
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنَ الْحَـوادِثِ وَالْمَنُـونِ أُرَوَّعُ
وَأَبِيــتُ لَيْلِــي كُلَّــهُ لا أَهْجَـعُ
وَأَبِيــتُ مُخْلِيَــةً أُبَكِّـي أَسـْعَداً
وَلِمِثْلِـهِ تَبْكِـي الْعُيُـونُ وَتَهْمَـعُ
وَتَبَيَّـنُ الْعَيْـنُ الطَّلِيحَـةُ أَنَّهـا
تَبْكِـي مِـنَ الْجَزَعِ الدَّخِيلِ وَتَدْمَعُ
وَلَقَـدْ بَدا لِي قَبْلُ فِيما قَدْ مَضَى
وَعَلِمْـتُ ذاكَ لَـوْ انَّ عِلْمـاً يَنْفَعُ
أَنَّ الْحَـوادِثَ وَالْمَنُـونَ كِلَيْهِمـا
لا يُعْتِبـانِ وَلـوْ بَكَـى مَـنْ يَجْزَعُ
وَلَقَــدْ عَلِمْــتُ بِـأَنَّ كُـلَّ مُـؤَخَّرٍ
يَوْمــاً ســَبِيلَ الْأَوَّلِيـنَ سـَيَتْبَعُ
وَلَقَـدْ عَلِمْـتُ لَـوَ انَّ عِلْماً نافِعٌ
أَنْ كُـــلُّ حَــيٍّ ذاهِــبٌ فَمُــوَدِّعُ
أَفَلَيْـسَ فِيمَـنْ قَـدْ مَضَى لِيَ عِبْرَةٌ
هَلَكُوا وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنْ لَنْ يَرْجِعُوا
وَيْـلُ اُمِّ قَتْلى بِالرِّصافِ لَوَ انَّهُمْ
بَلَغُوا الرَّجاءَ لِقَوْمِهِمْ أَو مُتِّعُوا
كَمْ مِنْ جَمِيعِ الشَّمْلِ مُلْتَئِمِ الْهَوى
كـانُوا كَـذَلِكَ قَبْلَهُـمْ فَتَصـَدَّعُوا
فَلْتَبْــكِ أَســْعَدَ فِتْيَـةٌ بِسَباسـِبٍ
أَقْــوَوا وَأَصـْبَحَ زادُهُـمْ يُتَمَـزَّعُ
جـادَ ابْـنُ مَجْدَعَـةَ الْكَمِيُّ بِنَفْسِهِ
وَلَقَــدْ يَــرى أَنَّ الْمَكَـرَّ لَأَشـْنَعُ
وَيــلُ اُمِّــهِ رَجُلاً يُلِيـذُ بِظَهْـرِهِ
إِبِلاً وَنَســـَّالُ الْفَيـــافِي أَرْوَعُ
يَــرِدُ الْمِيـاهَ حَضـِيرَةً وَنَفِيضـَةً
وِرْدَ الْقَطـاةِ إِذا اسـْمَأَلَّ التُّبَّعُ
وَبِـهِ إِلـى أُخْـرى الصـِّحابِ تَلَفُّتٌ
وِبِـهِ إِلـى الْمَكْـرُوبِ جَـرْيٌ زَعْزَعُ
وَيُكَبِّـرُ الْقِـدْحَ الْعَنُـودَ وَيَعْتَلِي
بِـأُلى الصَّحابِ إِذا أَصاتَ الْوَعْوَعُ
ســَبّاقُ عادِيَــةٍ وَهــادِي سـُرْيَةٍ
وَمُقاتِـــلٌ بَطَـــلٌ وَداعٍ مِســْقَعُ
ذَهَبَــتْ بِـهِ بَهْـزٌ فَأَصـْبَحَ جَـدُّها
يَعْلُـو وَأَصـْبَحَ جَـدُّ قَـوْمِيَ يَخْشـَعُ
أَجَعَلْــتَ أَســْعَدَ لِلرِّمـاحِ دَرِيئَةً
هَبِلَتْــكَ أُمُّــكَ أَيَّ جَــرْدٍ تَرْقَـعُ
يـا مُطْعِمَ الرَّكْبِ الْجِياعِ إِذا هُمُ
حَثُّوا الْمَطِيَّ إِلى الْعُلَى وَتَسَرَّعُوا
وَتَجاهَـدُوا سـَيْراً فَبَعْـضُ مَطِيِّهِـمْ
حَســـْرى مُخَلَّفَــةٌ وَبَعْــضٌ ظُلَّــعُ
جَــوَّابُ أَوْدِيَــةٍ بِغَيْــرِ صـَحابَةٍ
كَشــــَّافُ داوِيِّ الظَّلامِ مُشــــَيَّعُ
هَـذَا عَلـى إِثْـرِ الَّـذِي هُوَ قَبْلَهُ
وَهِـيَ الْمَنايـا وَالسَّبِيلُ الْمَهْيَعُ
هَـذَا الْيَقِيـنُ فَكَيْـفَ أَنْسَى فَقْدَهُ
إِنْ رابَ دَهْـرٌ أَوْ نَبـا بِـيَ مَضْجَعُ
إِنْ تَــأتِهِ بَعْـدَ الْهُـدُوِّ لِحاجَـةٍ
تَــدْعُو يُجِبْـكَ لَهـا نَجِيـبٌ أَرْوَعُ
مُتَحَلِّــبُ الْكَفَّيْــنِ أَمْيَـثُ بـارِعٌ
أَنِــفٌ طُـوالُ السـَّاعِدَيْنِ سـَمَيْدَعُ
سـَمْحٌ إِذا ما الشَّوْلُ حارَدَ رِسْلُها
وَاسـْتَرْوَحَ الْمَـرَقَ النِّساءُ الْجُوَّعُ
مِـنْ بَعْـدِ أَسـْعَدَ إِذْ فَجِعْتُ بِيَوْمِهِ
وَالْمَـوْتُ مِمَّـا قَـدْ يَرِيـبُ وَيَفْجَعُ
فَـوَدِدْتُ لَـوْ قُبِلَـتْ بِأَسـْعَدَ فِدْيَةٌ
مِمَّـا يَضـَنُّ بِـهِ الْمُصـابُ الْمُوجَعُ
غــادَرْتَهُ يَـوْمَ الرِّصـافِ مُجَـدَّلاً
خَبَــرٌ لَعَمْـرُكَ يَـوْمَ ذَلِـكَ أَشـْنَعُ
هي سُعدى بنت الشّمردل الجُهنيّة، وقيل إنّ اسمَها: سلمى. شاعرةٌ جاهليّةٌ من بني جُهينة القُضاعيّين. رثَت أخاها لأمّها "أسعد بن مجدعة الهذليّ" في قصيدةٍ من عيون الرّثاء وثّقها الأصمعيّ في أصمعيّاته، وفي شعرِها عاطفةٌ رقيقةٌ وحكمةٌ بالغة.