
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرِبْــتُ وَهَـلْ بِـكَ مِــنْ مَطْــرَبِ
وَلَــــمْ تَتَصــابَ وَلَــمْ تَلْعَــبِ
صـَبَابَةَ شـَوْقٍ تَهِيــجُ الْحَلِيــمَ
لَا عَــارَ فِيهَــا عَلَــى الْأَشْــيَبِ
وَمَـا أَنْــتَ إِلَّا رُسُــومَ الـدِّيَار
وَلَــو كُــنَّ كَالْخِلَــلِ المُــذْهَبِ
وَلَا ظُعُــــنُ الْحَــيّ إِذْ أَدْلَجَــتْ
بَــــوَاكِرُ كَالإِجْـــلِ وَالرَّبْــرَبِ
وَلَســْتَ تَصـَبُّ إِلــى الظَّــاعِنِينَ
إِذا مــا خَلِيلُــكَ لَـمْ يَصْــبَبِ
فَـدَعْ ذِكـرَ مَـنْ لَسْـتَ مِـنْ شَأْنِهِ
وَلَا هُــوَ مِــنْ شــَأْنِكَ الْمُنْصِــبِ
وَهَـاتِ الثَّنَــاءَ لِأَهْـلِ الثَّنَـاءِ
بِأَصـــْوَبِ قَوْلِــــكَ فَالْأَصْــــوَبِ
بَنِــي هَاشــِمٍ فَهُـمُ الْأَكْرَمُــونَ
بَنِـي الْبَــاذِخِ الْأَفْضَــلِ الْأَطْيَـبِ
وَإِيَّـــاهُمُ فَاتَّخِـــذْ أَوْلِيَـــا
ءَ مِـنْ دُونِ ذِي النَّسَــبِ الْأَقْــرَبِ
وَفِــي حُبِّهِــمْ فَــاتَّهِمْ عَــاذِلاً
نَهَــاكَ وَفِــي حَبْلِهِــمْ فَــاحْطِبِ
أرَى لَهُـمُ الْفَضْــلَ والسـَّابِقَاتِ
وَلَــــمْ أتَمَـــنَّ وَلَــمْ أَحْســَبِ
مَسـامِيحُ بِيــضٌ كِـرَامُ الْجُـدُودِ
مَرَاجِيــحُ فِـي الرَّهَــجِ الْأَصْــهَبِ
إِذا ضَـمَّ فِـي الرَّوْعِ يَومَ الْهِيَا
جِ أَخِّــرْ وَأَقْــدِمْ إِلَــى أَرْحِــبِ
مَطَـاعِيمُ حِيــنَ تَــرُوحُ الشَّـمَالُ
بِشـــَفَّانَ قِطْقِطِهـــا الْأَشْـــهَبِ
مَــوَاهِيبُ لِلْمُنْفِـسِ الْمُسْــتَزَادِ
لِأَمْثَـــالِهِ حِيــــنَ لَا مَــــوْهَبِ
أَكَــارِمُ غُــرٌّ حِســانُ الْوُجُــوهِ
مَطَــــاعِيمُ لِلطَّـــارِقِ الْأَجْنَــبِ
مَقَــارِيُ لِلضــَّيْفِ تَحْــتَ الظَّلَامِ
مَــــوَارِيُ لِلقَـــادِحِ الْمُثْقِــبِ
إِذَا الْمَرْخُ لَمْ يُورِ تَحْتَ العَفَارِ
وَضُــــنَّ بِقِـــدْرٍ فَلَــمْ تُعْقَــبِ
وَرَدْتُ مِيـــــاهَهُمُ صـــــادِياً
بِحَائِمَــــــةٍ وِرْدَ مُسْـــــتَعْذِبِ
فَمَــا حَلَّأَتْنِــي عِصـِيُّ السُّــقَاةِ
وَلَا قِيــلَ يـا ابْعَدْ وَلَا يا اغْرُبِ
وَلكِـــنْ بِجَأْجَـــأَةِ الْأَكْرَمِيــنَ
بِحَظِّـــيَ فِــي الْأَكْــرَمِ الْأَطْيَــبِ
لَئِنْ طَــــالَ شِـــرْبِيَ لِلْآجِنَــاتِ
لَقَـــدْ طَــابَ عِنْــدَهُمُ مَشــْرَبِي
أَجِـــلُّ وَأَصــْدُرُ عَــنْ غَيْرِهِــمْ
بِــــــرِيِّ الْمُحَلَأِ وَالْمُـــــوأَبِ
أُنــــاسٌ إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُــــمْ
صــَوَادِي الغَـرَائِبِ لَــمْ تُضْــرَبِ
وَلَيْــسَ التَّفَحُّــشُ مِـنْ شَــأْنِهِمْ
وَلَا طَيْــــرَةُ الغَضــَبِ المُغْضــِبِ
وَلَا الطَّعْـنُ فِـي أَعْيُنِ الْمُقْبِلِينَ
وَلَا فِــي قَفَـا الْمُـدْبِرِ الْمُـذْنِبِ
نُجُـــومُ الْأُمُــورِ إِذا ادْلَمَّســَتْ
بِظَلْمَــــاءَ دَيْجُورِهــا الْأَشــْهَبِ
وَأَهْـلُ الْقَـدِيمِ وَأَهْـلُ الْحَـدِيثِ
إذا نُقِضـــَتْ حَبْــوَةُ الْمُحْتَبِــي
وَشَـــجْوٌ لِنَفْســِيَ لَــمْ أَنْســَهُ
بِمُعْتَــــرَكِ الطَّـــفِّ فَــالْمِجْنَبِ
كَــــأَنَّ خُـــدُودَهُمُ الْواضِـــحَا
تِ بَيْـنَ الْمَجَــرِّ إِلَــى الْمَسْـحَبِ
صـفَائِحُ بِيـضٌ جَلَتْهَــا الْقُيُــو
نُ مِمَّـــا تُخُيِّــرْنَ مِــنْ يَثْــرِبِ
أُؤَمِّــلُ عَــدْلاً عَســَى أَنْ أَنَــا
لَ مـا بَيْــنَ شَــرْقٍ إِلَـى مَغْـرِبِ
رَفَعْــتُ لَهُــمْ نَــاظِرَيْ خَــائِفٍ
عَلَــى الْحَــقِّ يُقْــدَعُ مُسْــتَرْهِبِ
الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَيُكَنَّى أَبَا الْمُسْتَهِلِّ، وُلِدَ فِي الكوفَةِ سَنَةَ 60 لِلْهِجْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَهُوَ شاعِرُ الهَاشِمِيِّينَ، فَقَدْ كَانَ مَعْرُوفاً بِالتَّشيُّعِ لِبَنِي هاشِمٍ مَشْهُوراً بِذَلِكَ، كَثيرَ المَدْحِ لَهُمْ، وَكَانَ مُتَعَصِّباً لِلْمُضَرِيَّةِ عَلَى القَحْطانِيَّةِ، وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ (الْهَاشِمْيَّاتُ) وَهِيَ مِنْ جَيِّدِ شِعْرِهِ وَمُخْتارِهِ، وَكَانَ الكُمَيْتُ عالِماً بِآدابِ العَرَبِ وَلُغَاتِها وَأَخْبارِها وَأَنْسابِها، تُوُفِّيَ سَنَةَ 126 لِلْهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.