقـذِفكِ فـي مَجهـلٍ
وَلا ضــَرَبنا بِـكِ ضـَربَ القِمـار
حَيــثُ عَلــوقُ العلـمِ مَطلوبَـةٌ
يُوافِـقُ السـوقَ كِـرامَ التُجـار
خُـــذها أَبــا بَكــرٍ غَربِيَّــةً
سـَرى بِهـا الـوُدَّ إِلَيكُـم وَطار
لَيسـَت مِنَ الشِعرِ القَصيرِ الخُطى
وَلا مِــنَ المَسـروقِ وَالمُسـتَعار
قَــدَّمتُها قَبــلَ قُــدومي كَمـا
قَــدَّمَت الحُجّـاجُ رَمـيَ الجِمـار
أَقَمــتَ لِلعلــمِ مَنــاراً وَمـا
أظُـنُّ فـي الـدُنيا لِعلـمٍ منار
فَمــا نَــداماكَ ســِوى أَهلَــهُ
وَكُلُّهُــم بَيـنَ نَـدامى العُقـار
مَيــزُكَ ميــزانَ عُقـولِ الـوَرى
وَفَهمُــكَ العَــدلُ لِكُــلِّ عِيـار
تَبـدو لَـكَ الهُجنَـةُ فـي لَحطَـةٍ
وَتَعـرِفُ الأَسـنانَ قَبـلَ الفُـرار
مِـن لَفظِهِـم تَعـرِفُ مـا هُم وَفي
جَحفَلَـةِ العـاثِرِ يَبـدو العِثار
فَمـا رَأَتـكَ العَيـنُ تُصـغي إِلى
مَحــال عِجــلٍ سـامِرِيِّ الخُـوار
فـــــــــارَقَتهُم لا لِمَلالٍ وَلا
قِلــىً وَلَكِـن لِلخُطـوبِ الكِبـار
ســِتَةُ أَعــوامٍ وَمـا كـانَ لـي
فـي فُرقَـةِ الأَيّـامِ عَنهُـم فِرار
محمد بن سعيد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني، أبو عبد الله: كاتب مترسل، وشاعر أديب.ولد في القيروان، واتصل بالمعز بن باديس أمير إفريقية، فألحقه بديوان حاشيته، ثم جعله في ندمائه وخاصته، واستمر إلى أن زحف عرب الصعيد واستولوا على معظم القطر التونسي (سنة 449 هـ) فارتحل المعز إلى المهدية ومعه ابن شرف.ثم رحل ابن شرف إلى صقلية، ومنها إلى الأندلس، فمات بإشبيلية.من كتبه (أبكار الأفكار) مختارات جمعها من شعره ونثره، و (مقامات) عارض بها البديع، نشرها السيد حسن حسني عبد الوهاب، في مجلة المقتبس، باسم (رسائل الانتقاد) ثم نشرت في رسالة منفردة باسم (أعلام الكلام) وهذا من كتبه المفقودة، ولو سميت (رسالة الانتقاد) لكان أصح، لقول ياقوت في أسماء تصانيفه: (ورسالة الانتقاد، وهي على طرز مقامة) أما الذي سماها (مقامات) فهو ابن بسام، في الذخيرة، وقد أورد جملا منها تتفق مع المطبوعة. ولابن شرف (ديوان شعر) وكتب أخرى.وللراجكوتي الميمني: (النتف من شعر ابن رشيق وزميله ابن شرف - ط) عن الأعلام للزركلي.تنبيه:وهو والد الشاعر أبي الفضل جعفر بن محمد بن شرف، وليس لأبي الفضل (ت 534هـ) ديوان في موسوعتنا وقد اختلط ديوانه بديوان أبيه اختلاطا أفسد ديوان أبيه وسوف أعمل لاحقا إن شاء الله تعالى على تصحيح هذا الخطأ الشنيع، وقد حل اسم الابن مكان اسم الأب في صفحة الشاعر في كل نشرات الموسوعة السابقة، وأما تاريخ المولد والوفاة فصحيحان، تاريخ مولد ووفاة الوالد. قال ابن بسام في ترجمة الولد:(الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بن شرفذو مرة لا تناقض، وعارضة لا تعارض، وطرأ أبوه على جزيرة الأندلس من بلدة القيروان، حسبما نشرحه إن شاء الله في ما يأتي من هذا الديوان؛ وأبو الفضل هذا يومئذ لم يصبّ قطرُه، ولا خرج من الكمامة زهرُه، ومن المرية درج وطار، وباسم صاحبها أنجد ذكره وغار، وهو اليوم بها قد طلق الشعر ثلاثا، ونقض غزله بعد قوة انكاثا، وارتسم في حذاق الأطباء، واشتمل بما بقي له هناك من الجاه والثراء، ولم أظفر من شعره، إلا بما يكاد يفي بقدره، وقد أثبته على نزره، لئلا يخل بكتابي إهمال ذكره).وانظر التعليق في هذا الديوان على القصيدة التي أولها (مطل الليل بوعد الفلق) وهي من شعر أبي الفضل