
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـــنْ دِمَـــنٌ كَـــأَنَّهُنَّ صـــَحائِفُ
قِفــارٌ خَلا مِنْهــا الْكَثِيـبُ فَواحِـفُ
فَمـا أَحْـدَثَتْ فِيهـا الْعُهُـودُ كَأَنَّما
تَلَعَّــبُ بِالســَّمَّانِ فِيهـا الزَّخـارِفُ
أَكَـــبَّ عَلَيْهـــا كــاتِبٌ بِــدَواتِهِ
يُقِيـــمُ يَـــدَيْهِ تــارَةً وَيُخــالِفُ
رَجـا صـُنْعَهُ مـا كـانَ يَصـْنَعُ ساجِياً
وَيَرْفَــعُ عَيْنَيْـهِ عَـنِ الصـُّنْعِ طـارِفُ
وَشـَوْهاءَ لَـمْ تُوشـَمْ يَداها وَلَمْ تُذَلْ
فَقَــاظَتْ وَفِيهــا بِالْوَلِيـدِ تَقـاذُفُ
وَتُعْطِيـكَ قَبْـلَ السـَّوْطِ مِلْـءَ عِنانِها
وَإِحضــارَ ظَبْــيٍ أَخْطَـأَتْهُ الْمَجـادِفُ
بَلِلْـتُ بِهـا يَـوْمَ الصـُّراخِ وَبَعْضـُهُمْ
يَخُــبُّ بِــهِ فِـي الْحَـيِّ أَوْرَقُ شـارِفُ
بِبَيْضــاءَ مِثْـلِ النَّهْـيِ رِيـحَ وَمَـدَّهُ
شــَآبِيبُ غَيْــثٍ يَحْفِـشُ الْأُكْـمَ صـائِفُ
وَمُطَّـــرِدٍ يُرْضـــِيكَ عِنْــدَ ذَواقِــهِ
وَيَمْضــِي وَلا يَنْــآدُ فِيمــا يُصـادِفُ
وَصــَفْراءُ مِــنْ نَبْــعٍ سـِلاحٌ أُعِـدُّها
وَأَبْيَــضُ قَصــَّالُ الضــَّرِيبَةِ جــائِفُ
عَتادُ امْرِئٍ فِي الْحَرْبِ لا واهِنِ الْقُوى
وَلا هُــوَ عَمَّــا يَقْـدِرُ اللـهُ صـارِفُ
بِـهِ أَشـْهَدُ الْحَـرْبَ الْعَوانَ إِذا بَدَتْ
نَواجِــذُها وَاحْمَـرَّ مِنْهـا الطَّـوائِفُ
قِتـالَ امْـرِئٍ قَـدْ أَيْقَـنَ الدَّهْرَ أَنَّهُ
مِـنَ الْمَـوْتِ لا يَنْجُو وَلا الْمَوْتُ جانِفُ
وَلَـوْ كُنْـتُ فِـي غُمْـدانَ يَحْـرُسُ بابَهُ
أَراجِيـــلُ أُحْبُــوشٍ وَأَســْوَدُ آلِــفُ
إِذاً لَأَتَتْنِــي حَيْــثُ كُنْــتُ مَنِيَّتِــي
يَخُــبُّ بِهــا هــادٍ لِإِثــرِيَ قــائِفُ
أَمِــنْ حَـذَرٍ آتِـي الْمَهالِـكَ سـادِراً
وَأَيَّــةُ أَرْضٍ لَيْــسَ فِيهــا مَتــالِفُ
ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرو العَبْدِيّ، من سُليمة بن عبد القيس. شاعرٌ جاهليٌّ يُقال له "ابن أمّ حزنة"، وهو من فرسان قبيلة عبد القيس، أورد له المفضل الضبيّ قصيدتينِ في المفضّليّات، ويغلب على شعره الحماسة والفخر.