
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَحا عَـنْ تَصـابِيهِ الْفُؤادُ الْمُشَوَّقُ
وَحــانَ مِـنَ الْحَـيِّ الْجَمِيـعِ تَفَـرُّقُ
وَأَصــْبَحَ لا يَشــْفِي غَلِيــلَ فُـؤادِهِ
قِطـارُ السـَّحابِ وَالرَّحِيـقُ المُـرَوَّقُ
لَـدُنْ شـَالَ أَحْـداجُ الْقَطِيـنِ غُدَيَّـةً
عَلـى جَلْهَةِ الْوَادِي مَعَ الصُّبْحِ تُوسَقُ
تَطـالَعُ مـا بَيْـنَ الرَّجَـى فَقُراقِـرٍ
عَلَيْهِــنَّ ســِرْبالُ السـَّرابِ يُرَقْـرِقُ
وَقَـدْ جاوَزَتْهـا ذاتُ نِيرَيْـنِ شـارِفٌ
مُحَرَّمَـــةٌ فِيهــا لَوامِــعُ تَخْفِــقُ
بِجَــأْوَاءَ جُمْهُــورٍ كَــأَنَّ طَرِيقَهـا
بِسـُرَّةَ بَيْـنَ الْحَـزْنِ وَالسـَّهْلِ رَزْدَقُ
يَشـُولُ عَلى أَقْطارِها الْقَوْمُ بِالْقَنا
تَحُـــوطُ عَلــى آثــارِهِنَّ وَتَلْحَــقُ
وَقـالَ جَمِيـعُ النَّـاسِ أَيْـنَ مَصِيرُنا
فَأَضــْمَرَ مِنْهــا خُبْـثَ نَفْـسٍ مُمَـزَّقُ
فَلَمَّا أَتى مِنْ دُونِها الرِّمْثُ وَالْغَضا
وَلاحَـتْ لَنـا نـارُ الْفَرِيقَيْـنِ تَبْرُقُ
فَوَجَّهَهـــا غَربِيَّــةً عَــنْ بِلادِنــا
وَوَدَّ الَّــذينَ حَوْلَنــا لَــو تُشـَرِّقُ
فَجالَتْ عَلى أَجْوازِها الْخَيْلُ بِالْقَنا
تُواضــِعُ مِـنْ قَرْنَـيْ جَـدُودَ وَتَمْـرُقُ
فَمَــنْ مُبْلِـغُ النُّعْمـانَ أَنَّ أُسـَيِّداً
عَلـى الْعَيْـنِ تَعْتـادُ الصَّفا وَتُمَرِّقُ
وَأَنَّ لُكَيْــزاً لَــمْ تَكُــن رَبَّ عُكَّـةٍ
لَــدُنْ صــَرَّحَتْ حُجَّــاجُهُمْ فَتَفَرَّقـوا
قَضـَى لِجَمِيـعِ النَّاسِ إِذْ جاءَ أَمْرُهُمْ
بِـأَنْ يَجنُبُـوا أَفْراسَهُمْ ثُمَّ يَلْحَقُوا
لِتُبْلِغَنِــي مَــنْ لا يُكَــدِّرُ نِعْمَــةً
بِعُــذْرٍ وَلا يَزْكُــو لَـدَيْهِ التَّمَلُّـقُ
يَــؤُمُّ بِهِــنَّ الْحَـزْمَ خِـرْقٌ سـَمَيْدَعٌ
أَحَــذُّ كَصــَدْرِ الْهُنْــدُوانِيِّ مِخْفَـقُ
المُمَزَّقُ العبديُّ هو شأسُ بنُ نهارِ بنِ أسود، من قبيلةِ عبد القيس المنحدرة من القبائل النزارية العدنانيّة. والمُمَزَّق لقبٌ غلبَ عليه لبيتٍ من الشّعر يقول فيه "وَإِلَّا فَأَدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ". شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 36ق.ه/587م، وهو ابنُ أختِ الشّاعرِ المثقّب العبديّ. استعطفَ ملكَ المناذرة الشّهير عمرو بن هند لقومِهِ حين هَمّ الملكُ بغزوِ بني عبد القيس، واستعطفَهُ لنفسِهِ بعد وشايةٍ وصلَت إلى الملكِ عنه، كما مدحَ النُّعمانَ بنَ المنذرِ وواصلَه. ويُرجَّحُ أنّه توفّي في فترةِ حكم النّعمان بن المنذر. عدّهُ ابنُ سلّام الجمحيّ من شعراءِ البحرينِ الكبار بعد خالِهِ المثقِّب، وتغلبُ على شعرِهِ الحكمةُ والحديثُ عن الموت ووصفِ أحوالِه، إضافةً إلى التزامِهِ بتقاليد القصيدة العربيّة في المديح؛ لا سيّما تقليد وصف النّاقة.