
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـزمٌ تجـرَّدَ فيـه النصـرُ والظّفـرُ
وفكـرةٌ خمـدت مـن تحتهـا الفكـرُ
ركبتَ في الله حتى البحرَ حين طما
آذيُّــهُ وبســوطِ الريــح ينحصــر
طِــرفٌ يَــزِلُّ عليــه سـرجُ فارسـه
وليـس ممـا تضـمُّ الحُـزمُ والعُـذَرُ
كــأنَّ راكبــه فـي متـنٍ ذي لبـدٍ
غضـبانَ تقـدحُ مـن أنفاسـِهِ الشرر
حملــتَ نفســك فيـه فـوقَ داهيـةٍ
دهيــاءَ لا ملجــأٌ منهــا ولا وزر
عُــذِرَت لــو أنـه ميـدانُ معركـةً
يسـمو لـه رَهَـجٌ فـي الجـوِّ منتشر
فـي حيـثُ للكـرِّ والإقـدامِ مضـطربٌ
وحيـث تملـكُ مـا تـأتي ومـا تذر
عسـاك خلـتَ حبـابَ المـاءِ من زَرَد
تعـوَّدَ الخـوضَ فيـه طِرفُـك الأثِـرق
أو قلـتَ فـي المـوج خرصان معرضة
تحــارب الجيـش أو مصـقولةٌ بُتُـر
هــي البســالةُ إلاَّ أنهــا ســَرَفٌ
تنفـي الحـذارَ وممّـا يُؤثَرُ الحذر
لا تحمـلِ الـدينَ والدنيا على خَطَرٍ
وليـس يُحمَـدُ فـي أمثالـك الغـرر
إن كــان ثَوبُــكَ مختصــاً بلابسـهِ
فقــد تعلَّـقَ مـن أذيـالِهِ البشـر
هلاَّ رحمــتَ نفوســاً حـام حائمهـا
عليـكَ واسـتولتِ الأشـواقُ والـذكر
وعـاد أجبَنَهـا مـن كـان أشـجعَها
شـحّاً عليـكَ وأحيـا ليلـه السـهر
إنـا لفـي حمـصَ نسـتقري محاضرها
وللقلــوبِ بــذاك اللــجّ مُحتَضـَر
لا نحسـنُ الظـنَّ إشـفاقاً وقد ضمنت
لنـا مسـاعيك أن يعنـو لك القدر
كأنَّمـا النهـرُ لمـا سرتَ سار على
ذاك المجـاز فـأجرى فُلكَـكَ النهرَ
كأنمــا قمــتَ بالجـدوى تسـاجِلُهُ
فنـــاله دهَــشٌ أو نــابه حصــَر
أحـاط جـودُك بالـدنيا فليـس لـه
إلا المحيــط مثــالٌ حيـن يُعتبَـر
ومــا حســبت بـأن الكُـلَّ يحملُـهُ
بعــضٌ ولا كــاملاً يحــويه مختصـر
لـم تثـنِ عنـكَ يـداً أرجـاءُ ضفتهِ
إلا ومــدت يــداً أرجــاؤهُ الأخـر
تواصـِلُ اللحـظَ حسرى من هنا وهنا
وليـس غيـر الـدعاءِ الجصُّ والحجر
فصــرتَ فـوق دفـاعِ اللَـه تهصـرهُ
براحــةِ الـبر والتقـوى فينهصـر
كأنمـا كـان عينـاً أنـت ناظرهـا
وكــلُّ شــطٍ بأشـخاصِ الـورى شـفُر